العام 54 لدولة الأمن والأمان.. شكراً محمد بن زايد

(MENAFN- Al-Bayan) مع اقتراب الذكرى الرابعة والخمسين لعيد الاتحاد في الثاني من ديسمبر 2025، يلاحظ القاصي والداني، أن دولة الإمارات، وبحمد الله وفضله، أصبحت تمثل عالمياً نموذجاً حياً للدولة الحديثة الآمنة المستقرة، ويسجل المراقبون المختصون شهاداتهم أن الأمن والأمان في دولة الإمارات يُشار إليه كبنية حضارية متماسكة تُنتج الاستقرار وتغذّي الانتماء، والملفت من وجهة نظري، أن الهوية الوطنية الجامعة تشكل في هذا النموذج، قوة سيادية حقيقية ترتبط بالوعي الثقافي، وتشتبك مع كل دوائر الحياة اليومية، من التعليم إلى التخطيط، ومن الأسرة إلى السياسات العامة.

هذا النموذج الوطني الجميل والعميق، يتجاوز الأجهزة والهياكل التقليدية في الدول الأخرى إلى الروح العامة والعقد الاجتماعي المتين في دولة الإمارات، حيث تنتظم الحياة من خلال رؤية القيادة الحكيمة الرشيدة في حضورها الوجداني والمعرفي، وتتموضع في قلب العلاقة بين المواطن والدولة، وترتقي العلاقة من إطارها القانوني إلى إطارها الأخلاقي والاجتماعي، ولا شك في أن الباحث المتخصص، يمكنه بسهولة إدراك فلسفة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، التي تستند إلى الإنسان كقيمة محورية، وتتأسس على الإرادة الراسخة في بناء مستقبل تُصاغ فيه مفردات التنمية بمعايير كرامة الفرد.

المشروع الوطني في الإمارات يعتمد على توسيع مفهوم الأمان ليشمل الحياة بكامل ملامحها: المسكن، الفرص، العدالة، المعرفة، والاعتراف بالمكانة.

هذا الاتساع والتماسك يعبر بشكل واضح عن وحدة الرؤية الشاملة، وحسب خبرتي ومجالات عملي خلال السنوات السابقة، لاحظت عن كثب، كيف تُصاغ القرارات ضمن منظومة واحدة تصون الاستقرار وتؤطر التنمية داخل الوعي الوطني العام، ولتبسيط ذلك، علينا أن نعرف أن دولة الإمارات، وبفضل رؤية صاحب السمو رئيس الدولة، تمتلك قدرة خاصة على تحويل الأمن والأمان إلى أسلوب حياة تضمنه الدولة وتعمل ليلاً نهاراً على حمايته وصونه بأعلى درجة مسؤولية في التاريخ البشري، وهذه حقيقة، وعلينا أن نفهمها جميعاً، ونقدرها، ونكون أيضاً جزءاً رئيساً من حماتها الساهرين على رعايتها بالفعل وبكل وسيلة ممكنة، وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.

التراث الإماراتي، بعراقته وعمقه وتفاصيله، المادي وغير المادي، ونواته القيم الإماراتية، يلعب دائماً دوراً رئيساً داخل هذا النسق كقوة ناعمة تمنع فصل الحياة المعاصرة عن تاريخها القيمي الثقافي.

فهو أساس الهوية الوطنية، والعنوان الرئيس لحضور الشخصية الإماراتية، وهذه العناصر تتكامل بوضوح بين الأصالة والوظيفة.

فتتجدد الرموز التراثية باستمرار عبر المؤسسات الثقافية، والمهرجانات، والبرامج التعليمية، وتنتقل من الذاكرة إلى الحياة، وتتحوّل إلى مكون معرفي يدعم البناء الوطني.

يمتلك النموذج الإماراتي خصائص ثقافية تضعه في موقع متقدم عالمياً. فبرامج ومبادرات ومشاريع المؤسسات المعنية بالهوية، تتفاعل مع هذه الخصائص وتستلهم منها أدواتها.

وتعمل المجالس الثقافية، والمراكز التراثية، والوزارات والمؤسسات، كمنصات متصلة تنتج فهماً متيناً للهوية يعتمد على التفاعل والتحوّل الواعي.

بالطبع، يتولد في الإمارات الشعور العام بالأمان من هذه المعادلة المتماسكة التي تشمل الحضور المؤسسي والعدالة الاجتماعية والاستقرار الثقافي، ضمن مشهد بصري يعكس فلسفة متجانسة تنمو فيها المعاني جنباً إلى جنب مع المادة.

وتتجسد الهوية هنا باعتبارها جزءاً من تخطيط المجتمعات والمدن، وركيزة في بناء العلاقات اليومية، وعلامة حيوية على نضج الدولة.

تُنتج القيادة في الإمارات نموذجاً متفرداً، يربط بين السيادة الأخلاقية والمكانة الدولية.

فحضور الدولة على الساحة العالمية يعتمد على الحضور السياسي والاقتصادي والعسكري، وأيضاً على الرأسمال الرمزي المتراكم من خلال سياسات مستقرة، ومبادرات إنسانية، ورؤية ثقافية تُمنح للعالم من موقع الثقة ومن منطلق الرسالة الإماراتية العالمية الهادفة المتسامحة.

تشكل رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله ورعاه، المحور التأسيسي لهذا المعمار الوطني الجميل.

فهي رؤية تستند إلى الفهم العميق للإنسان، وإلى وضع سياسات تزرع الثقة، وتُؤسس لزمن طويل المدى يستقر فيه الوعي العام، وتزدهر فيه العلاقات بين الناس والدولة.

وتُترجم هذه الرؤية إلى خطاب ملموس، يظهر في التنمية المستمرة، وفي حضور الدولة في ضمير مواطنيها، وفي المدى الواسع الذي تحققه في مؤشرات التماسك والاستقرار.

كل مرحلة في دولة الإمارات تضيف لبنة جديدة إلى هذا المعنى؛ وكل تحوّل إداري أو ثقافي يحمل في داخله بذرة أمان إضافية، تُغذّي مشروع الدولة في اتساعه ونضجه.

وتنتقل الإمارات من مشروع التأسيس إلى التمكين إلى المستقبل المشرق، في أقل من 55 عاماً، بفضل الله ثم بفضل رؤية القيادة الحكيمة الرشيدة حفظها الله تعالى.

MENAFN09112025000110011019ID1110317780

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.