طبول حرب تُقرع.. لبنان على خرائط النار
وجازم بأنّ كل ما ينقل في السر أو يقال في العلن يدخل في إطار ضغوط ما قبل المفاوضات، حلت أمس الذكرى الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، فيما الحركة الدبلوماسية التي يشهدها لبنان تبدو وكأنها تسابق تحريك الجنود والدبابات والمسيرات والطائرات والبوارج.
وذلك على وقع تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس للبنان بالقول: ((لن يكون هناك هدوء في بيروت، ولا نظام واستقرار في لبنان، حتى يتم ضمان أمن دولة إسرائيل)).
وباستثناء المضي في قرع طبول الاستعدادات الحربية، لم تظهر الساعات الماضية أي اتجاهات دبلوماسية أو ميدانية واضحة يمكن الاتكاء إليها للجزم حيال أي اتجاه مرجح ستسلكه التطورات، وخصوصاً في ضوء المبادرة الرئاسية التي طرحها الرئيس اللبناني، العماد جوزاف عون.
الأسبوع الماضي من الجنوب، والتي لم يجف حبرها بعد، إذ أطل من خلالها على قضية الأمن في الجنوب، وتالياً في كل لبنان، ورسم خطوط الطول والعرض لأي تسوية، فأعاد طرح التفاوض في سوق التداول الأممي أو الأمريكي أو بشراكة دولية، وألف بائه:
وقف نهائي للاعتداءات الإسرائيلية، تحرير آخر شبر من تراب لبنان، وجهوزية القوى المسلحة اللبنانية لتسلم النقاط المحتلة فور الانسحاب الإسرائيلي منها.
وقد تقاطعت معلومات ((البيان)) حول أن لا مبادرة خارجية لحل الأزمة، إنما مجرد محاولات للتخفيف من نيات إسرائيل، المصرة على توجيه ضربة إلى لبنان، يتردد أن حجمها مختلف عن حرب الـ66 يوماً، وشدتها ستصيب، ليس فقط حزب الله، إنما الدولة ومرافقها العامة.
وفي المقابل، فإن إسرائيل لم توقف، منذ الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، عدوانها جواً وبراً، ولم تتوقف عن ملاحقة واغتيال كوادر وعناصر حزب الله أينما وجدوا. هذا في الشكل.
أما في المضمون، فإن المعطيات تدل على أن اندفاعة إسرائيل ضد لبنان وحزب الله لن تتوقف، إذ رفعت مستوى التأهب على كل المستويات.. ففي البر مناورات وتدريبات، وفي الجو تعزيز للدفاعات الجوية، وعلى الأرض فتحت ملاجئ في بلدات تقع على الحدود اللبنانية، وذلك تحسباً لعملية عسكرية.
وبين سلاح التفاوض الأبيض، وعودة الدوائر الحمراء على الخريطة، فإن ثمة من يعتبر أن تداعيات التطورات الأخيرة، المتصلة بتصعيد إسرائيل عملياتها في لبنان، لا تبدو قابلة للتبريد الفوري، نظراً للرؤية القاتمة التي تسود المرحلة الحالية، إذ تتضاعف احتمالات شن إسرائيل عملية واسعة في مناطق مختلفة.
أما على المقلب الآخر من صورة التهديد الإسرائيلي المستدام، فإن ثمة كلاماً عن أن إسرائيل تضع لبنان بين خيارين: إما التوصل إلى اتفاق تحت المظلة الأمريكية، أو العودة إلى القتال. وفي ظل هذه المعطيات، تبدو الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات، وكل الحلول مؤجلة ومعقودة على طرفين لا ثالث لهما: الإيراني والأمريكي.
نزع سلاحووسط تداخل المعلومات والمعطيات والتحذيرات، والتهديدات المفتوحة والمتصاعدة بحرب خاطفة هيأ لها الإعلام الإسرائيلي على الورق، وفيما لبنان الرسمي يسابق الوقت ويتهيب الحرب، تجدر الإشارة إلى الخطوات التي تكررها تل أبيب، ومفادها أن لا سلام ولا استقرار من دون نزع سلاح حزب الله.
وأجواء واشنطن ليست بعيدة عن الأجواء الإسرائيلية، إذ تعتبر الإدارة الأمريكية أن الوقت المعطى للبنان لحل مسألة سلاح حزب الله انتهى، وبالتالي فإن على بيروت أن تقوم بخطوات ملموسة وفورية لنزع سلاح الحزب، وإلا ستكون هناك عواقب لا يمكن للبنان تحملها. علماً أن واشنطن، وعلى لسان مبعوثها توم باراك، أكدت أن الأسابيع الثلاثة المقبلة صعبة.
أما إيران، فاعتبرت أن حزب الله أصبح للبنانيين أهم من خبزهم اليومي. وأمام هذه الصورة، فإن ثمة إجماعاً على أن لبنان يدور في حلقة مقفلة، وغيوم التصعيد تتجمع في سمائه، فيما لا خطوة إسرائيلية مقابلة، ولا مبادرة خارجية مطروحة حتى الآن.
أما الاتفاق الذي قيل الكثير في شأنه على مدى عام، فإن ثمة كلاماً عن أن نصه، غير المتوازن أصلاً، منح إسرائيل حرية الحركة بالكامل في الأجواء اللبنانية، وذلك بالتزامن مع استمرار السيطرة على الأرض، فيما سياسة كسب الوقت التي اتبعت حتى الآن لم تحقق أي نتيجة، وقد وصلت إلى نهاياتها.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

Comments
No comment