
النقاط الحمراء الصغيرة.. لغز كوني جديد
هذه الأجسام الغريبة، التي لا تُشبه أي شيء رُصد من قبل، وضعت العلماء أمام لغز كوني جديد: هل تمثل هذه النقاط بذور المجرات الأولى؟ أم أنها البدايات المبكرة للثقوب السوداء العملاقة؟
بداية الاكتشاف.. إشارات من فجر الكون
منذ بدء مهمته التاريخية، وجّه "جيمس ويب" عدساته إلى أقدم مناطق الكون، ليرصد في ديسمبر 2022 مجموعة من الأجسام الخافتة التي أطلق عليها العلماء اسم "النقاط الحمراء الصغيرة" (LRDs).
تبدو هذه الأجسام صغيرة الحجم لكنها مضيئة بلون أحمر غامق، وهو دليل على قدمها الشديد وانزياحها نحو الأحمر، أي أنها قادمة من عصور قريبة جدًا من فجر الكون.
لكن المدهش هو كتلتها الهائلة مقارنة بحجمها. فكيف يمكن لمجرات بهذا الصغر أن تحتوي على هذا القدر من المادة والطاقة؟
هذا السؤال دفع العلماء إلى وضع فرضيتين رئيسيتين قد تعيدان تشكيل فهمنا لتاريخ المجرات والثقوب السوداء.
الفرضية الأولى
وفق الفرضية الأولى، يُعتقد أن هذه النقاط تمثل مجرات فتية شديدة الكثافة تمر بمرحلة انفجار نجمي عنيف، حيث تتولد النجوم بمعدل مذهل داخل أحجام صغيرة للغاية.
يقول البروفيسور أندريس إسكالا، أحد المشاركين في الدراسة المنشورة على موقع arXiv: "تُظهر الأطياف الهيدروجينية لهذه الأجسام دلائل واضحة على تكوّن النجوم بسرعة هائلة، لكنها تبقى أنظمة غير مستقرة قد تتطور لاحقًا إلى أنواع مختلفة من المجرات."
هذه المجرات الصغيرة الكثيفة تبدو وكأنها مختبرات كونية مضغوطة، تعمل فيها الطبيعة بطاقة قصوى لصنع اللبنات الأولى للكون.
الفرضية الثانية
أما الفرضية الثانية، فتميل إلى تفسير أكثر جرأة: ربما لا تكون هذه النقاط مجرات فتية فحسب، بل بدايات ثقوب سوداء عملاقة تشكّلت في وقت مبكر جدًا من عمر الكون.
تشير التحليلات الطيفية إلى وجود خطوط انبعاث عريضة في بعض هذه الأجسام، وهي سمة معروفة للنوى المجرية النشطة (AGN) التي تستضيف ثقوبًا سوداء فائقة الكتلة، وفقا لموقع " dailygalaxy".
لكن الغريب أن هذه الأجسام لا تُصدر أشعة سينية قوية كما تفعل المجرات النشطة الحديثة، ما يشير إلى أنها ربما تمثل المرحلة الأولى جدًا من تكوين تلك النوى العملاقة.
ويطرح هذا سؤالًا ثوريًا:هل تشكّلت الثقوب السوداء أولًا ثم بنت حولها المجرات؟ أم أن المجرات هي التي سبقتها في الوجود؟
من مجرات فتية إلى ثقوب سوداء عملاقة
يحاول فريق الباحثين الجمع بين الفرضيتين في سيناريو تطوري مدهش، ربما بدأت هذه الأجسام كمجرات شابة مضغوطة، ثم تطورت لتُنتج في مراكزها ثقوبًا سوداء هائلة.
يقول إسكالا " غياب الأشعة السينية في معظم هذه الأجسام يشير إلى أننا نراها في مراحلها الأولى جدًا، قبل اكتمال تشكّل الثقب الأسود في مركزها."
إعادة كتابة تاريخ المجرات
يمثل اكتشاف هذه النقاط الحمراء الصغيرة تحديا كبيرا للنموذج الكوني التقليدي الذي يفترض أن المجرات تتشكل أولًا ثم تولّد الثقوب السوداء لاحقا، لكن الأدلة الجديدة قد تقلب هذا المفهوم رأسًا على عقب.
تقول الباحثة هانا ريفز من جامعة كامبريدج: "قد تكون هذه النقاط الحمراء الصغيرة مفاتيح لفهم المراحل الأولى من الكون، وربما تُجبرنا على إعادة النظر في الطريقة التي تشكّلت بها البُنى الكونية الكبرى."
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
مستشار الأمن القومى البريطانى يشيد بقمة شرم الشيخ وجهود مصر لوقف حرب ...
حياة مارتن سكورسيزي في وثائقي.. الكاهن والمدمن الذي أنقذه روبرت دي ن...
خــالد بن راشد يتوج السيد وبدر بلقبي الفــردي...
مستثمرو المنطقة الحرة بالزرقاء يلوّحون بالتصعيد رفضاً لقرارات استيراد ...