ناسا ترصد الفول السوداني في الفضاء للمرة الأولى منذ 350 عاماً

(MENAFN- Al-Bayan) في حدث فلكي نادر أثار اهتمام العلماء، أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا عن رصد كويكب غريب الشكل يُعرف باسم 1997 QK1 خلال أقرب مرور له من الأرض منذ أكثر من ثلاثة قرون ونصف القرن.

الكويكب، الذي يلقبه الباحثون بـ((الفول السوداني الكوني))، اقترب من كوكبنا في 20 أغسطس 2025 على مسافة تقدر بنحو مليوني كيلومتر، أي ما يعادل ثماني مرات المسافة بين الأرض والقمر - وهي مسافة تُعد قريبة بمعايير الفضاء.

واستغلت ناسا هذا المرور النادر لتسليط راداراتها على الكويكب عبر مرصد غولدستون في كاليفورنيا، التابع لشبكة الفضاء العميق. وتمكنت فرق البحث، بعد يوم واحد فقط من الاقتراب، من التقاط صور رادارية عالية الدقة بلغت دقتها 7.5 أمتار لكل بكسل، كشفت عن تفاصيل مذهلة حول شكل وبنية هذا الجرم الفضائي الفريد.

وأظهرت الصور أن الكويكب عبارة عن جسم ثنائي التلامس، أي أنه يتكوّن من فصّين متصلين ببعضهما بفعل الجاذبية، أحدهما أكبر من الآخر تقريبا بضعف الحجم. ويبدو سطح الكويكب مغطى بحفر وانبعاجات كبيرة تشي بتاريخ طويل من الاصطدامات في الفضاء، وفقا لموقع unionrayo.

هذا الشكل الغريب ليس استثناءً تماماً؛ إذ تشير تقديرات ناسا إلى أن نحو 15% من الكويكبات القريبة من الأرض ذات الحجم المماثل تتخذ البنية نفسها، أي أنها ليست صخوراً صلبة بل تجمعات فضفاضة من الركام تماسكها الجاذبية بمرور الزمن.

ويبلغ طول الكويكب قرابة 200 متر، أي ما يعادل ضعف طول ملعبين لكرة القدم، ويدور حول نفسه مرة كل 4.8 ساعات. ورغم تصنيفه ضمن فئة ((الكويكبات التي يحتمل أن تكون خطرة))، أكدت ناسا أنه لا يشكل أي تهديد للأرض في الوقت الحالي.

ويرى العلماء أن دراسة الكويكبات مثل 1997 QK1 تتيح فرصة لفهم ماضي النظام الشمسي، إذ تُعد بمثابة ((حفريات كونية)) تحمل نفس المواد الخام التي تشكلت منها الكواكب. كما تسهم هذه الدراسات في تعزيز خطط الدفاع الكوكبي، خصوصا بعد أحداث مثل انفجار نيزك تشيليابينسك في روسيا عام 2013، الذي تسبب في إصابة أكثر من ألف شخص رغم صغر حجمه النسبي.

وتُعتبر هذه البيانات أيضا ذات أهمية بالغة لتطوير استراتيجيات المهمات الفضائية المستقبلية، مثل مهمة DART التابعة لناسا، التي نجحت في تغيير مدار كويكب باستخدام اصطدام موجه. فمعرفة ما إذا كان الجرم صلبا أو هشا تُعد عاملاً حاسماً في تصميم أي مهمة دفاعية أو بحثية مقبلة.

ومن المنتظر أن يعود الكويكب 1997 QK1 للاقتراب من الأرض مجددا في عام 2039، على مسافة تقدر بنحو 2.4 مليون كيلومتر، ما يتيح فرصة جديدة للرصد وربما لإطلاق مهمة مخصصة لدراسته عن قرب.

ويرى العلماء أن هذا ((الفول السوداني الكوني)) قد يحمل في طياته أسرارا جديدة عن نشأة كواكبنا وطبيعة المادة التي كوّنت النظام الشمسي قبل أكثر من 4.5 مليارات سنة.

MENAFN19102025000110011019ID1110215879

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.