403
Sorry!!
Error! We're sorry, but the page you were looking for doesn't exist.
مع تفاقم أزمة العمى بالسودان.. مساعدات الكويت باب أمل لمرضى أثخنت الحرب معاناتهم
(MENAFN- Kuwait News Agency (KUNA))
من محمد عبدالعزيز (تقرير اخباري)
الخرطوم - 3 - 11 (كونا) -- بينما تشير تقديرات مؤسسات طبية سودانية إلى ارتفاع نسب الإصابة بالعمى من 10 بالمئة إلى 30 بالمئة خلال فترة وجيزة تشكل المساعدات الإنسانية الكويتية باب أمل أمام كثير من المرضى الذين أثخنت الحرب معاناتهم.
وتظهر البيانات الطبية أن إعتام عدسة العين (كتاراكت) لا يزال السبب الأكثر شيوعا لفقدان البصر القابل للعلاج في السودان على الرغم من إمكانية علاجه جراحيا شرط توفر الموارد والبنية التحتية الصحية.
وإلى جانبه تبرز (تراخوما) وهي عدوى بكتيرية مرتبطة بالفقر وسوء الظروف الصحية كعامل مساهم رغم أنها تراجعت بشكل ملحوظ في العديد من الدول بفضل برامج الوقاية والقضاء عليها فيما تعد (جلوكوما) - المياه الزرقاء - من الأسباب الرئيسية للعمى غير القابل للعلاج وتفشيها في السودان يعزى إلى غياب الكشف المبكر وضعف التوعية الصحية.
وفي هذا الإطار قال مدير البرامج والشراكات في صندوق إعانة المرضى الكويتي الدكتور محمد علي هجو لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن مسوحات ميدانية أظهرت ارتفاعا في حالات العمى بسبب غياب الخدمات الوقائية وتوقف جراحات المياه البيضاء وانقطاع الأدوية الأساسية مشيرا إلى أن هذه الأرقام تعني آلاف الحالات التي كان يمكن إنقاذ بصرها لو توفرت الإمكانات.
وأضاف أن الصندوق أجرى أكثر من ألف عملية لإزالة المياه البيضاء في أربع ولايات غير أن الاحتياجات ما تزال تفوق المتاح بكثير.
ويؤكد هجو أن إصابات الحرب باتت عاملا جديدا ومتفاقما في أزمة فقدان البصر إذ يحرم كثير من المصابين من التدخل الطبي العاجل الذي قد ينقذ أعينهم ما يفاقم من أعداد حالات العمى الدائم.
ووصف قطاع طب العيون بأنه "شبه مشلول منذ أكثر من عام بسبب انقطاع الإمدادات ونقص الأدوية والمستلزمات ما أوقف عمليات منقذة للبصر.. الكوادر كانت قليلة قبل الحرب وهاجر كثير منهم فيما توقف التدريب".
وشدد على أن الكشف المبكر والتوعية الميدانية هما السبيل لاحتواء المياه البيضاء وال(جلوكوما) داعيا إلى دعم عاجل في الأدوية والتأهيل والتدريب والتوعية.
ومن جانبه شدد مدير مستشفى مكة بأم درمان وممثل مؤسسة البصر الخيرية بولاية الخرطوم الدكتور أمير أبوقرون ل(كونا) على أن الدعم الدولي والإقليمي والمحلي حاسم لإنقاذ ما تبقى من خدمات مكافحة العمى.
وثمن دور جمعية العون المباشر الكويتية وجمعية الملك سلمان للإغاثة السعودية اللتين واصلتا دعم المؤسسة عبر مخيمات مجانية أيام علاجية وتدريب الكوادر رغم الحرب.
وأكد أن استمرار هذا الدعم يصنع الفارق بين العمى والنور لآلاف المرضى داعيا إلى توسيع برامج الكفالة لتمويل عمليات مجانية ومخيمات ميدانية.
وأشار إلى أن بيانات المؤسسة الميدانية تؤكد تضاعف معدلات العمى في السودان إلى 30 في المئة خلال العامين الماضيين نتيجة توقف الخدمات الصحية والنزوح وهجرة الكوادر وشح الأدوية والمستهلكات.
وأوضح أبوقرون أن ال(كتاراكت) يظل السبب الأول لفقدان البصر في السودان حيث يتم تسجيله في نحو 70 بالمئة من الحالات تليه أمراض الشبكية المرتبطة غالبا بداء السكري ثم ال(جلوكوما) إضافة إلى اضطرابات أخرى مثل الحول أخطاء الانكسار ومشاكل ضعف النظر لدى الأطفال.
وأشار إلى أن مؤسسة مكة للبصريات منذ تأسيسها عام 1993 قدمت خدماتها لأكثر من 8ر1 مليون مريض أي نحو 65 بالمئة من الجهود الوطنية لمكافحة العمى في السودان وتنفذ عبر شبكتها من المستشفيات برامج مكثفة تشمل حتى 80 عملية جراحية يوميا ومخيمات مجانية تعالج 4 آلاف مريض وتنفذ 400 عملية أسبوعيا.
وتبرز هذه الخلفية مدى هشاشة البنية الصحية في السودان قبل الحرب ما يفسر سرعة تدهور الخدمات بعد اندلاع النزاع وفقدان الدعم الخارجي.
ويقول أبوقرون إن الحرب خلفت آثارا كارثية على النظام الصحي إذ فقدا نحو 60 في المئة من الأصول الطبية بسبب تدمير المرافق ونهب الأجهزة والأدوية ما أدى إلى توقف خمسة من مستشفيات المؤسسة العشرة بينها مركز الخرطوم المرجعي.
ويضيف أبوقرون "رغم الدمار أعادت الكوادر تشغيل مستشفى أم درمان جزئيا في سبتمبر 2024 بعد تأهيل المباني إصلاح المعدات واستقطاب الكوادر وقدم حتى الآن خدمات ل89 ألف مراجع بينهم 10 آلاف خضعوا لعمليات جراحية وأكثر من 28 ألف فحص تشخيصي".
وبدوره يقول مدير البرنامج القومي لطب وجراحة العيون بوزارة الصحة السودانية الدكتور عاطف عمر في تصريح ل(كونا) إن التقديرات الميدانية تشير إلى ارتفاع معدلات العمى في البلاد رغم غياب إحصاءات دقيقة.
وأوضح أن "الوضع سيئ لكن البنية التحتية لطب العيون ما زالت قادرة على التعافي إذا توافر الدعم المطلوب" مضيفا أن الوزارة أطلقت خطة طوارئ منذ بداية الحرب لتوفير الأدوية والمستهلكات الأساسية وتسعى للتعاون مع المؤسسات الخاصة مثل مؤسسة البصر الخيرية بشرط ألا يكون ذلك على حساب المرافق الحكومية.
ويؤكد الدكتور عاطف أن ال(كتاراكت) وال(جلوكوما) لا يزالان من أبرز مسببات العمى في البلاد لافتا إلى تحول ملحوظ في أنماط الإصابات خلال الفترة الأخيرة إذ باتت الغالبية منها "حالات معقدة وشديدة" وفق ما يرصده الأطباء في المستشفيات.
ولفت إلى أن طب العيون كان من أكبر التخصصات في السودان قبل الحرب ب9 مستشفيات حكومية تخصصية و10 مستشفيات و10 مراكز غير حكومية إضافة إلى 20 قسما في مستشفيات عامة.
غير أن النزاع أوقف كل الدعم عنها فتوقف مستشفى الخرطوم للعيون تماما وتضررت مرافق في أم درمان وود مدني والحصاحيصا - بعضها استأنف العمل جزئيا - بينما لا تزال غالبية المرافق الحكومية شبه مشلولة.
ويؤكد عاطف أن 20 مركزا لعلاج الجلوكوما كانت توزع أدوية مجانية توقفت كليا ما يهدد بارتفاع معدلات العمى بسبب انقطاع العلاج وندرة الأدوية.
ويرى أن توفير المعدات التشخيصية والأدوات الجراحية وأدوية الجلوكوما يعد من أهم الأولويات الحالية لإعادة تفعيل خدمات العيون في البلاد مؤكدا أن "الحكومة والقطاع الخاص يجب أن يعملا جنبا إلى جنب لتسهيل حياة المواطنين".
ويرى خبراء إنسانيون أن أزمة فقدان البصر في السودان تحولت من قضية صحية إلى أزمة تنموية عميقة إذ يفاقم العمى الفقر والعزلة ويدمر سبل العيش ويحذرون من أن استمرار الحرب سيحرم عشرات الآلاف من إنقاذ أبصارهم رغم إمكانية علاج أسبابه الرئيسية.
ويقول الخبير في العمل الإنساني مدني عباس ل(كونا) إن "العمى في السودان لم يعد قضية صحية فحسب بل أصبح أزمة تنموية تمس سبل العيش والاستقرار الاجتماعي".
وأوضح أن فقدان البصر يحول المعيل إلى عبء ويضعف القوى العاملة في مجتمع منهك داعيا إلى تدخل عاجل يشمل الأدوية التدريب الحملات الميدانية والتوعية.
وتابع "بدون تحرك فوري قد نخسر جيلا كاملا بسبب أمراض قابلة للعلاج.. العمى اليوم نتاج مباشر للحرب وانهيار الموارد".
وكانت مؤشرات فقدان البصر في السودان قبل اندلاع الحرب مقلقة للغاية ففي عام 2020 قدر (أطلس الرؤية العالمي) التابع للوكالة الدولية للوقاية من العمى أن نحو 3 ملايين سوداني يعانون من ضعف البصر بينهم 210 آلاف فاقدي البصر تماما ما جعل السودان من بين الدول الأفريقية الأعلى في معدلات العمى.
وتعكس هذه الأرقام فجوة صارخة بين الوضع في السودان والجهود العالمية للحد من العمى إذ تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن 90 بالمئة من المصابين بضعف البصر يعيشون في بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل وهو ما يجعل السودان نموذجا واضحا لتأثير تداخل الفقر النزاع وانهيار الخدمات الصحية على البصر.
وفي السودان يعتمد النظام الصحي بشكل كبير على الدعم الخارجي إذ نفذت المنظمات غير الحكومية 56 بالمئة من جراحات المياه البيضاء قبل الحرب مقابل 36 بالمئة للمؤسسات الحكومية و8 بالمئة فقط للقطاع الخاص.
وبحسب منظمة الصحة العالمية تسببت الحرب في السودان في تعطل أكثر من 70 في المئة من المستشفيات وتوقف نحو 45 في المئة من مرافق الرعاية الصحية الأساسية عن العمل أو عملها بكفاءة محدودة مما أدى إلى شلل واسع في الخدمات الطبية. (النهاية)
م ع م / ط م ا
الخرطوم - 3 - 11 (كونا) -- بينما تشير تقديرات مؤسسات طبية سودانية إلى ارتفاع نسب الإصابة بالعمى من 10 بالمئة إلى 30 بالمئة خلال فترة وجيزة تشكل المساعدات الإنسانية الكويتية باب أمل أمام كثير من المرضى الذين أثخنت الحرب معاناتهم.
وتظهر البيانات الطبية أن إعتام عدسة العين (كتاراكت) لا يزال السبب الأكثر شيوعا لفقدان البصر القابل للعلاج في السودان على الرغم من إمكانية علاجه جراحيا شرط توفر الموارد والبنية التحتية الصحية.
وإلى جانبه تبرز (تراخوما) وهي عدوى بكتيرية مرتبطة بالفقر وسوء الظروف الصحية كعامل مساهم رغم أنها تراجعت بشكل ملحوظ في العديد من الدول بفضل برامج الوقاية والقضاء عليها فيما تعد (جلوكوما) - المياه الزرقاء - من الأسباب الرئيسية للعمى غير القابل للعلاج وتفشيها في السودان يعزى إلى غياب الكشف المبكر وضعف التوعية الصحية.
وفي هذا الإطار قال مدير البرامج والشراكات في صندوق إعانة المرضى الكويتي الدكتور محمد علي هجو لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن مسوحات ميدانية أظهرت ارتفاعا في حالات العمى بسبب غياب الخدمات الوقائية وتوقف جراحات المياه البيضاء وانقطاع الأدوية الأساسية مشيرا إلى أن هذه الأرقام تعني آلاف الحالات التي كان يمكن إنقاذ بصرها لو توفرت الإمكانات.
وأضاف أن الصندوق أجرى أكثر من ألف عملية لإزالة المياه البيضاء في أربع ولايات غير أن الاحتياجات ما تزال تفوق المتاح بكثير.
ويؤكد هجو أن إصابات الحرب باتت عاملا جديدا ومتفاقما في أزمة فقدان البصر إذ يحرم كثير من المصابين من التدخل الطبي العاجل الذي قد ينقذ أعينهم ما يفاقم من أعداد حالات العمى الدائم.
ووصف قطاع طب العيون بأنه "شبه مشلول منذ أكثر من عام بسبب انقطاع الإمدادات ونقص الأدوية والمستلزمات ما أوقف عمليات منقذة للبصر.. الكوادر كانت قليلة قبل الحرب وهاجر كثير منهم فيما توقف التدريب".
وشدد على أن الكشف المبكر والتوعية الميدانية هما السبيل لاحتواء المياه البيضاء وال(جلوكوما) داعيا إلى دعم عاجل في الأدوية والتأهيل والتدريب والتوعية.
ومن جانبه شدد مدير مستشفى مكة بأم درمان وممثل مؤسسة البصر الخيرية بولاية الخرطوم الدكتور أمير أبوقرون ل(كونا) على أن الدعم الدولي والإقليمي والمحلي حاسم لإنقاذ ما تبقى من خدمات مكافحة العمى.
وثمن دور جمعية العون المباشر الكويتية وجمعية الملك سلمان للإغاثة السعودية اللتين واصلتا دعم المؤسسة عبر مخيمات مجانية أيام علاجية وتدريب الكوادر رغم الحرب.
وأكد أن استمرار هذا الدعم يصنع الفارق بين العمى والنور لآلاف المرضى داعيا إلى توسيع برامج الكفالة لتمويل عمليات مجانية ومخيمات ميدانية.
وأشار إلى أن بيانات المؤسسة الميدانية تؤكد تضاعف معدلات العمى في السودان إلى 30 في المئة خلال العامين الماضيين نتيجة توقف الخدمات الصحية والنزوح وهجرة الكوادر وشح الأدوية والمستهلكات.
وأوضح أبوقرون أن ال(كتاراكت) يظل السبب الأول لفقدان البصر في السودان حيث يتم تسجيله في نحو 70 بالمئة من الحالات تليه أمراض الشبكية المرتبطة غالبا بداء السكري ثم ال(جلوكوما) إضافة إلى اضطرابات أخرى مثل الحول أخطاء الانكسار ومشاكل ضعف النظر لدى الأطفال.
وأشار إلى أن مؤسسة مكة للبصريات منذ تأسيسها عام 1993 قدمت خدماتها لأكثر من 8ر1 مليون مريض أي نحو 65 بالمئة من الجهود الوطنية لمكافحة العمى في السودان وتنفذ عبر شبكتها من المستشفيات برامج مكثفة تشمل حتى 80 عملية جراحية يوميا ومخيمات مجانية تعالج 4 آلاف مريض وتنفذ 400 عملية أسبوعيا.
وتبرز هذه الخلفية مدى هشاشة البنية الصحية في السودان قبل الحرب ما يفسر سرعة تدهور الخدمات بعد اندلاع النزاع وفقدان الدعم الخارجي.
ويقول أبوقرون إن الحرب خلفت آثارا كارثية على النظام الصحي إذ فقدا نحو 60 في المئة من الأصول الطبية بسبب تدمير المرافق ونهب الأجهزة والأدوية ما أدى إلى توقف خمسة من مستشفيات المؤسسة العشرة بينها مركز الخرطوم المرجعي.
ويضيف أبوقرون "رغم الدمار أعادت الكوادر تشغيل مستشفى أم درمان جزئيا في سبتمبر 2024 بعد تأهيل المباني إصلاح المعدات واستقطاب الكوادر وقدم حتى الآن خدمات ل89 ألف مراجع بينهم 10 آلاف خضعوا لعمليات جراحية وأكثر من 28 ألف فحص تشخيصي".
وبدوره يقول مدير البرنامج القومي لطب وجراحة العيون بوزارة الصحة السودانية الدكتور عاطف عمر في تصريح ل(كونا) إن التقديرات الميدانية تشير إلى ارتفاع معدلات العمى في البلاد رغم غياب إحصاءات دقيقة.
وأوضح أن "الوضع سيئ لكن البنية التحتية لطب العيون ما زالت قادرة على التعافي إذا توافر الدعم المطلوب" مضيفا أن الوزارة أطلقت خطة طوارئ منذ بداية الحرب لتوفير الأدوية والمستهلكات الأساسية وتسعى للتعاون مع المؤسسات الخاصة مثل مؤسسة البصر الخيرية بشرط ألا يكون ذلك على حساب المرافق الحكومية.
ويؤكد الدكتور عاطف أن ال(كتاراكت) وال(جلوكوما) لا يزالان من أبرز مسببات العمى في البلاد لافتا إلى تحول ملحوظ في أنماط الإصابات خلال الفترة الأخيرة إذ باتت الغالبية منها "حالات معقدة وشديدة" وفق ما يرصده الأطباء في المستشفيات.
ولفت إلى أن طب العيون كان من أكبر التخصصات في السودان قبل الحرب ب9 مستشفيات حكومية تخصصية و10 مستشفيات و10 مراكز غير حكومية إضافة إلى 20 قسما في مستشفيات عامة.
غير أن النزاع أوقف كل الدعم عنها فتوقف مستشفى الخرطوم للعيون تماما وتضررت مرافق في أم درمان وود مدني والحصاحيصا - بعضها استأنف العمل جزئيا - بينما لا تزال غالبية المرافق الحكومية شبه مشلولة.
ويؤكد عاطف أن 20 مركزا لعلاج الجلوكوما كانت توزع أدوية مجانية توقفت كليا ما يهدد بارتفاع معدلات العمى بسبب انقطاع العلاج وندرة الأدوية.
ويرى أن توفير المعدات التشخيصية والأدوات الجراحية وأدوية الجلوكوما يعد من أهم الأولويات الحالية لإعادة تفعيل خدمات العيون في البلاد مؤكدا أن "الحكومة والقطاع الخاص يجب أن يعملا جنبا إلى جنب لتسهيل حياة المواطنين".
ويرى خبراء إنسانيون أن أزمة فقدان البصر في السودان تحولت من قضية صحية إلى أزمة تنموية عميقة إذ يفاقم العمى الفقر والعزلة ويدمر سبل العيش ويحذرون من أن استمرار الحرب سيحرم عشرات الآلاف من إنقاذ أبصارهم رغم إمكانية علاج أسبابه الرئيسية.
ويقول الخبير في العمل الإنساني مدني عباس ل(كونا) إن "العمى في السودان لم يعد قضية صحية فحسب بل أصبح أزمة تنموية تمس سبل العيش والاستقرار الاجتماعي".
وأوضح أن فقدان البصر يحول المعيل إلى عبء ويضعف القوى العاملة في مجتمع منهك داعيا إلى تدخل عاجل يشمل الأدوية التدريب الحملات الميدانية والتوعية.
وتابع "بدون تحرك فوري قد نخسر جيلا كاملا بسبب أمراض قابلة للعلاج.. العمى اليوم نتاج مباشر للحرب وانهيار الموارد".
وكانت مؤشرات فقدان البصر في السودان قبل اندلاع الحرب مقلقة للغاية ففي عام 2020 قدر (أطلس الرؤية العالمي) التابع للوكالة الدولية للوقاية من العمى أن نحو 3 ملايين سوداني يعانون من ضعف البصر بينهم 210 آلاف فاقدي البصر تماما ما جعل السودان من بين الدول الأفريقية الأعلى في معدلات العمى.
وتعكس هذه الأرقام فجوة صارخة بين الوضع في السودان والجهود العالمية للحد من العمى إذ تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن 90 بالمئة من المصابين بضعف البصر يعيشون في بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل وهو ما يجعل السودان نموذجا واضحا لتأثير تداخل الفقر النزاع وانهيار الخدمات الصحية على البصر.
وفي السودان يعتمد النظام الصحي بشكل كبير على الدعم الخارجي إذ نفذت المنظمات غير الحكومية 56 بالمئة من جراحات المياه البيضاء قبل الحرب مقابل 36 بالمئة للمؤسسات الحكومية و8 بالمئة فقط للقطاع الخاص.
وبحسب منظمة الصحة العالمية تسببت الحرب في السودان في تعطل أكثر من 70 في المئة من المستشفيات وتوقف نحو 45 في المئة من مرافق الرعاية الصحية الأساسية عن العمل أو عملها بكفاءة محدودة مما أدى إلى شلل واسع في الخدمات الطبية. (النهاية)
م ع م / ط م ا
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
رئيس وزراء قطر: نعمل على تفويض واضح المعالم للقوات الدولية في غزة...
فنادق ريكسوس مصر تحتفل بقدوم رأس السنة الجديدة 2026 بفعاليات لا تنتهي...
مصرف أبوظبي الإسلامي يحصد جائزة "أفضل عرض لإدارة الثروات المتوافقة مع ...
عمره 80 مليون عام.. تمساح طوله 4 أمتار في صحراء مصر...
البرلمان العربي يؤكد ضرورة التكامل العربي الإسلامي لمواجهة التحديات ...
مد فترة عمل لجان حصر مناطق الإيجار القديم 3 أشهر إضافية (إنفوجراف)...