رحمة زعموط: الإمارات واحة المواهب ووجهة المبدعين

(MENAFN- Al-Bayan) في زمنٍ تتقاطع فيه الأصوات وتتداخل المنصات، تظلّ بعض التجارب الأدبية والشعرية قادرة على أن تفرض حضورها بصدقها وفرادتها. رحمة زعموط، الشابة التي جمعت بين دفء الكلمة ووقع الصوت، تسير بثبات بين عالمي الرواية والإلقاء الشعري، حاملةً شغفها القديم بالزمن الجميل وإيمانها بأن الفنّ هو الجسر الذي يصل القلب بالعقل.

ومن بين محطات رحلتها الإبداعية، شكّلت الإمارات مساحة إلهام واحتضان لموهبتها، إذ وجدت فيها بيئة داعمة للأحلام والمبدعين، ومصدر طاقة إيجابية منحها دفعة جديدة للكتابة والتجريب والابتكار.

من القصة إلى الرواية، ومن المنبر إلى الذكاء الاصطناعي، تكتب وتبتكر وتستحضر طفولتها التي ما زالت تنبض في أعمالها.

وفي هذا اللقاء الذي أجرته ((البيان)) معها، تحدّثت الروائية رحمة أيمن زعموط عن بداياتها، وشغفها المزدوج بالسرد والإلقاء، وتأثير الزمن الجميل في ذائقتها، ورؤيتها لدور التقنية والإمارات معاً في إثراء الإبداع الأدبي والفني.

توضح الكاتبة رحمة في حديثها عن تجربتها بين الرواية والإلقاء الشعري والخطابة، أنها تجد نفسها بين عالمين يكمل أحدهما الآخر.

تقول إن الصوت والإلقاء يمنحانها شعوراً عميقاً بأن لصوتها روحاً وكياناً يصلان إلى قلوب الناس، وقد كتبت ذات مرة: ((صوتي يلزمني، صوتي يعبر عني))، فهي ترى أن صوتها هو هويتها الحقيقية.

وترتبط الكتابة بهذا الصوت ارتباطاً وثيقاً، إذ تقرأ ما تكتب وكأن شخصيات رواياتها تتحدث داخلها بنبراتها المألوفة.

وتضيف إن الكتابة والإلقاء وجهان لشغفٍ واحد؛ فهي تكتب لتُلقي، وتُلقي لتمنح كلماتها حياةً تتجاوز الورق، فمن أحب صوتها أحب سطورها وكلماتها أيضاً.

وعن تأثير ((الزمن الجميل)) - التسعينيات وما قبلها - في ذوقها الأدبي والفني، توضح الكاتبة أن لذلك الزمن أثراً عميقاً في تكوين شخصيتها الإبداعية.

تقول إنها تشعر بانتماءٍ صادق لتلك المرحلة، وكأن جزءاً منها ما زال يعيش هناك، في أروقة الأحياء القديمة، يشاهد سبيستون، ويستمع إلى الراديو، ويقلب صفحات المجلات والكتب بعيداً عن صخب الهواتف والإنترنت.

وتضيف إن هذا التعلّق بالزمن الجميل منح أعمالها بصمة مميزة وسِمَة خاصة أصبحت واضحة في كتاباتها، حتى بات القارئ يميز نصوصها من لمستها الحنينية الفريدة.

وعن الأقرب إلى قلبها بين أن تُعرف كروائية أو شاعرة وملقية شعر، توضح أن الكتابة كانت البداية الحقيقية لمسيرتها الإبداعية، لذلك تحب أن تُنادى بالروائية.

وتقول إن شغفها بالصوت والتعليق الصوتي لا يقلّ أهمية، لكنه جاء لاحقاً كنتيجة طبيعية لما فتحته لها الكتابة من آفاق جديدة.

فمن النصوص والقصص وصولاً إلى الرواية، كانت الكلمة هي الجسر الذي قادها إلى عالم القراءة والإلقاء والخطابة، وهناك اكتشفت هبة جديدة في صوتها أحبّها الناس كما أحبّت هي أداءها وإحساسها به.

وفي حديثها عن تأثير البيئة الإماراتية في مسيرتها الأدبية والفنية، تشير إلى أن أحد أسباب انتقالها للعيش في دولة الإمارات هو كونها بيئة راعية للموهوبين والمبدعين.

ترى في الإمارات أرضاً خصبة تنبت فيها الأحلام وتُصان فيها المواهب، وتصفها بأنها بلاد تحقيق الأحلام التي تحتضن الجميع دون تمييز.

وتضيف إنها رغم حداثة عهدها في هذه البلاد، إلا أنها تقول إن نفحات الخير تهب عليك منذ أن تطأ أقدامك أرض مطاراتها فقد لمست محبة الناس واهتمامهم بما تقدمه، مؤكدة أن دعم الدولة ورعايتها للإبداع منحاها دافعاً قوياً للاستمرار والعطاء، داعية الله أن يديم عز الإمارات وخيرها وأمنها الذي يشمل الجميع.

ذكاء اصطناعي

أما عن تجربتها في مجال الذكاء الاصطناعي وتصميم الأوامر لتوليد الصور، فتتحدث بشغف عن رحلتها في هذا المجال، موضحة أن الفكرة بدأت عندما انتشر تريند توليد الصور بالذكاء الصناعي.

كونها لا تحب التكرار أو التقليد، قررت أن تسلك طريقاً مختلفاً بتخصيص نصوصها لتكون ذات بصمة فريدة تعكس هويتها الفنية وارتباطها بالزمن الجميل.

وتوضح رؤيتها حول العلاقة بين التقنية والإبداع الأدبي، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون شريكاً مساعداً إذا أُحسن استخدامه.

وتروي أنها أثناء كتابتها للجزء الثاني من روايتها أوكاديسيا واجهت صعوبة في أحد الفصول، فلجأت إلى الذكاء الصناعي الذي ساعدها باقتراحات لتعديل الحبكة بما يخدم تسلسل الأحداث بشكل أفضل.

وفي ختام حديثها، تقدّم نصيحة للجيل الجديد في زمن تسارعت فيه التكنولوجيا وتعددت مصادر المعرفة، مؤكدة أن الكتاب سيبقى الصديق الأوفى مهما تطوّر العالم.

MENAFN19102025000110011019ID1110217843

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.