قدّمت‭ ‬المحاضرة‭ ‬الأستاذة‭ ‬زينب‭ ‬عمران‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الاستدامة‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬ EY ،‭ ‬حيث‭ ‬سلّطت‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬مفهوم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الدائري‭ ‬كأحد‭ ‬أهم‭ ‬النماذج‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الموارد‭ ‬وتقليل‭ ‬النفايات‭. ‬وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النموذج‭ ‬يمثل‭ ‬بديلا‭ ‬عمليًّا‭ ‬وفعالًا‭ ‬لأسلوب‭ ‬الاقتصاد‭ ‬التقليدي‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬الإنتاج‭ ‬والاستهلاك‭ ‬ثم‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬المواد،‭ ‬مستعرضةً‭ ‬رحلة‭ ‬البلاستيك‭ ‬عبر‭ ‬سلسلة‭ ‬مراحل‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬الإنتاج‭ ‬وما‭ ‬يتطلبه‭ ‬من‭ ‬طاقة‭ ‬وموارد،‭ ‬مرورًا‭ ‬بالاستخدام‭ ‬اليومي‭ ‬للمستهلك،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬التخلص‭ ‬منه،‭ ‬مع‭ ‬توضيح‭ ‬الآثار‭ ‬البيئية‭ ‬المترتبة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مرحلة‭ ‬وما‭ ‬يمثله‭ ‬سوء‭ ‬إدارة‭ ‬البلاستيك‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬الأنظمة‭ ‬البيئية‭ ‬وصحة‭ ‬الإنسان‭.‬

وتطرقت‭ ‬عمران‭ ‬إلى‭ ‬تطبيقات‭ ‬عالمية‭ ‬ناجحة‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬التدوير‭ ‬والتصميم‭ ‬المستدام،‭ ‬مبينةً‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬للابتكار‭ ‬أن‭ ‬يقدّم‭ ‬حلولاً‭ ‬تقلل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬المنتجات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬ذات‭ ‬الاستخدام‭ ‬الواحد‭. ‬كما‭ ‬خصصت‭ ‬جانبًا‭ ‬مهمًا‭ ‬من‭ ‬المحاضرة‭ ‬لشرح‭ ‬تأثيرات‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والصحة‭ ‬العامة،‭ ‬مؤكدةً‭ ‬أن‭ ‬التحول‭ ‬نحو‭ ‬ممارسات‭ ‬أكثر‭ ‬استدامة‭ ‬أصبح‭ ‬ضرورة‭ ‬عاجلة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التحديات‭ ‬العالمية‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬وتراجع‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬وتزايد‭ ‬نسب‭ ‬النفايات‭.‬

وقالت‭ ‬إن‭ ‬المجتمعات،‭ ‬خصوصًا‭ ‬فئة‭ ‬الشباب،‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬عاتقها‭ ‬مسؤولية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬تبني‭ ‬سلوكيات‭ ‬صديقة‭ ‬للبيئة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ترشيد‭ ‬الاستهلاك‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬البلاستيك‭ ‬ودعم‭ ‬المبادرات‭ ‬البيئية‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬وخارجها،‭ ‬مشددةً‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الوعي‭ ‬الفردي‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬تغيير‭ ‬بيئي‭ ‬مؤثر‭.‬

وبدورها‭ ‬أكدت‭ ‬كلية‭ ‬الهندسة‭ ‬أن‭ ‬تنظيم‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬يأتي‭ ‬دعمًا‭ ‬لرسالة‭ ‬الجامعة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬جيل‭ ‬واعٍ‭ ‬ومؤهل‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬البيئية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬دمج‭ ‬مفاهيم‭ ‬الاستدامة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬التخصصات‭ ‬الأكاديمية،‭ ‬خاصة‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬المباشرة‭ ‬بالابتكار‭ ‬البيئي‭. ‬كما‭ ‬أوضحت‭ ‬أن‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬عالمية‭ ‬مثل‭ ‬ EY يسهم‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬الخبرات‭ ‬الدولية‭ ‬إلى‭ ‬الطلبة‭ ‬واطلاعهم‭ ‬على‭ ‬أحدث‭ ‬الممارسات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬وإدارة‭ ‬الموارد‭.‬

هذا‭ ‬وكانت‭ ‬الفعالية‭ ‬قد‭ ‬شهدت‭ ‬حضورًا‭ ‬لافتًا‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬وأعضاء‭ ‬الهيئتين‭ ‬الأكاديمية‭ ‬والإدارية‭ ‬الذين‭ ‬تطرقوا‭ ‬لعديد‭ ‬من‭ ‬المحاور‭ ‬عبر‭ ‬طرحهم‭ ‬الأسئلة‭ ‬حول‭ ‬مستقبل‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الدائري‭ ‬وفرص‭ ‬الابتكار‭ ‬البيئي‭ ‬وآليات‭ ‬تحويل‭ ‬الوعي‭ ‬الفردي‭ ‬إلى‭ ‬مبادرات‭ ‬واقعية‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬الجامعي،‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬اهتمامهم‭ ‬بقضايا‭ ‬البيئة‭ ‬والاستدامة‭.‬

واختتمت‭ ‬الفعالية‭ ‬بتوجيه‭ ‬الشكر‭ ‬لشركة‭ ‬ EY ‭ ‬على‭ ‬تعاونها‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬إثراء‭ ‬المعرفة‭ ‬البيئية،‭ ‬وبتركيز‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬تنظيم‭ ‬الفعاليات‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬ثقافة‭ ‬طلابية‭ ‬مستدامة‭ ‬وتدعم‭ ‬التوجه‭ ‬الوطني‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬أكثر‭ ‬وعيًا‭ ‬واستدامة‭.‬

MENAFN27112025000055011008ID1110408076