ترامب في المصيدة بين أزمة الرسوم الجمركية وتحركات كامالا هاريس وأوباما
خلفية الجدل الدستوري
يكمن جوهر الأزمة في تعارض صلاحيات الكونغرس بفرض الرسوم وجمع الإيرادات (بموجب المادة الأولى من الدستور)، مع الصلاحيات الواسعة للرئيس في مجال السياسة الخارجية التي يسمح بها الدستور، والتي استند إليها ترامب لإعلان ((الطوارئ الوطنية))، بسبب العجز التجاري.
سبقت المحكمة العليا محكمتان اتحاديتان، وحكمتا بالفعل بأن الرئيس لا يملك الصلاحية القانونية لفرض الرسوم بموجب قانون IEEPA، ما يضع ترامب في موقف دفاعي قوي في الجلسة المرتقبة.
حجة ترامب القانونية
يستند الفريق القانوني لترامب إلى أن العجز التجاري يمثل حالة طوارئ قومية، وأن الرسوم هي أداة ضرورية لحماية الاقتصاد، مستدلين بتقديرات تشير إلى أن هذه الرسوم قد تقلّص العجز الأمريكي بنحو 4 تريليونات دولار خلال العقد المقبل. كما أن ترامب يرى أن تقييد صلاحيات الرئيس في استخدام الرسوم ((بسرعة ومرونة))، سيجعل البلاد ((بلا دفاع))، ويؤدي إلى ((دمار الاقتصاد)).
حجة المعارضين
تؤكد الجهات المعارضة، ومن ضمنها غرفة التجارة الأمريكية وخبراء قانونيون من مختلف الأطياف، أن استخدام قانون الطوارئ لتطبيق رسوم واسعة النطاق، يمثل تعدياً على سلطة الكونغرس، ويخلق حالة من عدم اليقين تضر بالاقتصاد والشركات الأمريكية، بالإضافة إلى رفع تكاليف المعيشة على الأسر.
إن القرار المنتظر من المحكمة العليا سيكون محورياً، ليس فقط لمصير أكثر من 50 مليار دولار من الإيرادات، بل لتحديد الحدود الفاصلة بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية في قضايا التجارة والاقتصاد، وهو جدل دستوري عمره أكثر من قرنين. حتى لو صدر الحكم ضد ترامب، يتوقع الخبراء أنه سيبحث عن أدوات قانونية بديلة لمواصلة سياسة الرسوم.
تحركات كامالا هاريس وباراك أوباما
تأتي هذه الأزمة الدستورية، بالتزامن مع حملة ضغط سياسي يقودها الديمقراطيون، متمثلين بنائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس والرئيس الأسبق باراك أوباما، واللذين وجّها انتقادات علنية لسياسات ترامب وسلوكه بشكل عام، داعيين إياه إلى احترام القانون والدستور.
ركزت تصريحات هاريس وأوباما على نقد تصرفات إدارة ترامب، بما في ذلك الرسوم الجمركية، ووصفتها بأنها غير دستورية، ومساهمة في خلق ((أزمة دستورية)).
الدعوة لاحترام الدستور وسيادة القانون: أكد كلاهما، خاصة هاريس، أن الولاء في الولايات المتحدة هو للدستور، وليس لشخص أو حزب، وأن المبدأ الأساسي للديمقراطية، هو احترام نتائج الانتخابات (في سياق ما بعد الانتخابات) وسيادة القانون.
تأتي هذه التحركات كجزء من مسعى ديمقراطي أوسع لوضع ترامب وحزبه في موضع المهدد للنظام الديمقراطي وقيمه، واستخدام قضايا الدستور والقانون كأدوات لتوحيد القاعدة الديمقراطية، واستقطاب الناخبين المستقلين.
الأزمة الدستورية المزدوجة
يواجه ترامب الآن أزمة دستورية وقانونية في المحكمة العليا، بشأن الصلاحيات التجارية، تتزامن مع ضغط سياسي مكثف، يهدف إلى تقويض مصداقيته، بوصفه مهدداً للقيم الديمقراطية وسيادة القانون، ما يزيد من عمق الأزمة التي يمر بها موقفه.
يشير هذا المزيج من التحديات القانونية والسياسية، إلى أن الموقف الدستوري لترامب في أزمة، تتجاوز قضية الرسوم، لتشمل رؤيته العامة لسلطة الرئاسة، والالتزام بالضوابط والتوازنات.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
رئيس وزراء قطر: نعمل على تفويض واضح المعالم للقوات الدولية في غزة...
فنادق ريكسوس مصر تحتفل بقدوم رأس السنة الجديدة 2026 بفعاليات لا تنتهي...
مصرف أبوظبي الإسلامي يحصد جائزة "أفضل عرض لإدارة الثروات المتوافقة مع ...
عمره 80 مليون عام.. تمساح طوله 4 أمتار في صحراء مصر...
البرلمان العربي يؤكد ضرورة التكامل العربي الإسلامي لمواجهة التحديات ...
مد فترة عمل لجان حصر مناطق الإيجار القديم 3 أشهر إضافية (إنفوجراف)...