قصة انتقال "لنا الله" من طلال مداح إلى محمد عبده
ومن ضمن أعماله العديد من الأغاني الإيقاعية الجميلة التي يطلبها جمهوره منه كلما اعتلى مسرح الغناء، وأينما كانت حفلاته الحية. ومنها على سبيل المثال: ((لا تناظرني بعين))، و((أيووووه)) و((من فنونك والدلال))، و((أسمر عبر)).
غير أن أغنية ((لنا الله)) التي يقول مطلعها (لنا الله يا خالي من الشوق/ من الشوق أنا مولع، أنا المولع على ناري/ كيف بعد المودة والمحبة صرتوا تنسوني)، والتي غناها في عقد الستينيات من القرن العشرين، من كلمات إبراهيم خفاجي وألحان طارق عبدالحكيم، لها موقع خاص عند مؤديها وملحنها وكاتب كلماتها بسبب نجاحها الفني والجماهيري الكبيرين ونكهتها الخاصة ولعبها دوراً مفصلياً في مسيرة عبده الفنية.
ولكل هذا، فإن فنان العرب عادة ما ينهي حفلاته بها، أضف إلى ذلك ارتباط ((لنا الله)) بحكاية رواها الناقد الصديق الأستاذ علي فقندش، في الجزء الأول من كتابه ((الأغاني.. قصص وحكاوي)).
وملخص الحكاية كما ورد على لسان الموسيقار طارق عبدالحكيم، أنه وشلته المكونة من حمود الخلف، والشاعر إبراهيم خفاجي، والمطرب الراحل عبدالله محمد، وعازف الإيقاع عثمان خضر، اعتادوا في الستينيات الذهاب بصورة شبه يومية إلى خارج الرياض، وتحديداً إلى مقهى يقع خلف جبل المخروق، للسمر.
وفي إحدى المرات أخرج الخفاجي من جيبه ورقة بها نص أغنية ((لنا الله)) ومررها لطارق، طالباً منه تلحينها. أعجب طارق بالنص وراح على الفور يدندن بالكلمات ويطرق بأطراف أصابعه على الطاولة حتى أمسك بخيوط اللحن، وكي لا تنفلت منه سارع هو وشلته إلى مغادرة المقهى باتجاه منزل عثمان خضر، الذي كان يحتوي على مختلف الآلات الموسيقية وأجهزة التسجيل، وهناك عزفوا اللحن وسجلوه وتناقشوا حول من سيغنيه.
يقول طارق إن الجميع أصر على أن تكون الأغنية من نصيب الفنان طلال مداح، وبالفعل سافر خفاجي في الأسبوع نفسه إلى جدة، حيث كان طلال يقيم بشارع الميناء بجوار مدينة الحجاج، ليعرض عليه النص واللحن ويطلب منه تجهيزهما للغناء في مسرح التلفزيون.
يكمل إبراهيم خفاجي الحديث فيقول إنه عاد من جدة إلى الرياض متفائلاً بقرب ظهور الأغنية، رغم استفزازات ورهانات زملائه بأن طلال لن يغنيها، ثم مرت أيام وأشهر دون أن نسمع من طلال، فقررنا تجاهل طلال كما تجاهلنا، والاتصال بمحمد عبده الذي رحب بغناء ((لنا الله)) بصوته في أسرع وقت من خلال مسرح التلفزيون.
وهكذا، طارت الأغنية من طلال وهبطت على أغصان محمد عبده، بسبب تلكؤ وتهاون الأول وحماس واستعداد الثاني. لكن ما حدث أشعل وقتها أجواء التنافس بين الفنانين الكبيرين، طبقاً للأب الروحي للأغنية السعودية طارق عبدالحكيم، الذي أخبرنا أيضاً بقصة ذات صلة مفادها أن الفنانين الكوميديين السعوديين لطفي زيني.
وحسن دردير، الشهيرين باسمي (تحفة ومشقاص) تدخلا، عارضين مبلغ عشرة آلاف ريال (كان وقتها مبلغاً كبيراً)، كي تسجل ((لنا الله)) بصوت طلال مداح، وأنه (أي طارق) أحالهما إلى الخفاجي ومحمد عبده على اعتبار أنهما صاحبا العمل. علق الناقد علي فقندش على ما سبق قائلاً: ((بعد سنوات طويلة شاهدت طلال مداح في حوار تلفزيوني يقول إنه صاحب الأغنية.. والحكاية الحقيقية كما ذكرت، هو صاحبها وليس صاحبها في الوقت نفسه)).
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
Comments
No comment