الأخبار الأكثر تداولاً

الصفير الضائع وكوميديا التطبيقات

(MENAFN- Al Watan) يُحكى - والعهدة على إشارات المرور - أن شابين كانا يقفان على الرصيف يؤشران بكل جدٍّ على خط الأجرة، ينتظران ((كداد)) أو ((تاكسي)) ينقلهما من همّ الرصيف إلى همّ الزحمة.
لكن بدل أن يركزا على الهدف، قررا أن يدخلا في بروفة حياة جديدة: تعلّم الصفير!
تخيل معي المشهد...
كل واحد منهما واضع إصبعين في فمه كأنه يستدعي الإبل، والنفَس طالع وراجع مثل ماكينة بخار قديمة. عشر محاولات فاشلة، (لم تضبط معنا) وواحدة فقط تخرج منها صفيرة يتيمة، تائهة بين ضجيج السيارات وكأنها تقول: ((أنا آسفة جيت في الوقت الغلط)).
المشكلة ليس في الصفير، المشكلة في أنهم أضاعوا الوقت في تدريب على ((مهارة لا يتطلبها السوق))، بينما التاكسي مر مرتين، ومشوارهم فات ثلاث مرات، والسائق اللي كان ممكن يوقف لهم صار يصفّر لهم هو من بعيد استغرابًا! لاسيما بعد أن وقف لهما وهو في شك وريب من قواهما العقلية. وحينما سألهما إلى أين يا شباب؟
رد كمودي زمانه: إلى قسم التأهيل الشامل في أكبر مصح عقلي!.
هذا المشهد يمثل اجتماعا ما حقيقيا... يعني وقت يضيع بلا جدوى، وفكر يسبح بلا اتجاه، ونتيجة تصفر - بالمعنى الحرفي والمجازي.
يا جماعة الخير، الصفير قد لا يكون عيبا، لكن إذا صرت تصفّر والفرصة تمر قدامك، فهنا نقولك بكل محبة: ((رجّع أصابعك لمكانها الطبيعي وابدأ تفكيرك من جديد)).
في زمن صار التاكسي يُطلب بضغطة زر، والكداد عنده موقع وتقييم خمس نجوم، أنت ما زلت تحاول تضبط النغمة؟
الحياة ما تنتظر الذي يتدرب على الصفير، الحياة لمن يعرف متى وأين يصفّر و يسكت.

MENAFN05112025000089011017ID1110302553

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.