مبدعون: "الذكاء الاصطناعي" لن يقصي ركائز تفرد الأديب وإمكاناته الإبداعية

(MENAFN- Al-Bayan) هل بوسع الذكاء الاصطناعي أن يكتب رواية ((العجوز والبحر))؟

حبكة الرواية التي كتبها أرنيست هيمنغواي، وحاز جائزة نوبل للآداب عليها، تدور حول صياد كوبي عجوز، لم يصطد سمكة واحدة لمدة 84 يوماً، حتى وصمه الناس بأنه منحوس فانفضوا عنه وحتى مساعده رفض الإبحار معه.

في اليوم الخامس والثمانين أبحر وحيداً، فاصطاد سمكة ((مرلين)) لم ير في حياته أكبر منها، وجعل يصارعها رغم وهنه وجوعه ثلاثة أيام حتى سحبها إلى اليابسة، لكنه فوجئ أنها استحالت محض هيكل عظمي، إذ نهشتها أسماك القرش في رحلة العودة.

هذه باختصار الرواية، تبدو عادية للغاية، لكن لدى قراءتها ستجد أبعاداً نفسية ورسائل إنسانية بالغة العمق، فالسمكة قد ترمز للحياة التي يقطعها الإنسان حتى يخرج منها خالي الوفاض، وربما يجنح التأويل إلى وصف العجوز بأنه الإرادة حين تتحدى الصعاب.

هذه الأبعاد الرمزية هل يستطيع الذكاء الاصطناعي الإحاطة بها؟

من الممكن إدخال الملخص السابق للذكاء الاصطناعي، ومن ثم نطلب إليه كتابة رواية، وعندئذٍ هل ستكون بروعة وعظمة ومتانة حبكة العجوز والبحر؟

تجيب عن السؤال شيرين سيد من دار المكتب العربي للمعارف في مصر بكلمة واحدة: مستحيل.

وتقول: الإبداع ليس عملية حسابية ومهما تطورت تقنيات الذكاء الاصطناعي سيبقى خالياً من الروح.. الروح الفردية والرؤية الخاصة لأشياء الحياة هي التي تعطي الأدب مذاقه وفرادته.

وتعتقد وفاء الحسيني من دار كتاب ((سامر)) اللبنانية أن الذكاء الاصطناعي مجرد تقنية ممكن اللجوء إليها لضبط اللغة مثلاً، لكن ليس وارداً بأي حال أن تقدم نصاً نابضاً له روح، وليس بوسعها أن تحقق لدى القارئ حالة الانفعال الوجداني التي يحققها المبدعون.

وتقول: ((الخوف لا يكمن في تطور الأدوات، بل في موت الشغف وموت الحلم وشيوع ((الاستسهال)) لدى أجيال ناشئة من الأدباء))، مضيفة أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يسفر عن حالة أسميها تجميد الخيال والعقل، وفقدان العلاقة الوجدانية التي تجمع بين المتلقي والمبدع.

وترى منى عادل عبده، من دار السحاب للنشر والتوزيع، أن الذكاء الاصطناعي لا يمثل تهديداً للمبدع الحقيقي، بقدر ما هو أداة جديدة في يده، مثلما كانت الآلة الكاتبة والقلم في عصور سابقة.

وتوضح أن الفارق اليوم هو أن الأداة باتت أكثر ذكاءً، لكنها تظل خادمة للإبداع البشري لا بديلاً عنه، مشيرة إلى أنه يمكن التعامل معها كمحرك للإبداع لا كعدو له، فالتحدي الحقيقي لا يكمن في التقنية ذاتها، بل في وعي الإنسان وأخلاقيات استخدامه لها.

وتؤكد نيفين التهامي، من ((دار كيان للنشر والتوزيع مصر))، أن أي إبداع لا بد أن ينبع من روح صاحبه، ويعبر عن ذاتيته الخاصة التي تشكلت من مجمل خبراته ونجاحاته وانكساراته.

وليس ممكناً والحال كذلك أن يحل الذكاء الاصطناعي محل الذات المبدعة، فأدواره ستبقى مقتصرة على ما هو هامشي مثل إعداد الملخصات ونحو ذلك من أمور توفر الوقت للمبدع ولا تحل محله.

الكاتبة اليونانية إيفجينيا داغلاس ترى أن الرفض المطلق للتقنية موقف غير عملي، ذلك أن الذكاء الاصطناعي لن يلغي الكاتب، لكنه سيغير أدواته.

ويرى الدكتور سالم الأطرش، من مجمع الأطرش للكتاب المختص بالأبحاث الأكاديمية ((تونس))، أن الخطر في مجال الأبحاث العلمية المتخصصة داهم، قائلاً: إن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في إعداد البحوث يؤدي إلى طالب فارغ أجوف، ليس له نصيب من التفكير الإبداعي الخلاق.

MENAFN14112025000110011019ID1110347152

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

آخر الأخبار

البحث