الأخبار الأكثر تداولاً
غباؤهم تجلّى في قبورهم
شيد المنتجع رجل أعمال ماليزي من أصل صيني، وعند منحنى خطر في الطريق من والى المرتفعات ترى مبنى صغيرا وجميلا يكاد يسقط من حافة جبل، وسألت عن «المجنون» الذي يمكن ان يقيم في مبنى كذاك فقيل لي إنه قبر الصيني صاحب المنتجع، وأنه رتب ليدفن هناك لأنه يريد ان يطل من قبره على السياح المتجهين الى فنادقه ومتنزهاته. وهكذا، ورغم أن المنتجع لا يزال في نظري من أجمل بقاع الأرض فإن من شيده سقط من نظري: ما هذا البله والخبل والعبط الذي يحمل شخصا ما على الظن بأنه يستطيع فعل ما يشتهي وهو في قبره؟ وتذكرت عندها حبيبي المصري- الفرنسي محمد الفايد الذي كان يملك محلات هارودز اللندنية، والذي ردد كثيرا عبر وسائل الإعلام عن رغبته في أن يدفن في ضريح في سقف هارودز، كما أعلن اعتزامه استنساخ نفسه؟ ولكن النسخة الأصلية مضروبة فما بالك بالنسخة المقلدة؟ وسبحانه الحي الدائم فقد اضطر إلى بيع هارودز ولم يعد له ذكر بين العالمين.
إندونيسيا بلد يعيش معظم سكانه تحت خط الفقر رغم القفزات الاقتصادية الضخمة التي تحققت بعد زوال حكم ديكتاتورها الفاشستي سوهارتو، وفي أطراف العاصمة جاكرتا هناك موقع جميل به مطاعم فاخرة ومطار صغير ومدينة ألعاب وأحواض سباحة وبحيرة صناعية ضخمة، وهذا الموقع ليس مخصصا للسياحة او لاجتذاب الناس لقضاء وقت بهيج بل هو مشروع تجاري مخصص للأغنياء........... الأموات، فإذا كنت غنيا تستطيع شراء قبر أبعاده متران في ثلاثة أرباع المتر بألف دولار أمريكي وتموت مبسوط و«متكيف».. منذ تدشين المقبرة أم خمس نجوم اشترى 14 ألفا من الأغنياء قبورا فيها وشرع معظمهم في التفنن في تزيين مكان دفنه بما يليق بمكانته ومركزه، كي يأتي الناس بعد موته ليقفوا على قبره ويقولوا: يا سلام.. قبر «يرد الروح»، «قبر يجعلك تشتهي الموت».
هل يفعل هؤلاء الأغنياء الأغبياء ذلك لأنهم يعتقدون أنهم يستطيعون بعد موتهم استخدام فلوسهم لـ«استئناف» قرار موتهم (على وزن ما يقوله بعض العامة «فلان مات ناقص عمر» وكأنهم اطلعوا على دفتر الأعمار!!).. هل سيدفعون رشوة للديدان كي لا تفتك بجثثهم حتى يتسنى لهم «الاستيقاظ» وهم في حالة جسمانية جيدة، للذهاب الى حوض السباحة أو الجلوس في المطعم الايطالي في المقبرة؟ هب أن هؤلاء الأغنياء الأغبياء ليسوا مسلمين ولا يعرفون بأمر عزرائيل ومنكر ونكير ولاحقا الصور وإسرافيل: هل يصدق عاقل ان القبر المزين بالرخام والمرمر آخر طراوة وحلاوة مقارنة بالقبور «البلدية»؟
من يجمعون ثروتهم بالجهد والعرق لا يتميزون بالبله والخبل والنزعات الاستعراضية!! مستجد النعمة ومن يصيبون الثراء بطرق سريعة او ملتوية هم الأكثر ميلا إلى الفشخرة، وإذا مات لهم عزيز جعلوا من المأتم مناسبة خمس نجوم من حيث الخدمات.. وأغنياء إندونيسيا الذين يتبارون لإعداد قبور فخمة لأنفسهم غير جديرين بـ«الحياة».. نعم فمن يشغل نفسه بهيئة وديكور قبره وهو على قيد الحياة شخص غبي، فعوضا عن الاستمتاع بثروته في دنياه يخطط للعنطزة والمنظرة بعد موته.. طيب يا شاطر خلي قبرك الأبهة ينفعك لما تموت في حادث طائرة أو يغرق بك زورقك الجميل في المحيط الهندي وينتهي بك الأمر مدفونا في جوف سمكة قرش!!
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
Comments
No comment