الخلود الرقمي.. تسلا من السيارات إلى الخيال العلمي

(MENAFN- Al-Bayan) كشف الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، عن ملامح مرحلة جديدة في مستقبل الشركة، معلناً أن روبوتها البشري "أوبتيموس" قد يصبح قادراً على إجراء عمليات جراحية عالية الدقة في المستقبل.

التصريحات، التي جاءت خلال فعالية أقيمت في نيويورك، تعكس رغبة تسلا في التوسع خارج نطاق السيارات والطاقة النظيفة نحو مشاريع أكثر طموحاً، قد تغيّر شكل الحياة اليومية.

وقال ماسك إن الروبوت يمكن أن يُسهم في سد النقص العالمي في الجراحين المهرة، لافتاً إلى أن تطوير نموذج قادر على أداء المهام الطبية الدقيقة قد يجعل الرعاية الصحية عالية الجودة متاحة لجميع الأفراد.

وتأتي هذه الرؤية ضمن "الخطة الرئيسية – الجزء الرابع" التي تسعى من خلالها تسلا إلى إنتاج تقنيات قادرة على التعامل مع مهام تحتاج إلى مهارة فائقة، وفقا لـ indiatoday.

وفي الأسواق، ارتفع سهم تسلا بنحو 0.59% ليغلق عند 404.35 دولارات، في وقت يواصل فيه المستثمرون مراقبة تحركات الشركة في مجالات جديدة تتجاوز قطاع السيارات.

حالياً، يستطيع أوبتيموس المشي ورفع الأشياء الخفيفة والتعامل مع مواد هشة مثل البيض، وتخطط الشركة للكشف عن نسخة مطوّرة مطلع 2026 مزوّدة بآليات يد أكثر تعقيداً تسمح بتنفيذ حركات دقيقة، ومع ذلك، لا توجد نسخة طبية متخصصة حتى الآن، بينما تعمل تسلا على تجهيز خطوط إنتاج تستهدف تصنيع مليون وحدة سنوياً على المدى البعيد.

عقبات تقنية وتنظيمية

خبراء الصحة يعتبرون أن دخول الروبوتات إلى غرف العمليات سيحتاج سنوات طويلة من التطوير والتجارب.

ويشيرون إلى أن الروبوتات الطبية الحالية تتطلب إشرافاً بشرياً مباشراً، وأن التعامل مع الحالات الطارئة يحتاج سرعة استجابة قد يصعب تحقيقها آلياً.

أما على مستوى القوانين، فإن غياب إطار تنظيمي لروبوتات مستقلة بالكامل يجعل الطريق أمام تسلا أكثر تعقيداً.

ما هو أبعد من الجراحة: تحميل الوعي البشري

وفي تصريح بدا أقرب للخيال العلمي، قال ماسك إن البشر قد يتمكنون خلال أقل من 20 عاماً من تحميل نسخة تقريبية من وعيهم ومشاعرهم وذكرياتهم إلى جسد روبوت أوبتيموس، وذلك عبر تقنيات "نيورالينك" لواجهات الدماغ–الحاسوب.

وأضاف: "ربما لن تكون النسخة مطابقة تماماً، لكنها ستكون قريبة جداً".

وتساءل ماسك بطريقة فلسفية: "هل أنت أصلاً الشخص نفسه الذي كنت عليه قبل خمس سنوات؟"، في إشارة إلى أن التغير جزء طبيعي من هوية الإنسان.

رؤية لإنهاء الفقر

ويرى ماسك أن أوبتيموس قد يسهم في "القضاء على الفقر" عبر إسناد معظم الأعمال البدنية والمتكررة للروبوتات، ما يسمح للبشر بالتركيز على الإبداع والتعليم. كما يؤكد أن المشروع قد يصبح أكثر أهمية من قطاع السيارات نفسه، مع هدف مستقبلي يتمثل في جعل الروبوت متاحاً في كل منزل.

وبينما لا يزال أوبتيموس يتعلم خطواته الأولى، يبقى السؤال مطروحاً: هل تقود تسلا العالم نحو مستقبل جديد، أم أن هذه مجرد محطة أخرى في سلسلة طموحات ماسك الجريئة؟

MENAFN17112025000110011019ID1110353522