التحضيرات مستمرة.. موسكو تتجاهل قرار ترامب وتصر على عقد قمة بوتين

(MENAFN- Al-Bayan) أكّدت روسيا، الأربعاء، أن التحضيرات لعقد قمة بين الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب "متواصلة" عبر القنوات الدبلوماسية، وذلك على الرغم من إعلان ترامب المفاجئ في اليوم السابق أن اللقاء سيُرجأ إلى أجل غير مسمى.

هذا التناقض في المواقف يُلقي بظلال من عدم اليقين على مستقبل الحوار المباشر رفيع المستوى بين موسكو وواشنطن، خاصة في ظل اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف قوله "نؤكد أن التحضيرات للقمة متواصلة"، مشدداً على أن العمل على جدول الأعمال التفصيلي ومناقشة الترتيبات اللوجستية لم يتوقف.

وأشار ريابكوف إلى أن القيادة الروسية ما زالت ترى قيمة كبرى في عقد مثل هذه القمة، باعتبارها فرصة حيوية لمناقشة التوترات العالمية المتصاعدة بشكل مباشر وصريح، بعيداً عن ضغوط العمليات السياسية الداخلية.

وكان ترامب، المرشح الأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، قد أعلن عبر منصته للتواصل الاجتماعي أن القمة المقترحة مع بوتين، والتي كان من المتوقع أن تُعقد في إحدى العواصم الأوروبية المحايدة، لن تتم في الموعد المحدد.

وعزا ترامب قرار التأجيل إلى "البيئة السياسية المعقدة" في الولايات المتحدة، والتي تتزامن مع اشتداد الحملات الانتخابية وتصاعد التحقيقات القانونية التي يواجهها.

ويُنظر إلى تأجيل القمة على أنه محاولة لتجنب استغلال اللقاء من قبل خصومه السياسيين الذين يتهمونه بموقف متساهل تجاه موسكو.

ويُمثل هذا الإعلان اختباراً حقيقياً للعلاقات الأمريكية-الروسية المتوترة، التي شهدت تدهوراً كبيراً منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.

وكانت القمة، لو عُقدت، ستكون الأولى من نوعها منذ القمة المثيرة للجدل في هلسنكي عام 2018، والتي تعرض فيها ترامب لانتقادات واسعة بسبب مواقفه.

وكان الهدف من اللقاء الجديد هو مناقشة مجموعة من القضايا الجوهرية، على رأسها سُبل التوصل إلى حل سلمي للنزاع في أوكرانيا، ومسائل الأمن الاستراتيجي ونزع السلاح النووي، بالإضافة إلى الخلافات المتعلقة بالتدخل في الانتخابات والتوسع المستمر لحلف الناتو.

من جانبه، يبدو الكرملين مصراً على إبقاء الباب مفتوحاً للحوار المباشر، متجاهلاً إلى حد كبير التقلبات في المشهد السياسي الأمريكي.

ويُرجح محللون أن الموقف الروسي يهدف إلى إظهار موسكو كطرف مستعد للدبلوماسية المسؤولة، بينما تلوم واشنطن على إخضاع القضايا الدولية للاعتبارات الانتخابية الداخلية.

هذا الانقسام بين الإعلان الرسمي الروسي والموقف الشخصي لترامب يعكس حالة عدم الاستقرار والضبابية التي تحيط بالدبلوماسية الكبرى في هذه المرحلة الحاسمة من العلاقات الدولية.

وبينما تتواصل التحضيرات التقنية، يبقى مصير القمة معلقاً بشكل فعلي بانتهاء السباق الرئاسي الأمريكي وتوضيح ترامب لجدوله الزمني المستقبلي.

MENAFN22102025000110011019ID1110231537

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.