الجيش السوداني يصر على مواصلة القتال.. ثلاثة أسباب لذلك

(MENAFN) بينما تتفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، تتصاعد النداءات الدولية المطالبة بإنهاء الصراع المسلح، في مقدمتها دعوة أميركية حديثة لأطراف النزاع بالقبول بهدنة إنسانية فورية لتمكين وصول الإغاثة للسكان المدنيين.

غير أن المعادلة على الأرض تبدو أشد تعقيداً، حيث أبدت قوات الدعم السريع استعدادها للموافقة على وقف إطلاق النار الذي اقترحته "الرباعية الدولية" المكونة من الولايات المتحدة والإمارات والسعودية ومصر، بينما يصر الجيش السوداني على مواصلة العمليات العسكرية متجاهلاً المناشدات الدولية.

ثلاثة عوامل تفسر إصرار الجيش على القتال
في حديث حصري مع إحدى وكالات الأنباء، استعرض عثمان فضل الله، رئيس تحرير مجلة أفق جديد، الدوافع التي تقف وراء رفض القيادة العسكرية السودانية لوقف إطلاق النار رغم الخسائر البشرية الهائلة، موضحاً أن "هناك ثلاثة عوامل رئيسية وراء ذلك القرار".

الفساد يضرب صفوف المؤسسة العسكرية
وأشار فضل الله إلى أن "العامل الأول هو الفساد المستشري داخل المؤسسة العسكرية أو في محيطها"، لافتاً إلى أن "العديد من التقارير تحدثت عن فساد في مناطق يسيطر عليها الجيش، مثل بورتسودان، وهو ما أدى إلى حالة من التذمر داخل صفوف العسكريين أنفسهم".

صراع النفوذ داخل القيادة العسكرية
وفيما يتعلق بالمحرك الثاني، لفت فضل الله إلى أن "المزايدات بين قيادات الجيش، خصوصًا داخل مجلس السيادة، حيث تحاول كل مجموعة الظهور بمظهر الأكثر صلابة في مواجهة الدعم السريع"، تلعب دوراً محورياً في تعطيل جهود السلام.

وضرب مثالاً بما حدث مع الفريق شمس الدين كباشي الذي وقع تفاهماً أولياً لإنهاء الحرب في البحرين، موضحاً أن "الاتفاق تم بموافقة القيادة العامة، لكن عندما تسرّب، واجه كباشي حملة تخوين، وامتنعت المؤسسة العسكرية عن الدفاع عنه، في مؤشر على عمق الانقسام داخلها".

مشروع إعادة الإسلاميين للسلطة يعرقل السلام
وفيما يخص المحرك الثالث والأخطر، كشف فضل الله أن "الحرب ذات مشروع سياسي، هدفها عودة النظام البائد وإعادة الإسلاميين إلى السلطة".
وتابع قائلاً: "هذا المشروع مرفوض شعبيًا، لذلك يسعى الداعمون له إلى إطالة أمد الحرب على أمل فرضه بالقوة، رغم أن المؤشرات تؤكد فشله في كسب التأييد الشعبي أو الإقليمي".

حرب بلا أفق واضح
وشدد فضل الله على أن "الجيش لا يستطيع تنفيذ هذا المشروع، كما أن الحركة الإسلامية غير قادرة على استثماره سياسيًا، لذلك يتم الدفع نحو حرب بلا أفق ولا نهاية واضحة".

وتكشف هذه التحليلات عمق الأزمة السياسية التي تغذي الصراع العسكري في السودان، حيث تتداخل مصالح متضاربة بين الفساد المؤسسي والصراعات الداخلية على النفوذ ومحاولات إعادة تدوير أنظمة سابقة، في وقت يدفع فيه المدنيون الثمن الأفدح لاستمرار القتال.

MENAFN08112025000045017169ID1110313791

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.