قصة محمد الموجي وتشابه الأسماء

(MENAFN- Al-Bayan) كثيراً ما تتشابه أسماء المشاهير من نجوم الفن والموسيقى والتمثيل، فيتسبب الأمر في إشكالات للمعني، فضلاً عما يحدثه من ارتباك للمتلقي والباحث، خصوصاً حينما يكتفي الكاتب مثلاً ــ من باب الاختصار وعدم التكرار ــ بالإشارة إلى الاسم الثاني لذلك النجم أو تلك النجمة. فإذا ما كتبنا ((المليجي)) مجرداً على سبيل المثال، فهل الإشارة هنا إلى شرير الشاشة ((محمود المليجي)) أو إلى شقيقه الممثل والمونولجست القديم ((حسين المليجي)) أو إلى نجل شقيقه الفنان ((إيهاب المليجي))، أو إلى المونولجست والممثل المصري اللبناني ((حسن المليجي))؟

أحد الإشكالات الأخرى لتشابه الأسماء هو ما يتسبب فيه من حزن وقلق وتشويه لسمعة المعني، إذا ما صدرت أحكام قضائية، أو وقت إطلاق شائعات مغرضة، أو في حالات السفر والتنقل عبر المطارات والموانئ.

تشابه الأسماء كان أحد الأمور التي تحسس منها الموسيقار المصري الكبير محمد الموجي (1923 ــ 1995)، فدخل بسببها في مشكلات قضائية مع أقرب الناس إليه.

يخبرنا الناقد الفني طارق الشناوي في أحد أعمدته الصحفية بصحيفة ((المصري اليوم)) (5 / 2 / 2025) أن الموسيقار محمد الموجي أقام في منتصف ستينيات القرن العشرين دعوى قضائية ضد شقيقه الموسيقار الموهوب إبراهيم الموجي (1936 ــ 2014) الذي يصغره بـ13 عاماً، مطالباً إياه بحذف لقب ((الموجي)) من اسمه كي لا يختلط الأمر على الجمهور، خصوصاً وأنه يمارس مهنة كمهنته، فضلاً عن أنه اشتهر في الوسط الفني بعدما لحن للمطرب ماهر العطار أغنية ((إفرش منديلك ع الرملة)). ويضيف الشناوي أن القضية استمرت بضع سنوات، لكن في نهاية المطاف انتصر محمد الموجي على شقيقه إبراهيم. إذ ألزمت المحكمة الأخير بحذف لقبه، فصار يعرف مذاك باسم ((إبراهيم رأفت)).

أما الغريب فهو أن نفس الحكاية تكررت مع ابن الموسيقار الكبير ويدعى ((محمد أمين محمد الموجي))، وهو ملحن ومؤلف موسيقي مثل شقيقه الموزع الموسيقي يحيى الموجي، لكنه، لكي يتفادى إشكالات الخلط بينه وبين والده، اختار لنفسه اسم ((الموجي الصغير))، تمييزاً عن والده ((الموجي الكبير))، علماً بأن الموجي الصغير توفي في فبراير 2022. ومرة أخرى تكرر الخلط بين الموجي الكبير وابن أخيه المايسترو ((محمد الموجي))، ما اضطر معه الأخير لتغيير اسمه إلى ((حمادة الموجي)) تميزاً.

ولولا قيام الملحن إبراهيم الموجي بتغيير اسمه إلى إبراهيم رأفت لخلط الناس بينه وبين شخصية مشهورة أخرى تحمل الاسم نفسه، هو السيناريست والمخرج المسرحي والسينمائي المصري ((إبراهيم الموجي)) الذي يعد اليوم واحداً من أعمدة السينما التسجيلية على مستوى العالم العربي، وأحد الذين كتبوا سيناريوهات العديد من الأفلام الروائية الناجحة في تاريخ السينما المصرية.

ويخبرنا الشناوي في عموده بأن العندليب عبدالحليم حافظ انتبه مبكراً لحساسية مثل هذه الأمور، فتداركها بإضافة اسم ((حافظ)) إلى اسمه الأول، تيمناً باسم الإذاعي حافظ عبدالوهاب (1908 ــ 1989) الذي اكتشفه وساعده في دخول الوسط الفني. وهكذا صار اسمه عبدالحليم حافظ بدلاً من عبدالحليم علي شبانة، وصار الجمهور يميزه عن شقيقه الأكبر إسماعيل شبانة (1919 ــ 1985) الذي كان قد سبقه إلى الالتحاق بالإذاعة والغناء من خلالها بعدما تم اعتماده كمطرب منذ عام 1944. لم يكتفِ حليم بذلك، بل قام بقطع علاقته رسمياً مع اسم شبانة من خلال تغيير اسمه في جواز السفر والبطاقة الشخصية.

MENAFN27112025000110011019ID1110405794

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

البحث