الطاير: بتوجيهات القيادة الرشيدة أنجزنا بنية تحتية متكاملة عززت التنافسية العالمية لدبي
وأشاد معاليه بجهود فريق العمل من الموظفين والموظفات، الذي جسّد روح الفريق الواحد في تحويل الرؤى إلى إنجازات نوعية عززت ريادة دبي العالمية، وقال: "حرصت الهيئة منذ تأسيسها على استقطاب أفضل الكفاءات، وتمكينها عبر برامج تدريبية متقدمة، وشراكات مع مؤسسات أكاديمية عالمية لتأهيل قيادات شابة وكفاءات وطنية قادرة على مواصلة الإنجاز، ونفخر بوجود أكثر من 400 مهندس وخبيــر، فـي مجالات عالية التخصصية مثل: القطارات، والأنظمة المرورية الذكية، وأنظمة الذكاء الاصطنـاعـي، وعلوم إدارة البيانات"، مؤكداً أن الهيئة تولي الموارد البشرية عناية خاصة، وذلك انطلاقاً من قناعة راسخة أن الاستثمار في الإنسان هو الركيزة الأساسية لاستدامة التنمية، حيث أطلقت العديد من البرامج لتأهيل القيادات الشابة من المواطنين، لتعزيز قدراتهم فـي استشراف المستقبل وابتكار الأدوات اللازمة لقيادة المرحلة المقبلة، حيث يجري ابتعاث وتدريب الشباب المواطنين في مجالات متعددة، منها تشغيل وصيانة القطارات، والحافلات، ووسائل التنقُّل ذاتي القيادة، والأنظمة المرورية الذكية، وأنظمة الذكاء الاصطناعي، وعلوم البيانات وغيرها."
جاء ذلك خلال الاحتفال الذي نظمته الهيئة بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيسها في فندق جميرا بيتش، بحضور المديرين التنفيذيين ومديري الإدارات والموظفين.
طرق ومواصلاتوأضاف معالي مطر الطاير: "بتوجيهات ودعم القيادة الرشيدة (حفظها الله)، استثمرت حكومة دبي 175 مليار درهم، لتطوير البنية التحتية لشبكة الطرق ومنظومة النقل في دبي، خلال العقدين الماضيين، وأنجزت الهيئة تنفيذ مشاريع استراتيجية غيرت المشهد في الإمارة، أهمها مشروعي مترو وترام دبي، بطول 100 كيلومتر، وشبكة طرق تعد الأفضل في العالم يزيد طولها على 25 ألف كيلومترـ مسرب، تستوعب أكثر من 3.5 ملايين مركبة فـي اليوم الواحد، ومسارات الدراجات بطول أكثر من 560 كيلومترا، وارتفع عدد جسور وأنفاق المركبات من 129 جسراً ونفقاً عام 2006 إلى 1050 جسراً ونفقاً نهاية عام 2024، وزاد عدد جسور وأنفاق المشاة من 26 جسراً ونفقاً فقط عام 2006 إلى 177 جسراً ونفقاً في 2024 (شاملة جسور وأنفاق المترو والترام)، وهو ما عزز من سهولة الحركة والتنقُّل المستدام، وكذلك توفير أسطول يضم أكثر من 1300 حافلة مزودة بأحدث التقنيات والمواصفات العالمية، ومركبات أجرة وليموزين يتجاوز عددها 31 ألف مركبة، إلى جانب أكثر من 130 خدمة رقمية ذكية تتطوُّر باستمرار لتلبية احتياجات السكان والزوار، مشيراً إلى أن التطوُّر الكبير في وسائل النقل الجماعي، ساهم في ارتفــاع عدد الركاب من 220 مليون راكب في 2006، إلى أكثر من 747 مليون راكب في 2024، بمعدل أكثر من مليونين راكب يومياً، حيث ارتفعت نسبة مساهمة رحلات النقل الجماعي في حركة تنقُّل السكان، من 6% في 2006، إلى 21.6% في 2024."
خمسة محاوروأكد الطاير أن هيئة الطرق والمواصلات ستركز خلال السنوات القادمة على خمس محاور رئيسة، هي: استقطاب أصحاب المواهب والمهارات المستقبلية، وتأهيل الكفاءات الوطنية في مجالات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات وأنظمة النقل الذاتي، ومن المحاور أيضاً، الاستثمار في بنية تحتية مهيئة لتبنّي التقنيات المتقدمة ومنها الذكاء الاصطنـاعي، وذلك من خلال تحديث الأنظمة التشغيلية والتحكُّم المروري، والتوسُّع في البنية التحتية الرقمية، والمحور الثالث، تبنّي وسائل نقل مستقبلية ذاتية القيادة ومستدامة، والرابع، تطوير نماذج أعمال توفّر فرص اقتصادية وتدعم الاستثمار في الشركات الناشئة، ويرتكز المحور الخامس، على تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص المحلي والعالمي، في مجالات النقل المستقبلي.
عوائد اقتصاديةوأوضح معالي المدير العام ورئيس مجلس المديرين، أن دراسة الأثر الاقتصادي لإنشاء الهيئة، التي أجرتها شركة ماكنزي العالمية، كشفت أن مشاريع الهيئة خلال عشرين عاماً، حققت إيرادات بقيمة 150 مليار درهم، فضلاً عن خفض تكلفة الوقود والوقت بما يعادل 319 مليار درهم، وبلغ حجم مساهمة الهيئة في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة خلال 20 عاماً، 156 مليار درهم، وارتفاع قيمة العقارات نتيجة مشاريع الطرق والنقل لتصل بقيمة 158 مليار درهم، بزيادة تصل إلى حوالـي 16%، ويتوقع أن تصل نسبة العائد على الاستثمار الداخلي في مشاريع الهيئة إلى 5%، مشيراً إلى أن الهيئة طورّت في العقدين الماضيين أنظمتها وخدماتها وفق أفضل الممارسات العالمية، وأسهمت جهودها وخبراتها التراكمية في تمكين أنشطتها من النمو، والتحوُّل إلى شركات مدرجة في سوق دبي المالي، حيث جرى تأسيس أربع شركات تجارية، تتجاوز قيمتها السوقية 80 مليار درهم، هي: سالك، وباركن، وتاكسي دبي، ومدى ميديا، لتصبح هذه الشركات أحد أبرز النماذج الحكومية في تحويل أصول النقل إلى كيانات اقتصادية مستدامة.
استمرار مشاريع تطوير البنية التحتيةوأكد معاليه أن الهيئة ماضية في مسيرتها لتطوير البنية التحتية للطرق والمواصلات في الإمارة، لتعزيز جاذبية العيش والاستقرار في دبي، حيث ستشهد السنوات القادمة إنجاز مشاريع نوعية، أهمها مشروع الخط الأزرق لمترو دبـي، بطول 30 كم، ويضم 14 محطة منها ثلاث محطات انتقالية، بينها أكبر محطة انتقالية لشبكة المترو تزيد مساحتها على 44 الف متر مربع، ويخدم 6 مناطق حيوية، يقدر عدد سكانها بمليون نسمة عام 2040، وكذلك مشروع تطوير مسارات المشاة "دبــي ووك"، الذي سيسهم في تحويل دبي لمدينة صديقة للمشاة على مدار العام، إلى جانب تنفيذ مشاريع الطرق الاستراتيجية التي تسهم فــي تعزيز الانسيابية وربط مختلف مناطق الإمارة بكفاءة عالية، أهمها: مشاريع تطوير شوارع أم سقيم، الوصل، وجميرا وشارع الشيخ زايد، كما تستعد دبي لمرحلة جديدة من التنقُّل المستدام في عام 2026، عبر حدثين عالميين، هما: تشغيل مركبات الأجرة ذاتية القيادة، وإطلاق خدمة التاكسي الجوي التـي ستسهم في تعزيز ريادة دبـي العالمية في مجال التنقُّل المستقبلي.
وأعرب معاليه عن شكره للشركاء الاستراتيجيين من الهيئات والمؤسسات في القطاعين الحكومي والخاص، على جهودهم وتعاونهم مع الهيئة طوال مسيرتها، كما أعرب عن شكره وتقديره، لجميع موظفي الهيئة، الذين عملوا بروح الفريق الواحد، وساهموا في الإنجازات التي حققتها الهيئة خلال مسيرتها.
تكريم المؤسسين وفريق العملواشتمل الحفل على عرض فيلم يوثق مسيرة إنجازات الهيئة خلال العقدين الماضيين، ثم كرّم معالي مطر الطاير، الموظفين المؤسسين الذي ساهموا بعطائهم، على مدى عشرين عاماً، كما شمل تكريم المدير التنفيذي المثالي، والموظفين المتفانين الذين حققوا أداءً استثنائياً، ومدير الإدارة والقسم المثاليين، والموظف والموظفة المثالية، وموظفي الواجهة، وأفضل فاحص، وأفضل مفتش ومراقب، وأفضل فني، وأفضل موظف رياضي، وأفضل موظفة رياضية، وشمل التكريم كذلك، فئة مدير المشروع المتميّز وفئة الأفكار الاستثنائية. ، وجرى خلال الحفل إطلاق النسخة التذكارية من بطاقة "نول"، والعملة التذكارية، التي صُممت خصيصاً لتخليد ذكرى مرور عشرين عاماً على تأسيس الهيئة.
إنجازات العشرينوكشفت دراسة شاملة أجرتها شركة "ماكنزي" العالمية، حول الأثر الاقتصادي لهيئة الطرق والمواصلات، بالتزامن مع احتفالها بمرور 20 عاماً على تأسيسها، أن إجمالي استثمارات الهيئة في مشاريع تطوير البنية التحتية لشبكة الطرق والنقل، منذ عام 2005 حتى العام الجاري، بلغ نحو 175 مليار درهم، وحققت تلك الاستثمارات إيرادات تراكمية بلغت 150 مليار درهم، منها 18 مليار درهم عوائد مالية من طرح الشركات في سوق دبي المالي، ويُتوقع أن تتجاوز العوائد النقدية للهيئة 254 مليار درهم بحلول عام 2050، كما يتوقع أن يتراوح العائد الاقتصادي على الاستثمار بين 4% و5%، وهي نسبة تُعد استثنائية في قطاع النقل عالمياً، كما ساهمت الهيئة في جذب استثمارات أجنبية مباشرة تجاوزت 32.4 مليارات درهم في الخدمات اللوجستية والتوزيع والنقل خلال السنوات العشر الأخيرة.
وأكدت الدراسة أن دبي تفوقت عالمياً في سرعة وكفاءة تطوير شبكة النقل، إذ بلغ متوسط طول مسارات الطرق التي نفذتها الهيئة سنوياً ما يقارب 829 كيلومتراً، أي ضعف المعدل العالمي البالغ حوالـي 400 كيلومتر، وبلغت كفاءة التكلفة لكل كيلومتر في إنشاء الطرق السريعة والمترو، بين 1.5 و2.5 مرة أفضل مقارنة بمدن عالمية مثل موسكو وشنجن وميلان، وساعدت الخبرات التراكمية والكفاءة العالية على تحقيق إنجازات بارزة، كما أظهرت الدراسة أن تكلفة إنشاء الكيلومتر الواحد لمترو دبي، أقل من تكلفة الكيلومتر الواحد في لندن بنسبة 36%، و55% من سيدني، وهو ما يؤكد قدرة دبي على تحقيق وفورات مالية ضخمة من خلال إدارة المشاريع بكفاءة عالية.
الأثر الاقتصادي لمشاريع الطرق والنقلوبيّنت الدراسة أن مترو دبي، الذي يُعد أول شبكة مترو في دول مجلس التعاون الخليجي، شكّل نقطة تحول حضرية، وساهم في خفض المسافات المقطوعة بالسيارات بنحو 29.8 مليار كيلومتر خلال ستة عشر عاماً، مشيرة إلى أن الخط الأزرق للمترو، الذي يُتوقع إنجازه عام 2029 بتكلفة 20.5 مليار درهم، سيعزز تنفيذ خطة دبي الحضرية 2040 وأجندة D33، من خلال دعم مفهوم (مدينة العشرين دقيقة) وتحقيق التكامل بين وسائل النقل العام، وترسيخ مكانة دبي أفضلَ مدينة للعيش والعمل في العالم.
وأوضحت الدراسة أن مشاريع النقل والبنية التحتية ساهمت في رفع أسعار العقارات في دبي بنسبة تراوحت بين 6% و16%، حيث يُعد القرب من محطات المترو أو الطرق السريعة العامل الأبرز في تحديد مستوى الزيادة في أسعار العقارات، وحققت المجتمعات العمرانية المرتبطة بشبكة النقل، مثل (وسط المدينة، ودبي مارينا، والخليج التجاري وغيرها)، مكاسب تفوقت على المتوسط العام للسوق.
كما ساهمت مشاريع البنية التحتية وفرتها شبكة النقل في تعزيز جاذبية الإمارة للاستثمار العقاري، وزيادة الطلب على المشاريع السكنية والتجارية، وهو ما انعكس على نشاط الأسواق العقارية والمالية في الإمارة، وكذلك تعزيز سهولة الوصول إلى مراكز الجذب الرئيسة في الإمارة، مقارنة بالمناطق الأخرى.
زمن التنقُّلوأحرزت إمارة دبي تقدماً ملحوظاً في مؤشرات زمن التنقُّل، حيث أظهرت البيانات انخفاض معدل زمن الرحلة: (Travel Time Index)، بنسبة 4% خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث بلغ المعدل 1.28 عام 2014 في حين بلغ 1.23 عام 2024 ضمن المنطقة الحضرية.
وأشارت الدراسة إلى أن نجاح دبي في تحسين المؤشرات الخاصة بزمن التنقُّل مقارنة بالمدن المعيارية المماثلة كان بفضل الاستثمارات الذكية والفعّالة في البنية التحتية ممثلة في الطرق والمترو.
وأظهرت الدراسة سهولة الوصول في دبي إلى مراكز الجذب الرئيسة في مختلف مناطق الإمارة، بمعدلات تتجاوز متوسط التنقُّل في المدن العالمية المماثلة وفقاً للمقارنة المعيارية، بفضل شبكة الطرق العملاقة، التي شيدتها الهيئة ، حيث أحرزت دبي مركزاً متقدماً عالمياً في مؤشر (تـوم تـوم) لانسيابية الحركة المرورية لعام 2024 متفوقة على مدن عالمية مثل: سيدني، ومونتريال، وبرلين، وروما، وميلان في معدل الزمن المطلوب لقطع مسافة 10 كم في المنطقة الحضرية: (Metropolitan)، حيث بلغ زمن الرحلة في دبــي 13.7 دقيقة لكل 10 كم، مقارنة مع متوسط مدن المقارنة الذي بلغ 15.9 دقيقة لكل 10 كم، وبلغ مؤشر: (Travel Time Index – TTI)، الذي حققته دبـي، 1.23 مقارنة بالمعدل العالمي وهو 1.3.
السلامة المروريةوأكدت الدراسة أن أهم الإنجازات، التي حققتها الهيئة هي تعزيز السلامة المرورية، وخفض معدلات الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية، وذلك نتيجة للاستثمار في تنفيذ الطرق الآمنة، والجسور، والإشارات الذكية، وحملات التوعية، حيث تمكّنت دبي من حماية الأرواح من الحوادث المميتة سنوياً.
وتشير الإحصاءات إلى إنقاذ آلاف الأرواح خلال العقدين الماضيين نتيجة التحسُّن غير المسبوق في سلامة الطرق، حيث تراجعت معدلات حوادث الوفيات لكل 100 ألف نسمة بشكل ملحوظ من 21.9 عام 2006 إلى 1.8 عام 2024، بينما ارتفع متوسط العمر المتوقّع للسكان نتيجة تقليل الانبعاثات الضارة والتشجيع على الحركة النشطة من خلال استخدام وسائل النقل العام والمشي والدراجات.
وذكرت أن معدلات الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية انخفضت خلال الفترة من 2007 إلى 2024 بنحو 97%، وبحلول العام الماضي سجّلت وفيات الحوادث المرورية في دبي أقل من متوسط مدن المقارنة المعيارية مثل ميلان وميامي ومانشستر وتورنتو وبرلين.
خفض الانبعاثات وحماية البيئةوأوضحت الدراسة أن البنية التحتية الحديثة ساعدت على تقليل الانبعاثات الناجمة عن عوادم السيارات.
فخلال الخمسة عشر عاماً الماضية فقط، جرى تفادي انبعاث أكثر من 9.5 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون نتيجة الاعتماد على المترو والحافلات وتقليص زمن الازدحام المروري.
ويُعادل هذا الرقم قيمة مالية تقدر بمليارات الدراهم إذا ما حُسب على أساس أسعار تداول الأرصدة الكربونية عالمياً، إضافة إلى أثره الصحي المباشر في خفض أمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب.
الصحة النفسية والاجتماعيةوركّزت الدراسة كذلك على الأثر الاجتماعي الذي أحدثته هيئة الطرق والمواصلات منذ تأسيسها، إذ أن تقليص الازدحام المروري وتوفير وقت إضافي للسكان انعكس إيجاباً على الصحة النفسية، وخفّض من مستويات التوتر المرتبطة بالقيادة لساعات طويلة.
كما ساهمت المشاريع المخصصة للمشاة والدراجات وأُنسة المدينة، في التشجيع على النشاط البدني، وهو ما دعّم نمط حياة أكثر صحة واستدامة.
وخلُصت الدراسة إلى أن هيئة الطرق والمواصلات، تجاوز دورها في تنفيذ الطرق والجسور وأنظمة المواصلات، إلى بناء أسلوب حياة جديد في دبي، بما يؤكد أن كل دقيقة جرى توفيرها، وكل حادث جرى تفاديه، وكل طن من الانبعاثات جرى خفضه، انعكس في النهاية على حياة الناس اليومية، ليجعل دبي واحدة من أكثر مدن العالم راحة وجودة في المعيشة.
16 ألف شركة نقل تجاريبيّنت دراسة ماكنزي العالمية أن هيئة الطرق والمواصلات في دبي أدت دوراً محورياً في دعم القطاع التجاري وتنظيم النقل، بما جعلها أحد أبرز عوامل جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى الإمارة، وأوضحت الدراسة أن الهيئة أسست منظومة متكاملة مكّنت آلاف الشركات من النمو والازدهار.
وأشارت الإحصائيات إلى أن هيئة الطرق والمواصلات تدير وتنظم قطاع النقل التجاري في دبي، الذي يضم أكثر من 16 ألف شركة تعمل في مجالات مختلفة مثل الشحن، والنقل اللوجستي، وخدمات المركبات، والنقل الجماعي، وتأجير السيارات بمعدّل نمو بلغ أكثر من 83% خلال السنوات الخمس الأخيرة.
وأظهرت الإحصائيات أن منظومة النقل الجماعي في الإمارة شهدت نمواً في مركبات النقل التجارية بأكثر من 45%، مدفوعاً بزيادة الطلب على الخدمات اللوجستية والتوسُّع العمراني والتجاري، حيث يؤكد هذا النمو حجم الفرص، التي أتاحتها الهيئة للشركات عبر تطوير شبكة طرق فعّالة، وتنظيم بيئة تشغيل مرنة وآمنة.
استثمارات أجنبية مباشرةوكشفت الدراسة، أن إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة، التي تدفقت إلى دبي في قطاع النقل والخدمات المرتبطة به خلال عشرين عاماً، بلغ 32.4 مليار درهم، ويعود الفضل في ذلك إلى البيئة الاستثمارية، التي وفرتها الهيئة من خلال البنية التحتية المتطورة، والتشريعات المرنة، والشراكات مع القطاع الخاص، وهو ما أدى إلى زيادة ثقة المستثمرين وجذب المزيد من رؤوس الأموال إلى دبي.
وأكدت الدراسة أن الاستثمارات لم تقتصر على الشركات العالمية الكبرى، بل شملت شركات متوسطة وصغيرة أيضاً، وجدت في دبي بيئة مثالية للتوسع، سواء في مجال النقل الذكي أو الحلول اللوجستية أو التجارة الإلكترونية.
دعم التجارة واللوجستياتوأكدت الدراسة أن دبي أصبحت واحدة من أهم مراكز التجارة العالمية، حيث ارتبط نجاحها بالقدرة على نقل السلع والخدمات بسرعة وبتكلفة منخفضة، من خلال تطوير الموانئ الجافة والربط بين الطرق والمطارات والموانئ البحرية، وساهمت هيئة الطرق والمواصلات، في تعزيز كفاءة سلاسل التوريد، وهو ما يؤكد جعل الإمارة وجهة مفضلة للشركات الإقليمية والعالمية.
كما أشارت الدراسة إلى دعم الهيئة الابتكار في قطاع النقل التجاري عبر حلول مثل أنظمة التتبُّع الذكية، والرقمنة في إدارة الأساطيل، والتحوُّل نحو المركبات الصديقة للبيئة؛ فهذه الابتكارات لم تُعزز فقط الكفاءة التشغيلية للشركات، بل أسهمت أيضاً في تقليل التكاليف وزيادة القدرة التنافسية.
أثر غير مباشر في الاقتصادولفتت الدراسة إلى أن الهيئة ساهمت في تعزيز نمو قطاعات أخرى مرتبطة بالتجارة أيضاً، مثل الخدمات المالية عبر زيادة حجم المعاملات المصرفية والتأمين على النقل، والتكنولوجيا من خلال تشجيع الشركات الناشئة في مجال النقل الذكي، إضافة إلى قطاع التجزئة والتوزيع بفضل تحسين سرعة التوصيل وخفض تكلفة الشحن.
الفعاليات الكبرى والابتكاروأكدت دراسة ماكنزي العالمية أن هيئة الطرق والمواصلات في دبي أدت دورًا استراتيجياً في تمكين الإمارة من استضافة فعاليات كبرى على مستوى العالم، وفي الوقت نفسه كانت رائدة في تبنّي حلول مبتكرة جعلت منها منصة تجريبية للتقنيات المستقبلية في مجال النقل.
وأوضحت الدراسة أن واحداً من أبرز الأمثلة على دور الهيئة هو مساهمتها في استضافة معرض إكسبو 2020 دبي الذي استقطب أكثر من 24 مليون زائر من مختلف أنحاء العالم، ومؤتمر المناخ COP 28.
وذكرت أن الهيئة عملت على تمديد الخط الأحمر لمترو دبي، عبر تنفيذ مشروع "مسار 2020" بطول 15 كيلومتراً، وربطت موقع إكسبو ببقية أنحاء المدينة، حيث نفذت أكثر من 138 كيلومترا ـ مسرب من الطرق، و64 جسراً، وهو ما مكّن ملايين الزوار من الوصول بسهولة وبتكلفة منخفضة، كما وفرت الهيئة شبكة حافلات خاصة لخدمة الفعالية، ساعدت على ضمان حركة سلسة وآمنة طوال فترة الحدث.
مشاريع مبتكرةواستعرضت الدراسة أحد أبرز مظاهر الابتكار للهيئة، وهو التجارب الريادية في مجال التنقل الذكي والمستقبلي، حيث تُعد دبي من أوائل مدن العالم، التي أعلنت خططها لإطلاق التاكسي الجوي، وبدأت فعلياً في إجراء رحلات تجريبية على هذا النوع من المركبات المستقبلية، بينما سيجري تأسيس شبكة محطات إقلاع وهبوط عمودية في مختلف أنحاء المدينة بحلول العام المقبل.
كما أطلقت الهيئة برنامجاً لاختبار مركبات الأجرة ذاتية القيادة، بهدف أن تصل نسبة التنقل الذاتي إلى 25% من إجمالي رحلات التنقُّل في دبي بحلول عام 2030، في خطوة تضع الإمارة في مقدمة المدن العالمية، التي تستعد لمنظومة النقل الذكي.
وبجانب ذلك، لفتت الدراسة، إلى إطلاق الهيئة مشروع خدمات تأجير السيارات المتنقلة عند الطلب (E-car وU-drive)، التي تتيح للمستخدمين استئجار السيارات مباشرة من خلال تطبيقات الهواتف الذكية، ومشروع الحافلات تحت الطلب، التي تعد خدمة نقل عام مرنة تعتمد على التطبيقات باستخدام حافلات صغيرة بسعة 14 راكباً، وتعدّل مساراتها حسب الطلب لتوفير تغطية نقل فعّالة في دبي.
كما استثمرت الهيئة في تعزيز النقل البحري عبر مشاريع البنية التحتية للنقل البحري والمائي مثل قناة دبي المائية، التي لم تقتصر على كونها مشروعاً هندسياً فريداً، بل شكلت أيضاً معلماً سياحياً عالمياً وأداة لتعزيز النقل المائي الحضري، وكذلك جسر إنفينيتي الذي أسهم في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من خلال تقليص أوقات التنقُّل على طريق بر دبي- ديرة من 80 دقيقة إلى 12 دقيقة.
الشركات الناشئة والابتكار المحليوسلّطت الدراسة الضوء على مبادرات الهيئة لدعم الشركات الناشئة، التي استفادت من تطوير البنية التحتية للنقل، حيث أطلقت برامج حاضنات ومسرّعات أعمال للتشجيع على الحلول الذكية، من الدفع الرقمي إلى أنظمة التتبُّع والذكاء الاصطناعي.
وأظهرت أن قيمة الشركات الناشئة تجاوزت قيمتها السوقية مجتمعة 22 مليار درهم، ومن بينها كريم، ويانغو، و(i mile)، مؤكدة أن البيئة الداعمة التي وفّرتها الهيئة جعلت من دبي حاضنة مثالية للأفكار المبتكرة، ومركزاً عالمياً للتجارب المتقدمة في النقل المستدام.
رؤية مستقبليةوخلصت الدراسة إلى أن رحلة هيئة الطرق والمواصلات في دبي تمثّل قصة نجاح عالمية، ليس فقط في مجال النقل، بل في تحويل التحديات إلى فرص اقتصادية.
وأكدت أن دبي تقدم اليوم درساً للمدن الأخرى في كيفية تحويل البنية التحتية إلى رافعة للتنمية الشاملة، كما أن الاستثمار في الطرق والمترو ليس تكلفةً، بل أصل استراتيجي يعزز النمو ويصنع المستقبل.
وأكدت أنه بعد 20 عاماً من العمل، تقف هيئة الطرق والمواصلات واحدة من أعمدة دبي الحديثة، حيث جمعت بين الكفاءة المالية، والأثر الاقتصادي، وجودة الحياة، والابتكار، وتستعد لكتابة فصول جديدة تُرسّخ مكانة دبي مدينة المستقبل.
الرؤية المستقبليةستركز هيئة الطرق والمواصلات خلال السنوات المقبلة على خمس محاور رئيسة، هي: المحور الأول، الاستثمار في بنية تحتية مهيئة لتبنّي الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال زيادة أسطول وسائل النقل الجماعي وتعزيز كفاءته، وتحديث الأنظمة التشغيلية والتحكُّم المروري، والتوسُّع في البنية التحتية الرقمية، والمحور الثاني، تبنّي وسائل نقل مستقبلية ذاتية القيادة ومستدامة، لتعزيز مكانة دبي كعاصمة عالمية للتقنيات المستقبلية، ومن أهم تلك المشاريع التاكسي الجوي، ومركبات الأجرة ذاتية القيادة، ومشروع "ريل باص (Railbus)"، وترام بلا سكة، وأنظمة النقل المُعلقة، والحافلات عالية التردد (BRT).
ويركز المحور الثالث، على تطوير نماذج أعمال توفّر فرص اقتصادية وتدعم الاستثمار في الشركات الناشئة (Unicorns)، وذلك عبر إطلاق حاضنات ومسرّعات أعمال تكنولوجية لدعم الحلول الذكية في النقل والخدمات اللوجستية، بما يعزز اقتصاد دبي القائم على المعرفة والابتكار، ويشمل المحور الرابع، استقطاب أصحاب المواهب والمهارات المستقبلية، وتأهيل الكفاءات الوطنية في مجالات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات وأنظمة النقل الذاتي، وإنشاء مراكز بحث وتطوير بالشراكة مع الجامعات والشركات العالمية، لتكون منصة لتجريب التقنيات الحديثة وتطوير حلول تنقُّل ذكية من داخل دبي.
ويرتكز المحور الخامس، على تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص المحلي والعالمي، في مجالات النقل المستقبلي، وتشغيل الأنظمة الذكية، وتطوير المركبات ذاتية القيادة، لتعزيز مكانة دبي بيئة اختبار عالمية للابتكار في النقل.
منهجية الدراسةاستندت الدراسة لمنهجية جداول المُدخلات والمُخرجات وكيفية انتقال الأثر المالي لكل درهم يتم إنفاقه في قطاع النقل، وكيفية توزيعه على جميع القطاعات الأخرى في الاقتصاد.
وتستند الدراسة إلى مجموعة شاملة من المؤشرات، التي تبيّن إسهامات الهيئة من جوانب متعددة مثل العائد الداخلي على الاستثمار في مشاريع النقل، وأثر البناء والتشييد في الناتج المحلي الإجمالي، وأثر تشغيل أصول النقل في الناتج المحلي الإجمالي، بالإضافة إلى استيعاب الزيادة السكانية والوقت الموفّر من تقليص زمن التنقُّل.
وتعد هذه المنهجية من المنهجيات العالمية، التي أثبتت فعاليتها في دراسة أثر الاستثمارات في قطاع معيّن على الناتج المحلي الإجمالي ككل، حيث استخدمت على نطاق واسع في التخطيط الاقتصادي عالمياُ.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
تطور مفاجئ.. فضل شاكر على بُعد خطوة من البراءة الكاملة...
روسيا تهاجم كييف بصواريخ باليستية...
القائد العام لقوة دفاع البحرين يجتمع مع قائد القيادة العسكرية الموحد...
فقدان شخص في البحر اصطدم قاربه بدورية بحرية...
القبض على شخصين حاولا التسلل الى الاردن...
حماس وافقت على مقترح مصري- قطري ينهي الحرب على غزة...