المجتمع شريك في القوة الإعلامية
ومن المجالات المهمة التي تتطلب تكاتفاً مجتمعياً مميزاً المجال الإعلامي، حيث تتجسد في هذا الميدان مسؤولية المجتمع الواعي الذي يدرك أن صون الوطن وتعزيز سمعته الإيجابية ودعم قوته الناعمة وترسيخ قيمه والمحافظة على مكتسباته مسؤولية مشتركة، يتشارك فيها كل فرد ينتمي إلى هذه الأرض الطيبة ويعيش على ثراها، إذْ تُمثل المنصات الإعلامية على اختلاف أشكالها نوافذ تعكس قيم المجتمع وإرثه الحضاري، وتظهر الصورة الناصعة للوطن بإنجازاته ومكتسباته للعالم أجمع.
وهنا تتأكد مسؤولية المجتمع بكل فئاته في استثمار هذه النوافذ لتعزيز القوة الإعلامية الناعمة للدولة، والتحلي بالمواطنة الإعلامية من خلال المشاركة الواعية والتفاعل المسؤول والكلمة الهادفة المؤثرة في مختلف منصات الإعلام القديم منها والحديث، وبالأخص منصات التواصل الاجتماعي، التي أصبحت اليوم فضاءً مفتوحاً يرتع في أرجائه الملايين حول العالم بشكل يومي مستمر.
ومما ينبغي على المجتمعات مراعاته أن تتعامل مع هذه المنصات بوعي وطني رشيد، فلا تنظر إليها على أنها فضاءات شخصية عابرة، ينشر فيها الإنسان ما شاء دون أي معايير أو موازين، بل تنظر إليها على أنها ميادين استراتيجية تسهم في تعزيز أمن الوطن واستقراره.
وتمثل امتداداً للقوة الحضارية للدولة، يحاط فيه الفرد بدوائر عدة، دائرته الفردية، ودائرته المجتمعية، ودائرة وطنه وقيادته، دون أن يحصر نفسه في الدائرة الأولى، فلا يراعي لكلمته وزناً، ولا يقيس ما ينشر بميزان ما يخدم الوطن ويتوافق مع رؤية قيادته الحكيمة.
لقد غدا الإعلام اليوم شريكاً أساسياً في بناء الصورة الذهنية للدول والمجتمعات، والكلمات المنشورة قد تتجاوز حدود أصحابها لتسهم في تشكيل انطباع عالمي عن الوطن وقيمه وأبنائه، ومن هنا تتجلى أهمية أن يكون كل فرد في المجتمع سفيراً إعلامياً مسؤولاً، يُحسن اختيار عباراته، ويُدرك أثر رسائله، ويحرص على أن يعكس في كل ما يكتب ويشارك الوجه المشرق لدولته وهويتها الحضارية الراسخة.
ولا يتحقق هذا الوعي الإعلامي المنشود إلا بثقافة وطنية متينة تُنشئ الأفراد على تقدير الكلمة وأمانة التعبير، وتغرس فيهم الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن في كل ما يكتبون أو ينشرون، ومن هنا تتعاظم الحاجة إلى نشر الوعي بالإعلام الهادف، وتكثيف المبادرات التي تنمي الحس الوطني في الخطاب الرقمي، وتعزز روح الانتماء والمسؤولية الجماعية في التعامل مع المنصات الإعلامية.
ومن مظاهر هذا الوعي الوطني أن يوظف أفراد المجتمع حضورهم الإعلامي في دعم القضايا الوطنية، وتكريس رؤية القيادة الحكيمة، والاعتماد على الأخبار الموثوقة المستقاة من المواد الرسمية، والمشاركة في الحملات التي تُبرز إنجازات الدولة ومواقفها الإنسانية.
كما يشمل ذلك إنتاج محتوى وطني خلاق، وتفنيد الشائعات بالحجة والبرهان، والإبلاغ عن الحسابات المضللة، وعدم الانسياق لأي وسوم أو ترندات مسيئة، ويأتي في هذا الصدد دور المؤسسات التعليمية والإعلامية بتعزيز التربية الإعلامية لدى منتسبيها، وتدريب الطلبة على التحقق من المصادر وصناعة الرسائل الإيجابية.
كما يأتي دور الأسرة في غرس قيم المواطنة الإعلامية منذ الصغر في نفوس الأبناء، وتعليمهم التمييز بين المعلومة الصحيحة والمضللة، وتشجيعهم على التعبير الرقمي المسؤول، ومتابعة سلوكهم على المنصات الرقمية، لتتضافر بذلك الجهود الأسرية والتعليمية والمجتمعية في بناء جيل واعٍ يسهم بفعالية في تعزيز الصورة المشرقة للوطن وصون مكانته الحضارية على الصعيدين المحلي والدولي.
ومن أهم الفئات المعنية بهذا الموضوع الشباب، فإنهم ركيزة أساسية في استدامة هذا الوعي الإعلامي، فهم الجيل الأكثر تفاعلاً مع المنصات الرقمية، وأقدر على تحويل الأفكار إلى مبادرات فعلية، وصناعة المحتوى الذي يعكس قيم الانتماء والمسؤولية.
ليصبح الإعلام بذلك مورداً وطنياً مستداماً يخدم التنمية ويعزز الأمن الفكري، ويتصدى بفاعلية لأي ثقافات سلبية أو حملات مغرضة تستهدف الوطن، وهكذا تتكسر التحديات والمهددات التي تقذفها الفضاءات الإعلامية على صخور الوطن، وتستمر مسيرة القوة والبناء بروح وطنية واحدة.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.