صانع السلام.. كيف قاد الرئيس السيسي مفاوضات الهدنة ووضع إطارا لحل الدولتين؟
منذ اللحظات الأولى لأى تصعيد فى المنطقة، وخاصة الأزمة الأخيرة فى قطاع غزة ، اتخذ الرئيس عبد الفتاح السيسى نهجًا ثابتًا ومحوريًا يرتكز على دعامتين رئيسيتين هما الوقف الفورى والدائم لسفك الدماء، وإعلاء مصلحة المواطن الفلسطينى وضمان بقائه على أرضه، وهذا النهج لم يقتصر على الوساطة التقليدية، بل تحول إلى استراتيجية شاملة تهدف إلى حلحلة الأزمة الإنسانية والسياسية، وتثبيت القضية الفلسطينية كقضية مركزية لا تقبل التصفية.
ونستعرض أبرز محطات وجهود الرئيس السيسى فى إحلال السلام وإدارة الأزمة:الفصل الأول: الحصن المنيع.. رفض التهجير وتثبيت الفلسطينيين
ان الموقف المصرى تحت قيادة الرئيس السيسى حاسمًا وحازمًا منذ اليوم الأول، خاصة فيما يتعلق بخطورة مخططات التهجير القسرى للفلسطينيين.
الخط الأحمر القومىأعلن الرئيس السيسى بشكل قاطع، فى أكثر من مناسبة دولية وداخلية، رفض مصر لأى سيناريو يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر تهجير أهالى غزة إلى سيناء، وقد حول هذا الرفض الموقف المصرى من مجرد موقف سياسى إلى خط أحمر للأمن القومى المصري.
التهديدات المبطنةربطت التصريحات الرسمية المصرية بين محاولات دفع الفلسطينيين خارج قطاع غزة وبين ضرب الاستقرار الإقليمى والأمن المصرى، ما أدى إلى تراجع الضغط الدولى الداعم لهذا السيناريو.
قمة القاهرة للسلام (أكتوبر 2023)فى ذروة الأزمة، دعا الرئيس السيسى إلى عقد قمة القاهرة للسلام، لتكون بمثابة صرخة دولية لوقف الحرب ورفض التهجير.
هدفت القمة إلى حشد الموقف الدولى والإقليمى، وتوحيد الرؤى العربية الرافضة للتهجير، ووضع إطار للتحرك السياسى يضمن وقف إطلاق النار الفوري.
وكانت رسالة القمة واضحة وهو السلام العادل والشامل هو الطريق الوحيد، ومصر لن تقبل بأن تكون طرفًا فى أى سيناريو يستهدف الحقوق الفلسطينية أو أمنها.
الإغاثة كأداة صمودأكدت مصر أن استمرار إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، بالرغم من التحديات اللوجستية والقيود الإسرائيلية، هو جزء أصيل من استراتيجية تثبيت الشعب الفلسطينى على أرضه ومنع تجويعه لدفعهم قسرًا نحو الهجرة. هذا الدور الإغاثى المكثف شكل دعمًا لوجستيًا غير مسبوق، عزز صمود المواطن الفلسطيني.
دبلوماسية "صوت العقل" لحلحلة الأزمةلعب الرئيس السيسى دور الوسيط الرئيسى، معتمدًا على علاقات مصر المتوازنة مع كافة الأطراف الإقليمية والدولية (الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبى، إسرائيل، والسلطة الفلسطينية وفصائل المقاومة)، لحلحلة الموقف المعقد.
قيادة جهود التهدئة والمفاوضاتمنذ اليوم الأول، وجه السيسى بتحرك عاجل لوقف إطلاق النار، حيث أصبحت القاهرة الساحة الرئيسية للمفاوضات غير المباشرة، بالاشتراك مع الوسيط القطرى والتحالف الأمريكى.
انتزاع الهدن وتبادل الأسرىنجحت الجهود المصرية المتواصلة فى التوصل إلى اتفاقيات هدنة مؤقتة، وإبرام صفقات لتبادل المحتجزين والأسرى، وهو ما اعتبر إنجازًا دبلوماسيًا فى ظل التعنت الشديد.
قمة شرم الشيخ للسلام توّجت الجهود المصرية بعقد قمة شرم الشيخ للسلام، التى أسفرت عن اتفاقيات لوقف إطلاق النار، ما عكس حكمة القيادة المصرية فى صناعة السلام.
الرؤية الشاملة للسلام العادللم تقتصر جهود الرئيس السيسى على وقف إطلاق النار، بل امتدت لوضع تصور شامل للمرحلة القادمة:
إدارة غزة بعد الحربدفع نحو ضرورة إشراك الفلسطينيين تدريجيًا فى إدارة قطاع غزة، وإعادة دور السلطة الفلسطينية، مع رفض أى سيطرة إسرائيلية دائمة أو تهميش للإرادة الفلسطينية.
إعادة الإعمارأعلنت مصر عن مبادرات وتعهدات كبيرة لإعادة إعمار غزة (كما حدث فى أزمات سابقة بمبادرة الـ 500 مليون دولار)، وتعهدت بأن تكون من أوائل الدول المبادرة فى هذا المجال.
الضغط الدولى من أجل حل الدولتيناستغل الرئيس السيسى كافة المحافل الدولية لـ إعادة إحياء حل الدولتين كمرجعية وحيدة للسلام الشامل، وأكد على أن الحل العسكرى لا يمكن أن يجلب السلام، وأن الاستقرار الحقيقى لن يتحقق إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
إن جهود الرئيس السيسى فى الأزمة جسدت تحول مصر من مجرد وسيط إلى "صانع سلام" و"ضامن للاستقرار الإقليمي"، وقد نجح فى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية وهى تثبيت المواطن الفلسطينى على أرضه، دفع الإدارة الأمريكية لمراجعة حساباتها، وإعادة طرح المبادئ السياسية العادلة للقضية الفلسطينية كقضية مركزية يجب حلها جذريًا وليس فقط إدارتها.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.