وزارة التربية.. والمشاركة في صنع القرار الطلابي

(MENAFN- Akhbar Al Khaleej) ربما‭ ‬نحن‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬لم‭ ‬تتح‭ ‬له‭ ‬الفرصة‭ ‬‮«‬الكاملة‮»‬‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬خلال‭ ‬المرحلة‭ ‬التعليمية‭ ‬الدراسية‭.. ‬ربما‭ ‬لأسباب‭ ‬ومبررات،‭ ‬وجيهة‭ ‬ومقنعة،‭ ‬تتعلق‭ ‬بالتوجه‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬الزمنية‭.. ‬عرفنا‭ ‬ومارسنا‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬معنى‭ ‬المشاركة‭ ‬وصنع‭ ‬القرار‭ ‬خلال‭ ‬الدراسة‭ ‬الجامعية‭.. ‬وأدركنا‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات‭ ‬أكثر‭ ‬وبشكل‭ ‬مؤسسي‭ ‬ودستوري،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬ودستور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وتعديلاته‭.‬

واليوم‭ ‬نتابع‭ ‬تطبيق‭ ‬مفهوم‭ ‬التربية‭ ‬والتنشئة‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬بصورة‭ ‬أكثر‭ ‬فاعلية‭.. ‬فأصبح‭ ‬للطلبة‭ ‬والطالبات‭ ‬من‭ ‬يمثلهم‭ ‬ويعبر‭ ‬عن‭ ‬شؤونهم‭ ‬داخل‭ ‬المدرسة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الطلابي‮»‬،‭ ‬وأمام‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬كذلك‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬اللجنة‭ ‬الاستشارية‭ ‬الطلابية‮»‬‭.. ‬وهي‭ ‬مشروع‭ ‬وطني‭ ‬وتربوي‭ ‬رائد،‭ ‬يستحق‭ ‬الإشادة،‭ ‬ويستوجب‭ ‬التقدير،‭ ‬ويستلزم‭ ‬الاستدامة‭ ‬والتطوير‭.‬

المشروع‭ ‬يأتي‭ ‬تنفيذا‭ ‬لرؤى‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وتحقيقا‭ ‬لتوجيهات‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬اهتمام‭ ‬الدولة‭ ‬والمجتمع‭ ‬بالشباب‭ ‬وتعزيز‭ ‬مشاركتهم‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬العامة‭ ‬وفي‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭.‬

وتنص‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لحقوق‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1993‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬لجميع‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬تقل‭ ‬أعمارهم‭ ‬عن‭ ‬18‭ ‬عاماً‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرار،‭ ‬ويعترف‭ ‬بحقوقهم‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬آرائهم،‭ ‬والنظر‭ ‬في‭ ‬آرائهم‭ ‬في‭ ‬القرارات‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬فيهم،‭ ‬وتلقي‭ ‬المعلومات‭ ‬والأفكار‭ ‬وتقديمها‭.. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬قامت‭ ‬بتنفيذه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بشكل‭ ‬مبكر‭ ‬جدا‭.‬

في‭ ‬فبراير‭ ‬الماضي،‭ ‬عقدت‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬ملتقى‭ ‬طلابياً‭ ‬لجميع‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة،‭ ‬ضم‭ ‬نحو‭ ‬400‭ ‬طالب‭ ‬وطالبة،‭ ‬بحضور‭ ‬سعادة‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬جمعة‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬وتم‭ ‬بحث‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواضيع‭ ‬والقضايا‭ ‬والشؤون‭ ‬الطلابية،‭ ‬وتم‭ ‬إطلاع‭ ‬الطلبة‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الخطط‭ ‬التطويرية‭ ‬في‭ ‬جانبي‭ ‬الأنشطة‭ ‬والعمليات‭ ‬التعليمية‭.‬

كما‭ ‬تم‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الملتقى‭ ‬استعراض‭ ‬إجراءات‭ ‬الوزارة‭ ‬لتشكيل‭ ‬‮«‬اللجنة‭ ‬الاستشارية‭ ‬الطلابية‮»‬‭ ‬المعنية‭ ‬بجدول‭ ‬الامتحانات‭ ‬النهائية،‭ ‬وقد‭ ‬شهدنا‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬إجراء‭ ‬عملية‭ ‬الانتخابات‭ ‬للجنة‭ ‬في‭ ‬نسختها‭ ‬الثانية،‭ ‬وخوض‭ ‬الطلبة‭ ‬والطالبات‭ ‬لعملية‭ ‬الاقتراع‭.‬

وقد‭ ‬التقى‭ ‬سعادة‭ ‬الوزير‭ ‬مؤخرا‭ ‬الطلبة‭ ‬والطالبات‭ (‬40‭) ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬اللجنة‭ ‬الاستشارية‭ ‬الطلابية،‭ ‬واستمع‭ ‬لمرئياتهم‭ ‬ومقترحاتهم‭ ‬وملاحظاتهم،‭ ‬وتوجيه‭ ‬المعنيين‭ ‬بالوزارة‭ ‬إلى‭ ‬إشراكهم‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬واعتماد‭ ‬جدول‭ ‬الامتحانات‭ ‬النهائية‭.. ‬وهذه‭ ‬خطوة‭ ‬تربوية‭ ‬وتعليمية‭ ‬حضارية،‭ ‬تؤكد‭ ‬حرص‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬تنشئة‭ ‬الأجيال‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرار،‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬حاليا‭ ‬معنية‭ ‬فقط‭ ‬بموضوع‭ ‬جدول‭ ‬الامتحانات‭ ‬النهائية‭.‬

إن‭ ‬تعزيز‭ ‬مبدأ‭ ‬مشاركة‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرار،‭ ‬وتشجيعهم‭ ‬على‭ ‬الإسهام‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية،‭ ‬جزء‭ ‬مهم‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي،‭ ‬وتهيئة‭ ‬ضرورية‭ ‬للتشجيع‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬الإيجابية‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬والانتخابات‭ ‬النيابية‭ ‬والبلدية‭ ‬وكذلك‭ ‬النقابية‭ ‬وغيرها،‭ ‬وفي‭ ‬كافة‭ ‬مجالات‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬باعتباره‭ ‬الركيزة‭ ‬الأساسية‭ ‬لتطور‭ ‬المجتمع‭ ‬وحيويته‭.‬

مشروع‭ ‬‮«‬اللجنة‭ ‬الاستشارية‭ ‬الطلابية‮»‬‭.. ‬يبعث‭ ‬على‭ ‬الفخر‭ ‬والاعتزاز،‭ ‬ويعكس‭ ‬تطور‭ ‬المسيرة‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬بمختلف‭ ‬مجالاتها‭.. ‬فشكرا‭ ‬سعادة‭ ‬د‭. ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬جمعة‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الوطني‭ ‬التربوي‭.‬

MENAFN02112025000055011008ID1110283666

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.