الأخبار الأكثر تداولاً
من محمد إقبال إلى الأمة العربية
محمد اقبال يعتبر الأب الروحي لباكستان، فهو أول من نادى بإنشاء دولة مستقلة للمسلمين في شبه القارة الهندية، وكان له الفضل في قيام دولة باكستان. وهو من رواد التجديد في الفكر الإسلامي.
قرأت بهذه المناسبة موضوعات عدة عن اقبال. في هذه الموضوعات وجدت جديدا لا اعرفه عن اقبال وعلاقته بالأمة العربية.
اغلب الناس في الوطن العربي عرفوا محمد اقبال عندما غنت له ام كلثوم قصيدة «حديث الروح» وبلحن آسر لرياض السنباطي. وهي القصيدة التي يقول مطلعها:
حديث الروح للأرواح يسري.. وتدركه القلوب بلا عناد
هتفت به فطار بلا جناح.. وشق أنينه صدر الفضاء
ومعدنه ترابي ولكن.. جرت في لفظه لغة السماء
لقد فاضت دموع العشق مني.. حديثا كان علوي النداء
فحلق في ربا الأفلاك حتى.. أهاج العالم الأعلى بكائي
وعلى الرغم من ان اقبال درس اللغة العربية وكان يجيدها الا انه لم يكتب شعرا او يؤلف كتبا بالعربية. ومع هذا اكتشفت فيما قرأت عنه انه اهتم اهتماما شديدا بتوجيه رسائل الى أبناء الأمة العربية نثرا وشعرا، محورها حث العرب على النهوض والوحدة ومواجهة الاستعمار.
يقول إقبال مخاطبا العرَب: «إن حكمةَ الغرب قد أسَرت الأُممَ وتركتْها سليبةً حزينة لا تملِك شيئًا، إنها مزقت وِحدة العرب، واقتسمت تراثَهم، إن العربَ لما وقعوا في حبائلِهم تنكَّر لهم كل شيء، وقسا عليهم الكونُ، ولم يجدوا من يرثي لهم ويرفُقُ بهم، وضاقت عليهم الأرضُ بما رحُبتْ، وضاقت عليهم أنفسُهم ويضيف: «أيها العرب، قد مَنَّ الله عليكم إذ جعلكم كالسيفِ البتَّارِ أو أحدَّ منه، وكنتم فيما قبْلُ ترعَوْن الإبل، فأصبحتم مالكي أعنَّتها، فلو أقسمتم على اللهِ لأبَرَّكم، وهنالك دوَّتْ تكبيراتُكم وصلواتكم، وزمزت حلبةُ حروبِكم ومغازيكم بين الخافقيْنِ، فارتجَّ ما بين الشرق والغرب، فما أحسنَ تلك المغامراتِ، وما أجملَ تلك الغزوات.«
ويقول اقبال ايضا مخاطبًا العرَب: «إن اللهَ قد رزقكم البصيرةَ النافذة، ولا تزال فيكم الشرارةُ كامنةً، فقوموا أيها العرب ورُدُّوا فيكم رُوحَ عمرَ بن الخطاب مرة أخرى، إن منبعَ القوة ومصدرها هو الدينُ، منه يستمد المؤمنُ العزمَ والإخلاصَ واليقين، وما دامت ضمائرُكم أمينةً للسر الإلهي، فيا عُمَّار البادية، أنتم الحرَّاس للدين، إن غريزتَكم العربية الإسلامية ميزانٌ للخير والشر، وأنتم ورثة الأرض، إذا تألَّق نجمُكم في آفاق السماء أَفَلَتْ نجومُ الآخرين وطُوِيَ بِساطُهم، لن تسَعَكم الصَّحْراءُ والفيافي، فاضربوا خيمتَكم في وجودكم الذى يسَعُ الآفاقَ».
هذه الأفكار التي تضمنتها رسائل اقبال للعرب لخصها في ابيات شعرية معبرة. في ديوانه «والآن.. ماذا نصنع يا أمم الشرق» قصيدة عنوانها «إلى الأمة العربية» يخاطب فيها «شعب العروبة والمجد» ويقول فيها لأبناء الأمة العربية:
كيف انقضى حلفكم وانفض سامركم.. وكان بالأمس مثل العقد منتظما.
توحدت في قديم الأرض أمتكم.. ما بالها انقسمت في أرضكم أمما؟.
قد خادعتكم من المستعمرين يد.. سم العقارب في أكمامها استترا.
يا أيها العربي انظر لعصرك في دنيا.. يفوز بها من أحكم النظرا.
بالسلم بالعدل تبني ما تؤمله.. إن شئت للأرض عمرا فكن عمرا.
كما نرى، على الرغم من مرور نحو مائة عام على ما قاله محمد اقبال عن الأمة العربية، فإنه يصح قوله اليوم.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
Comments
No comment