بعد الارتفاع الصاروخي.. هل سيواصل الذهب رحلة الصعود القياسية؟

(MENAFN- Al-Bayan) حقق الذهب ارتفاعاً صاروخياً خلال الفترة الأخيرة وصل إلى أكثر من 50%، فما هي الأسباب التي أدت إلى هذا الأنفجار في أسعاره، وهل سيواصل المعدن الأصفر صعوده القياسي.

استحوذ هذا الارتفاع على قلوب المستثمرين ومحافظهم، مما أدى إلى تشكل طوابير طويلة من الناس خارج محلات تجار الذهب للحصول على المعدن الثمين، حيث كانت سرعة الارتفاع أسرع بكثير مما توقعه المحللون، ما رفع إجمالي المكاسب إلى ما يقرب من 100% منذ بدء الارتفاع في أوائل عام 2024.

ما الذي يفسر ارتفاع سعر الذهب؟

طُرحت عدة أسباب لتفسير الارتفاع القياسي الحالي في أسعار الذهبK وتشمل هذه الأسباب تزايد حالة عدم اليقين الاقتصادي الناجم عن تضخم مستويات الدين الحكومي، والإغلاق الحكومي الأمريكي الحالي.

المخاوف المتزايدة بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، إذا أدى التدخل السياسي إلى خفض أسعار الفائدة الأمريكية، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع التضخم، ويُعتبر الذهب تقليدياً وسيلة تحوط ضد التضخم.

ولكن من غير المرجح أن تكون هذه العوامل هي الأسباب الرئيسية وراء الارتفاع الصاروخي في أسعار الذهب.

بدايةً، شهد سعر الذهب ارتفاعاً مستمراً خلال السنوات القليلة الماضية، وذلك قبل ظهور أيٍّ من هذه العوامل.

التفسير الأكثر ترجيحا لارتفاع أسعار الذهب حاليا هو الطلب المتزايد من صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب.

تتبع هذه الصناديق تحركات الذهب، أو أصول أخرى كالأسهم والسندات، وتُتداول في بورصة الأوراق المالية، وهذا يُسهّل على المستثمرين الوصول إلى أصول كالسلع.

قبل إطلاق أول صندوق تداول للذهب في عام 2003، كان يُعتبر من الصعب للغاية على المستثمرين العاديين الحصول على تعرض للذهب.

مع توافر صناديق الاستثمار المتداولة الخاصة بالذهب على نطاق واسع، أصبح من الممكن تداول الذهب كأي أصل مالي آخر.

ويبدو أن هذا يُغيّر نظرة المستثمرين إلى الدور التقليدي للذهب كملاذ آمن في أوقات الاضطرابات السياسية أو المالية، عندما تكون الأصول الأخرى، مثل الأسهم، أكثر خطورة.

وبالإضافة إلى الطلب من جانب المستثمرين الأفراد، تقوم بعض اقتصادات الأسواق الناشئة ــ وخاصة الصين وروسيا ــ بتحويل أصولها الاحتياطية الرسمية من العملات مثل الدولار الأميركي إلى الذهب.

وبحسب صندوق النقد الدولي ، ارتفعت حيازات البنوك المركزية من الذهب المادي في الأسواق الناشئة بنسبة 161% منذ عام 2006 لتصل إلى نحو 10300 طن.

ولوضع هذا في الإطار الصحيح، فإن حيازات الذهب في الأسواق الناشئة نمت بنسبة 50% فقط على مدى السنوات الخمسين حتى عام 2005.

وتشير الأبحاث إلى أن سبب التحول إلى الذهب من جانب اقتصادات الأسواق الناشئة هو الاستخدام المتزايد للعقوبات المالية من جانب الولايات المتحدة والحكومات الأخرى التي تمثل العملات الاحتياطية الرئيسية (الدولار الأمريكي واليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني).

في الواقع، أصبحت روسيا مشترياً صافياً للذهب في عام 2006، وزادت من وتيرة مشترياتها من الذهب بعد ضمها لشبه جزيرة القرم في عام 2014، وهي تمتلك الآن واحدة من أكبر المخزونات في العالم.

في غضون ذلك، عمدت الصين إلى تخفيض حيازاتها من سندات الحكومة الأمريكية، والتحول إلى شراء الذهب في عملية تُعرف بـ"التخلي عن الدولار"، وتسعى الصين إلى تقليل اعتمادها على العملة الأمريكية.

ورفعت البنوك المركزية في الأسواق الناشئة أيضا احتياطاتها من الذهب بعد استبعاد روسيا من نظام المدفوعات الدولي المعروف باسم سويفت واقتراح من جانب الحكومات الأميركية والأوروبية بمصادرة احتياطيات البنك المركزي الروسي للمساعدة في تمويل الدعم لأوكرانيا.

من المتوقع أن تستمر جهود تخفيض اعتماد اقتصادات الأسواق الناشئة على الدولار، إذ ترى العديد من هذه الاقتصادات الآن أن العملات الغربية الرئيسية تحمل مخاطر عقوبات مالية غير مرغوب فيها. لكن هذا لا ينطبق على الذهب، مما قد يعني أن العقوبات المالية ستصبح أداة سياسية أقل فعالية في المستقبل.

الطلب المستمر من روسيا والصين، بالإضافة إلى طلب المستثمرين على صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب، يعني أن سعر الذهب قد يرتفع أكثر، ويمثل كلا العاملين زيادات مستدامة في الطلب، بالإضافة إلى الطلب الحالي على المجوهرات والإلكترونيات.

ومن المرجح أن تؤدي ارتفاعات الأسعار الإضافية إلى زيادة تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة من خلال تأثير "الخوف من تفويت الفرصة".

أعلن مجلس الذهب العالمي عن تدفقات شهرية قياسية في سبتمبر، وتجاوزت تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة 26 مليار دولار أمريكي خلال الربع الأخير من العام، بينما بلغ إجمالي تدفقات الصناديق 64 مليار دولار أمريكي خلال الأشهر التسعة المنتهية في سبتمبر.

في المقابل، يتأثر طلب البنوك المركزية في الأسواق الناشئة على الذهب بدرجة أقل بالأسعار وأكثر تحركاً بالعوامل الجيوسياسية، وهو ما يدعم زيادة الطلب على الذهب.

وبناء على هذين العاملين، قام المحللون في جولدمان ساكس بالفعل برفع هدفهم السعري للذهب إلى 4900 دولار للأوقية بحلول نهاية عام 2026.

MENAFN26102025000110011019ID1110249214

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.