واتساب خيط الأمل الأخير للمفقودين في حريق هونغ كونغ!

(MENAFN- Al-Bayan) ">استيقظت هونغ كونغ، عاصمة المال والأعمال العالمية، على صدمة كبرى هزّت أركانها، إثر حريق هائل التهم مجمّع "وانغ فوك" السكني، في كارثة وُصفت بأنها الأسوأ التي تشهدها المدينة منذ عقود.

وقد ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 55 قتيلاً، وفقاً لأحدث بيانات فرق الإطفاء الصادرة صباح اليوم الخميس، فيما لا يزال الغموض يكتنف مصير العشرات، وربما المئات، من المفقودين، مما يثير مخاوف عميقة بشأن الحصيلة النهائية.

ويُرجح المحققون أن تكون السقالات الخيزرانية والمواد الصناعية المستخدمة في أعمال تجديد الأبراج الثمانية المكونة من 31 طابقاً، قد لعبت دوراً كارثياً في تغذية النيران وانتشارها المدمر.

في خضم هذا الجحيم، تبرز قصص بطولة إنسانية تختزل مشاعر المعاناة والتضامن. فـ "كوك" (69 عاماً)، المتقاعدة التي كانت تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي بالقرب من المجمّع المنكوب، روت فصول تجربتها القاسية: "رأيت النيران تقترب، كانت حمراء، وكان قلبي يحترق أيضاً"، هكذا وصفت كوك المشهد المروع يوم الأربعاء.

اندفعت كوك، دون انتظار لأي إنذار لم تسمعه قط، لتقرع أبواب الجيران محذرة. وعندما دُمّرت شقتها، لم تنسَ جارتها المسنّة المقعدة على كرسي متحرك؛ فسارعت إلى منزلها، ونجحت ببراعة في إجلائها قبل أن تتحول الشقتان إلى رماد.

وبينما كانت ألسنة اللهب تخبو في الساعات الأولى من الصباح، تجمّع الناجون والأهالي في شوارع ومتنزهات منطقة تاي بو لمعاينة بقايا الأضرار، حيث قضى الكثيرون ليلتهم في قلق وأرق.

لم ينتظر السكان جهود الإغاثة الرسمية، بل بادروا لتنظيم أنفسهم في شبكات مساعدة عفوية وديناميكية. أشارت كوك إلى أن مجموعات الواتساب أصبحت وسيلة التواصل الوحيدة، وقالت بقلق: "هناك ثلاثة أشخاص على الأقل لا نستطيع التواصل معهم، نحن قلقون جداً، وسأتوجّه إلى المركز المجتمعي لمواصلة البحث". وقد تداول المتضررون جدول بيانات إلكترونياً، تحوّل فوراً إلى تطبيق فعّال يتيح لأي شخص الإبلاغ عن سلامته، لكن حتى صباح اليوم، بقيت عشرات الأسماء مظلَّلة باللون الأحمر، دلالة على الحاجة الملحة للمساعدة.

هذا التضامن لم يقتصر على الناجين. ليونغ (70 عاماً)، التي تسكن بالجوار وقضت ليلتها في مأوى مؤقت، عبرت عن قلقها الشديد على صديقة لها تسكن في المبنى، قائلة: "حاولت الاتصال بها مرات عدة، لكن من دون جدوى".

ووسط رائحة الدخان، قالت وهي تراقب الحشد: "عدتُ إلى المنزل عند الساعة الخامسة صباحاً لأنني لم أستطع النوم".

وقد هرع المتطوعون من كل حدب وصوب لتقديم الدعم؛ وزعوا الموز ومشروبات الطاقة على عناصر الإطفاء المنهكين، وقدموا ملابس وأجهزة شحن ومواد غذائية للمتضررين.

حتى الطالبة تشانغ (24 عاماً) استقلت القطار لأكثر من ساعة لترتب الملابس المتبرع بها، قائلة: "شعرتُ بحزن شديد عندما سمعتُ الخبر. إنّ وجود شخص إضافي للمساعدة أفضل دائماً. ربما يُخفف ذلك من ألمي."

MENAFN27112025000110011019ID1110406325

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

البحث