مسرحية الجسر وهم الحقيقة!

(MENAFN- Al-Anbaa)
  • هاني النصار ترجم دوافع الشخصيات إلى رؤية بصرية وحركية وصوتية بشكل واقعي

ياسر العيلة
انطلقت مساء أمس الأول عروض مهرجان «باك ستيج المسرحي» في دورته الثانية من خلال مسرحية «الجسر»، تأليف: د.فاطمة العطار، إخراج: هاني النصار، بطولة: مساعد خالد ومحمد الريش وروح صلاح وزهراء العطار وأم القرى إسماعيل وفايز بن أحمد، موسيقى: محمد النصار، سينوغرافيا وديكور: د.فهد المذن، مكياج: تهاني كمال، الإضاءة: محمد التويجري، والمسرحية عبارة عن دراما نفسية تركز على الصراع الداخلي للشخصية وتعكس عواقب الوهم الذي عاشته، حيث طرح العمل سؤالا «هل هناك جسر للعبور من هذا الوهم حتى يشفى الإنسان منه أم عدم العبور هو الأفضل؟»، لذلك فإن اتخاذ مثل هذا القرار عند الشخص نفسه الذي يعاني من الوهم ويعتقد أنه حقيقة.
تدور أحداث العمل حول يوسف (مساعد خالد) المتوهم أنه قتل أمه وينتظر وفاته بعد 144 ساعة، وتسعى سارة (روح صلاح) إلى مساعدته، وأن ما يدور في عقله هو مجرد وهم لا أكثر ولا أقل، وانه لم يقتل أمه، لتأخذنا الأحداث إلى نقلة درامية نعتبرها من عناصر القوة في العرض، حيث نكتشف أن «سارة» هي التي تعيش في حالة من الوهم وأن «يوسف» الطبيب الذي يعالجها ويكون الجسر لها لتعبر من خلاله تلك الحالة المرضية، وأنها بريئة من قتل أمها، ويجب عليها ألا تستجيب لهذا الوهم وحالة الخوف والتهيؤات المرسومة في عقلها، فالوهم يتشكل في عقل كل إنسان باسم جديد وحالة مختلفة، وكان في عقل «يوسف» الندم وفي قلب «سارة» الأمل الزائف، لذلك فإن الإنسان إذا لم يتخلص من هذا الوهم سيظل حيا بداخله.
الكاتبة فاطمة العطار مزجت بين الحقيقة والوهم، حيث اعتمد النص على خيال المتلقي واستيعابه للحدث الدرامي كون الوهم أصبح يشكل ظاهرة يومية للبشر، لما يملكه من إمكانية تخيلية واسعة تتماشى مع النفس البشرية ودواخلها، إذ يصبح العقل غير قادر على التمييز بين ما هو حقيقي ومنطقي، وبين التخيلات والأوهام، لدرجة مساواة جميع الظواهر الوهمية والإدراكية في وجودها.
هاني النصار، مخرج العرض، تعامل من خلال تحليل النص بعمق لفهم دوافع الشخصيات وصراعاتها الداخلية، وترجم هذه الدوافع إلى رؤية بصرية وحركية وصوتية، اعتمدت على التواصل المباشر مع الممثلين لتجسيد هذه الأبعاد النفسية بشكل واقعي، وتشجيعهم على إضافة لمساتهم الخاصة مع الحفاظ على الانسجام مع رؤية العمل ككل.
الأدوار المعقدة غالبا ما تكون مليئة بالتفاصيل التي تتطلب من الممثل بذل جهد خاص لفهم دوافع الشخصية وخلفيتها وتجسيدها بصدق، بحيث تنبض بالحياة على خشبة المسرح، وأبطال مسرحية «الجسر» أجادوا في تجسيد أدوارهم بشكل استحقوا عليه الإشادة من الجمهور على أدائهم، فالفنان مساعد خالد قدم دور «يوسف» بأداء عفوي سلس وفهم كبير لطبيعة الشخصية التي يقدمها، ومن نجوم العمل الفنان محمد الريش الذي استطاع أن يوصل لنا أن تصديق فكرة في العقل على أنها حقيقة ثابتة هو شكل من أشكال الوهم، فالإنسان قد يؤمن بصوت في رأسه أو قناعات تتكون لديه ويعتبرها تفسيرا وحيدا للواقع، وقد تفوق الريش على نفسه وأقنعنا بأدائه ومظهره وشكله المخيف بأنه لم يخدع أحدا، وإنما بعض الأشخاص هم من يريدون تصديق الوهم.
وقدمت الفنانة روح صلاح شخصية «سارة» التي تعاني من عقدة الذنب بأنها قتلت أمها، وجسدت دورها بشكل مدروس، وجعلت الجمهور يصدقها ويتعاطف معها.

MENAFN02112025000130011022ID1110283383

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

آخر الأخبار