كيف يمكن تقييم المغامرة الكبرى لشركات التكنولوجيا الضخمة؟

(MENAFN- Al-Bayan) روبرت أرمسترونغ

تصدر خمس من أكبر شركات التكنولوجيا العالمية تقاريرها المالية اليوم وغداً: مايكروسوفت، وألفابت، وميتا، اليوم الأربعاء، وأبل، وأمازون غداً الخميس، وتمثل هذه الأسهم مجتمعة خُمس قيمة مؤشر ستاندرد آند بورز 500.

وستكون للأرقام التي تصدرها هذه الشركات وتعليقات مديريها التنفيذيين أهمية بالغة في سوق صاعدة يراها البعض متقدمة في السن وفي طور الانهيار.

لذلك من المهم الابتعاد قليلاً عن ضجيج الذكاء الاصطناعي وإلقاء نظرة جيدة على الأساسيات.

ولنبدأ بأهم أساسيات السوق حالياً - وهو لم يعد يتعلق بنمو الإيرادات أو الأرباح، بل الإنفاق الاستثماري، فقد ضاعفت أربع من الشركات الخمس إنفاقها الرأسمالي بشكل أساسي خلال العام ونصف العام الماضيين، ومن المتوقع أن تواصل هذه الشركات زيادة الإنفاق حتى نهاية هذا العام، والمبالغ المتضمنة مُذهلة.

بالنسبة لتلك الشركات الأربع - ألفابت، وأمازون، وميتا، ومايكروسوفت - فإن العامل الأكبر الذي يحدد أداء أسهمها في المستقبل المتوسط هو مدى تطور آفاق تحقيق عائد مقبول من هذه الاستثمارات الضخمة.

ولمزيد من الإثارة تصر أبل على تبني موقف مغاير، وترفض الشركة الانضمام إلى سباق التسلح، مراهنة على أن علامتها التجارية ستتمكن من جني فوائد الذكاء الاصطناعي دون دفع تكاليف التطوير.

وقد يكون الابتعاد بينما تتقدم الشركات الأربع الأخرى بعروضها أمراً رائعاً، ولكنه قد يكون كارثة، لا أدري حقاً.

وبالنسبة لشركة ((ميتا)) سيجبرها هذا الإنفاق على اتخاذ بعض القرارات، فخلال الأشهر الاثني عشر الماضية، أنفقت الشركة 53 مليار دولار على توزيعات الأرباح وعمليات إعادة الشراء، ومن المتوقع أن تحقق 34 مليار دولار من التدفق النقدي الحر العام المقبل بفضل كل الإنفاق على الذكاء الاصطناعي، لكن لا يمكنها القيام بكل شيء بدون اللجوء للاقتراض.

أما مايكروسوفت وغوغل فلديهما مجال أوسع للمناورة، لكن هناك حدود لذلك في النهاية.

وفيما يتعلق بشركة أمازون فهي لا تدفع أرباحاً ولا تعيد شراء أسهمها باستمرار.

وسيكون هناك ضغط على الأرباح بطبيعة الحال، ويتضح ذلك من خلال نسبة الاستثمار الرأسمالي إلى مصاريف الاستهلاك في كل شركة، والاستهلاك هو الموضع الذي يظهر فيه الإنفاق الاستثماري كمصروف في بيان الأرباح والخسائر.

وفي الشركات الناشئة قد يكون الإنفاق الرأسمالي أعلى باستمرار من مصاريف الاستهلاك، لكن مع مرور الوقت يجب أن يكون الاثنان متناسبين تقريباً.

وبالنسبة للشركات الأربع التي تنفق بسخاء حالياً فأمام مصاريف الاستهلاك طريق طويل للارتفاع لمواكبة الإنفاق الرأسمالي، وهو ما يعني ضغطاً على الأرباح في السنوات القادمة.

ولا يعني ذلك أن الرهان على الذكاء الاصطناعي ليس رهاناً جيداً، وإن كان يظل رهاناً في النهاية، فقد تم وضع المال في منتصف الطاولة، وإذا لم تسر الأمور كما ينبغي فسيضيع المال.

وقد يكون للمقامرة الكبيرة لشركات التكنولوجيا الكبرى علاقة، أو ربما لا، بتغير طفيف، وإن كان ملموساً في طريقة تعامل السوق مع أسهمها.

ومنذ أدنى مستوى لأسواق الأسهم في ((يوم التحرير)) في أبريل، تفوقت هذه الشركات، باستثناء أمازون، على مؤشر ستاندرد آند بورز 500، أما ألفابت فقد كان أداؤها مذهلاً بعد حسم قضية مكافحة الاحتكار الكبرى.

ومن المهم أن نلاحظ أنه خلال الأشهر القليلة الماضية، لم تتفوق إلا ألفابت على السوق بشكل ملحوظ. وتتداول شركات التكنولوجيا الكبرى بشكل مختلف عما كانت عليه حتى قبل عام.

وقد تحركت علاوات أسعار أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، باستثناء مايكروسوفت ربما، بين الاستقرار والانخفاض خلال العام الماضي تقريباً، ويعود ذلك إلى نمو الأرباح، وليس إلى ارتفاع مضاعفات التقييم، وهذا أمر صحي بما فيه الكفاية؛ فالتقييمات لا يمكن أن تستمر في التوسع إلى الأبد.

لكن يبدو أن السوق أكثر واقعية تجاه مغامرة الذكاء الاصطناعي مما ينسب إليه، ولن يكفي الحماس وحده، حيث يرغب المستثمرون في رؤية ذلك من خلال النتائج.

MENAFN28102025000110011019ID1110262206

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.