
دور الذكاء الاصطناعي في تنامي الطلب على الكهرباء والمياه
فإلى جانب ارتفاع عدد السكان حول العالم، أصبح استهلاك التقنيات المتقدمة المتزايد للكهرباء والمياه عاملاً جوهرياً في صياغة مستقبل الطلب على إمدادات الكهرباء والمياه.
فبحسب منشور عبر مدونتها الرسمية، ذكرت ((غوغل)) أن كل أمر نصي موجه لنموذج الذكاء الاصطناعي ((جيميناي)) يستهلك 0.24 وات/ساعة من الطاقة، وهو ما يعادل الطاقة المستهلكة في أقل بقليل من 9 ثوانٍ من مشاهدة التلفاز، فيما يتم استهلاك نحو خمس قطرات مياه بما يعادل 0.26 ملليلتر لتبريد مراكز البيانات التي تشغل برنامج الذكاء الاصطناعي خلال العملية نفسها.
ويبين هذا الإعلان الأول من نوعه لشركة تكنولوجيا عالمية أثر الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات الخاصة به على استهلاك معدلات الطاقة والمياه عالمياً وحجم التأثير التراكمي الهائل لهذه التكنولوجيا عند تطبيقها على نطاق مليارات المستخدمين.
هذا الإعلان يضعنا أمام حقيقة ملحّة: مراكز البيانات التي تغذي عصر الذكاء الاصطناعي هي الآن من أكبر مستهلكي الطاقة في العالم، وبالتالي فإن ضمان استدامتها أصبح ركيزة أساسية لضمان استمرارية نمو القطاع الرقمي نفسه.
وإن أخذنا في الحسبان دخول الذكاء الاصطناعي في كل مجالات الحياة، يتبين لنا بشكل جلي أن مواكبة الطلب المطّرد والمتسارع على الكهرباء والمياه ستشكل دعامة حقيقية لترسيخ التنافسية والتميز والجاهزية الحالية والمستقبلية.
وعلى ضوء المكانة العالمية التي تتبوأها دولة الإمارات العربية المتحدة بوصفها فاعلاً رئيسياً في مجال الذكاء الاصطناعي، تبرز أهمية مواصلة تعزيز كفاءة شبكات الكهرباء والمياه، وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة التي توفر مصادر لا تنضب، لتلبية الطلب ودعم الاستدامة المجتمعية والاقتصادية والبيئية.
ووفق تقرير حديث صادر عن الشركة الأمريكية المتخصصة في مراكز البيانات تي آر جي TRG، جاءت دولة الإمارات في المركز الثاني عالمياً والأول إقليمياً بين القوى الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي، كما أظهر تقرير صادر عن منصة كورسيرا للتعلم الإلكتروني أن دولة الإمارات تتصدر العالم العربي في مستوى نضج تقنيات الذكاء الاصطناعي.
كذلك حلت دولة الإمارات ضمن قائمة الدول الـ20 الأكثر احتضاناً للمواهب في مجال الذكاء الاصطناعي، وفقاً لمؤشر التنافسية العالمي للذكاء الاصطناعي الصادر عن المنتدى المالي الدولي بالتعاون مع مؤسسة الأبحاث العلمية ((ديب نوليدج)).
وبوصفنا المزود الحصري لخدمات الكهرباء والمياه في إمارة دبي، ندرك في الهيئة المسؤولية التي تقع على عاتقنا بوصفنا شرياناً أساسياً للحياة في الإمارة وأحد الأعمدة الأساسية والركائز المحورية في بنيانها، وندعم استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، واستثمار الذكاء الاصطناعي بمختلف قطاعاتها الحيوية، ونعمل على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في شبكات الإنتاج والنقل والتوزيع للطاقة والمياه بما يعزز الإنتاجية والكفاءة.
وبفضل الرؤية الاستشرافية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بدأنا في الهيئة باكراً بتبني الابتكار وأحدث التقنيات والممارسات العالمية، لمواكبة الازدهار السكاني والاقتصادي في الإمارة وتحقيق الحياد الكربوني، وتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء والمياه، وزيادة قدرتنا الإنتاجية للطاقة من مصادر الطاقة النظيفة.
وتنفذ الهيئة مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الذي يُعد أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وفق نموذج المنتج المستقل للطاقة.
وتبلغ القدرة الإنتاجية الحالية للمجمع 3860 ميجاوات، ومن المخطط أن تصل إلى أكثر من 8000 ميجاوات بحلول عام 2030 (المخطط الأصلي 5000 ميجاوات) بما يسهم في تقليل انبعاثات الكربون بمقدار 8.5 ملايين طن سنوياً (المخطط الأصلي 6.5 ملايين طن سنوياً). وبذلك تحولت الطاقة النظيفة إلى ممكّن رئيسي للنمو التقني عبر استثمارات استراتيجية في الطاقة النظيفة والبنية التحتية الذكية.
فمجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، ليس مجرد مشروع لإنتاج الكهرباء؛ إنه العمود الفقري للاقتصاد الرقمي الأخضر في دبي، حيث يضمن توفير طاقة نظيفة وغير منقطعة لتشغيل أكبر مركز بيانات أخضر يعمل بالطاقة الشمسية في العالم حسب ((غينيس للأرقام القياسية العالمية)) في المجمع، والذي يديره مركز حلول البيانات المتكاملة (مورو)، أحد شركات ديوا الرقمية، الذراع الرقمية لهيئة كهرباء ومياه دبي.
هذا المركز الأخضر هو النموذج الأمثل لما يجب أن يكون عليه مستقبل مراكز البيانات: عالي الكفاءة، موثوق، ومُدار بالكامل بالطاقة المتجددة، ما يقلل بشكل جذري من استهلاك الطاقة والمياه المرتبط بعمليات التبريد، ويتخلص من الانبعاثات التي تصاحب عمل مراكز البيانات التقليدية.
وتواصل الهيئة تعزيز قدراتها التشغيلية وتطوير بنيتها التحتية الذكية من خلال خطط مدروسة واستثمارات استراتيجية تواكب النمو المتسارع في الطلب على خدماتها، وتدعم استدامة البنية التحتية الحيوية في الإمارة، انسجاماً مع رؤية دبي للتنمية المستدامة واستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 واستراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي.
وعلى ضوء مسيرتنا الحافلة بالتميز والريادة، لا ندخر جهداً في الهيئة لتوفير خدمات الكهرباء والمياه وفق أعلى معايير الكفاءة والاعتمادية والاستدامة والجودة، ودعم البنية التحتية المستقبلية في دبي، وتسريع الإنجاز، للإسهام في جعل دولة الإمارات الأفضل بالعالم في المجالات كافة.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
هل يستطيع ماكرون كسر الجمود السياسي والاقتصادي بفرنسا؟...
مركز موسكو للابتكار: عدد الشركات الناشئة التي تصمد في روسيا أكبر بكث...
صانع المدن .. الموت يغيب آخر رئيس وزراء في عهد البشير...
غزو الحشرات يوقف مباراة هامة ويشعل غضباً جماهيرياً في الهند وباكستان...
ترامب يتوعد "حماس" بالإبادة إذا رفضت تسليم السلطة...
حماس وخطة ترامب؛ خيار اللا خيار!...