فلسطين اليتيمة منذ عام 1948: آن أوان إنهاء الوصاية د. داليا الهواري
منذ النكبة، تسابق الأوصياء على فرض وصايتهم: الأردن على الضفة الغربية، ومصر على قطاع غزة، ثم جاءت منظمة التحرير الفلسطينية لتخضع بدورها لوصاية سياسية عربية، خاصة من مصر. ومع اتفاقية كامب ديفيد عام 1978، بدأ التراجع العربي عن القضية، وتكرّس الانقسام، حتى جاء اتفاق أوسلو عام 1993 ليضعف الوصاية المباشرة، ويكشف عن تنامي الوعي الفلسطيني وظهور قيادات وطنية مستقلة.
تاريخ القضية الفلسطينية يكشف بوضوح مواقف الدول العربية. واليوم، لم تعد الأقنعة تخفي شيئًا. بعض الدول، مثل الإمارات والمغرب والبحرين والسودان، وقّعت "اتفاقيات أبراهام" ولم تندد بالعدوان الإسرائيلي بشكل واضح، واكتفت بتصريحات باهتة، وأبدت قلقها، بينما استمرت في التطبيع ولم تقطع علاقاتها مع إسرائيل.
أقصى ما فعلته بعض الدول هو سحب السفراء أو الدعوة لاجتماعات طارئة، دون اتخاذ إجراءات فعلية. بل إن بعضها مارس ضغوطًا على المقاومة الفلسطينية للتنازل عن شروطها. في المقابل، أعلنت دول مثل الجزائر وتونس والعراق واليمن وسوريا رفضها الصريح للعدوان.
عند تحليل المواقف، يتضح أن بعض الدول لم تقدم دعمًا عسكريًا أو سياسيًا مباشرًا، واكتفت بالصمت أو بالمساعدات الإنسانية، بينما اتخذت أخرى موقفًا محايدًا، تحاول الحفاظ على علاقاتها مع إسرائيل وأميركا، ومراعاة الرأي العام الداخلي.
الدول العربية، إما عاجزة أو غير راغبة في وقف العدوان. فلكل دولة مصالحها وتطلعاتها التي تمنعها من اتخاذ خطوات حاسمة. وهنا، يجب أن يدرك الفلسطينيون أنهم أيتام، وأن الأوصياء لم يكونوا يومًا أهلًا للثقة. لقد كبر اليتيم، وحان وقت أن يقرر مصيره بنفسه، بالوقوف إلى جانب قيادته الوطنية، ودعمها بكل أطيافها، ورفض الفتنة الداخلية التي لا تخدم إلا الاحتلال.
لا ينبغي أن نكون تابعين لتوجهات الدول التي لم تسعَ يومًا لاستقلال فلسطين، بل سعت لتحقيق مصالحها الخاصة. آن الأوان للصحوة، ولإدراك أن بعض القوى تسعى لإسقاط السلطة الفلسطينية، وإشعال الفتنة، وتضييق الخناق عليها سياسيًا واقتصاديًا.
يجب أن نلتف حول منظمة التحرير الفلسطينية، ونتمسك بشرعيتها، فهي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. لا وصاية بعد اليوم. نحن من يقرر مصيرنا. فالمعركة معركة وجود، ويجب أن نوحّد الصف الفلسطيني، ونقف كالسور أمام العاصفة، وإلا خسرنا الحلم بالدولة الفلسطينية، وطُويت القضية من كتب التاريخ إلى الأبد.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
راتب بلا عمل.. إيلون ماسك يعلن نهاية الفقر الوظائف للأبد...
درة البحرين تشارك في معرض سيتي سكيب البحرين 2025...
شرطة أبوظبي تنفذ خطة ميدانية لتأمين "نصف ماراثون أدنوك العين 2025"...
أكبر 10 دول تمتلك ذهبا لم تمسه يد الإنسان...
الاحتلال يعتقل 4 مواطنين بينهم سيدتان من مدينة نابلس...
مندوبة عن الملك.. الملكة رانيا تحضر افتتاح المتحف المصري الكبير...