
الخطر الوجودي الأكبر على العرب!
{ في ظل ذلك وعلى خلفية التهديدات والتحديات، يبرز أكبر تهديد أو أكبر خطر وجودي على المنطقة، وهو خطر الكيان الصهيوني بعد تلاشي الخطر الإيراني وأذرعه وأطماعه التوسعية إلى حدّ ما، وليس بشكل نهائي بالطبع! ولكن لماذا يمثل الكيان الصهيوني التهديد الأكبر وجوديا؟!
نضع هنا بعض النقاط بشكل سريع بما يتناسب مع مساحة المقال:
أولاً: منذ أن تأسس هذا الكيان الاستعماري بضغط الدول الغربية الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا عام 1948 لم يتوقف دعمه لحظة واحدة، بل ازداد مع مرور السنوات حتى تبنتّ الولايات المتحدة كل المخططات المتعلقة به، بما يعني أن الوجود الاستعماري الغربي في المنطقة متعلّق به! ولذلك كان قيامه على أساس جرائم العصابات الإرهابية التي قامت بجرائم الحرب منذ التأسيس الأول! لتصل دولة الاحتلال إلى استراتيجية التنمية في القوة العسكرية والتقنية بمساعدة الغرب، وتنشئ نفسها على أساس (جيش له دولة وليس دولة بها جيش)! وهذا ما يلخص وجود الكيان وتطلعاته سواء بتهويد كامل فلسطين أو التطلعات التوسعية التي كثر الحديث عنها مؤخرًا وعبر القوة العسكرية! وهذا تهديد مباشر لأمن واستقرار المنطقة وخطر وجودي حقيقي!
ثانياً: تماهي الغرب الاستعماري وعلى رأسه الولايات المتحدة مع كل ما يخطط له الكيان من تهديدات مستقبلية! باعتبار ذلك التماهي نهج ثابت خاص بالولايات المتحدة، وهو ما قاد إلى دعم الاحتلال في حرب الإبادة على غزة، والدوس على الحقوق الفلسطينية الثابتة ومنها حق الدولة الفلسطينية وحق العودة وغيرها من الحقوق المعروفة! وكل ذلك يأتي على حساب المبادئ الأممية والمبادئ الإنسانية والقوانين الدولية! وبهذا يتمّ تشريع قانون القوة في المنطقة والعالم وبدعم أمريكي مطلق، مما يمثل تهديدًا حقيقيًا وخطرًا وجودياً على كامل دول المنطقة، خاصة في ظل وضوح التصريحات التهديدية سواء من الكيان أو من الولايات المتحدة!
أما خطة «ترامب» فهي مجرد لعبة أخرى في طريق ترسيخ نهج القوة وفرض التطبيع العربي والإسلامي من خلاله!
ثالثًا: لتبرير الاحتلال سواء لكامل فلسطين كما هو المطمع أو للتوسّع، ثم تغطية الاستراتيجية الاستعمارية بالمعتقد التلمودي «الموضوع» والخرافات والأساطير، للسيطرة والهيمنة على المنطقة ومن خلالها على العالم حسب مخططات «الماسونية الصهيونية العالمية»! وأن يتمّ ذلك وفق تصريحاتهم وكتبهم وتحليلات ذلك بالوصول إلى «الحكومة التلمودية العالمية» وعاصمتها القدس ومحيطها المنطقة العربية المُسيطر عليها! ويُعدُّ هذا «تهديدا معتقديا وجوديا» للعرب والمسلمين، فالذئب لا يركض عبثاً! وتصريحاتهم ومخططاتهم السرّية والعلنية تفيد بأنهم لا يُصرحون اعتباطاً، بل ويشرحون نياتهم بالتفصيل للاستيلاء على الجغرافيا العربية!
رابعاً: توظيف قوى إقليمية (إيران وتركيا) لخلق حالة تنافسية ضد العرب مرحلياً، ومتى استدعى الأمر ضرب تلك القوى لإفساح الساحة كلها لعبث الكيان الصهيوني وحده!، وهو ما تدّل عليه وقائع السنوات الأخيرة، دون إغفال الدور الخليجي بقيادة السعودية ودور مصر في احتواء الخطرين! إلى جانب ذلك تم توظيف المليشيات الإرهابية العقدية (شيعية وسنية) استخباراتيا من أمريكا وبعض قوى أوروبا، لخلخلة الأمن والاستقرار في المنطقة العربية، وكانت تلك المليشيات لدعم إيران وتركيا لإضعاف العرب، ولا تزال موجودة رغم فقدانها قوتها السابقة! ولكن ظهورها على هيئة مليشيات جديدة وبأسماء أخرى، هو عامل تهديدي لا يزال على الطاولة، لخدمة الكيان وإضعاف العرب! وهو عامل تهديدي مستمر يسهم فيه الغرب الاستخباراتي لضرب الاستقرار والأمن في المنطقة لحساب الكيان الصهيوني!
خامساً: حرب المفاهيم والحرب الفكرية والنفسية ومحاربة الدولة الوطنية والجيش الوطني والأمن القومي العربي، من آليات الحرب الناعمة التي تجند لها الصهيونية العالمية كل الأساليب لتغيير العقل والتفكير العربي وجرّه نحو مستنقع «التصهين» العربي الذي تزداد رقعته يوماً بعد يوم، رغم كل جرائم الاحتلال وتهديداته الوجودية للعرب! وكل ذلك لهدف أن يكون الكيان الصهيوني (خادم الاستعمار الغربي) هو الأقوى والأكثر سيطرة وهيمنة في المنطقة، كمنظور حالي ومستقبلي! مما يشكل تهديداً وجودياً عالي الخطورة على الانتماء والهوية والأمن العربي!
سادساً: مفهوم إضعاف العرب هو مفهوم استراتيجي قديم رغم كل الإمكانيات العربية والثروات والتعداد السكاني واللغة الواحدة والتاريخ المشترك بدءاً من الحضارات الإنسانية الأقدم في البشرية، وكل ذلك لمنع أية وحدة عربية، مما يجعل الفُرقة والانقسام سائداً في المحيط العربي منذ عقود طويلة! وهو ما جعل من مخططات الغرب في تفكيك الإرادة العربية عاملاً من عوامل التهديد الوجودي الذي وجد له مكاناً شائعاً في الخريطة العربية للأسف على المستوى السياسي! وحيث تتشابك تلك المخططات مع الرؤى الاستراتيجية الخاطئة في النظام العربي لكيفية التعامل مع التهديد الصهيوني الوجودي!
{ بذلك مما سمح له المجال وغيره من أسباب التهديد والخطر على المنطقة، يجد الكيان اليوم ورغم كل جرائمه وبتواطؤ أمريكي مطلق، يجد نفسه متفاخراً بفرض السلام عبر القوة!، وحيث الاتفاقيات الإبراهيمية كما يراها الكيان والغرب هي الحل لكل الأزمات في المنطقة!
ولكن مع إغفال أن السلام الحقيقي يحتاج إلى حلّ القضايا في المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حلاً عادلاً، إلى جانب الكف عن الأطماع والتهديدات التي تمتلئ بها أدمغة القيادات الصهيونية! ولذلك فخطر الكيان قائم بل ووجودي إلى أن يدرك كل العرب ذلك!

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
ناصر ماهر يهنئ دونجا عقب إعلان خطوبته فى حضور مصطفى شلبى.. صورة...
المعلومات الرقمية ركيزة أساسية لرسم السياسات وتنفيذها وتقييمها...
مصر تسحب 17 مليون عبوة أدوية منتهية الصلاحية...
ابتكار ثوري... اليابان تكشف عن أول غسّالة آلية للبشر...
حياة مارتن سكورسيزي في وثائقي.. الكاهن والمدمن الذي أنقذه روبرت دي ن...
فيديو .. استشهاد الصحفي صالح الجعفراوي في قطاع غزة...