محظورة على الجميع.. جزيرة تقتل كل من يقترب منها

(MENAFN- Al-Bayan)

رغم أننا نعيش في عالم السماوات المفتوحة، وعصر التكنولوجيا الرقمية، إلا أن هناك جزيرة في العالم تعيش بعيداً عن صخب الحياة، وضوضاء المدنية، يرفض أهلها التواصل مع البشر، ويقتلون كل من يحاول الاقتراب منهم.

هذه الجزيرة النائية تدعى جزيرة نورث سنتينل وتقع في خليج البنغال وتعد واحدة من أكثر الأماكن عزلة على وجه الأرض، وهي موطن لقبيلة بدائية تُعرف باسم السنتينيليز، الذين يُعتقد أنهم آخر الشعوب "غير المتصلة" بالعالم الحديث، ويرغبون بشدة في البقاء على هذا النحو وفق موقع science.

ما بين 50 إلى 500 شخص، يقدر عدد سكانها يعيشون حياة بسيطة تعتمد على الصيد وجمع الثمار، في أكواخ بدائية، ورغم قرب الجزيرة من جزر أندامان الأخرى التي تأثرت بالحضارة الحديثة، فإن سكان سنتينل ظلوا بمعزل تام لقرون.

يرى علماء الأنثروبولوجيا أن سكان سنتينل يعيشون في توازن بيئي واجتماعي مستقر، لوأي محاولة للاحتكاك الخارج تجلب لهم الأمراض أو العنف.

تعد العالمة الهندية مادومالا تشاتوبادياي، أول امرأة تقترب من القبيلة في تسعينيات القرن الماضي، وأكدت أن "القبائل لا تحتاج إلى حماية الغرباء، بل إلى أن تُترك وشأنها".

محاولات فاشلة للتواصل

يعد تاريخ الجزيرة حافلا بالمحاولات الفاشلة للتواصل، وكانت أول عملية رصد لعلامات الحياة فيها عام 1771 عندما شاهدت سفينة تابعة لشركة الهند الشرقية نيراناً متوهجة ليلاً.

وفي القرن التاسع عشر، أكدت تقارير من سفن بريطانية وجود سكان "يطلقون السهام". وبعد حادثة سجين حاول الهروب عام 1896 ووصل إلى الجزيرة فقُتل بالسهام، ترسخت سمعتها كجزيرة "محظورة".

في الستينيات، حاولت بعثات هندية التواصل السلمي عبر تقديم الهدايا كجوز الهند والحديد، لكن سكان سنتينل ردّوا بالعداء في معظم المرات، كانت أقرب لحظة سلام في التسعينيات عندما استقبلوا فريقاً صغيراً من الباحثين دون عنف، وتفاعلوا مع الزوار لجمع جوز الهند العائم، إلا أن المحاولة التالية فشلت حين حاول أحد السكان انتزاع بندقية من شرطي، فانتهى اللقاء بسرعة.

قوانين تمنع الاقتراب

عام 1996، أصدرت الحكومة الهندية قانوناً يمنع تماماً الاقتراب من الجزيرة لمسافة خمسة أميال، لحماية القبيلة من الأمراض والأخطار الخارجية، ومع ذلك، وقعت حوادث مميتة لاحقاً، منها مقتل صيادين من ميانمار عام 2006 بعدما جنحت مركبهما إلى الشاطئ.

لكن الحادث الأكثر شهرة وقع عام 2018، عندما قُتل جون ألين تشاو، الأمريكي البالغ 26 عاماً، بعد أن تجاهل التحذيرات ودخل الجزيرة سراً ، كان تشاو قد تدرّب طويلاً وتلقى التطعيمات لمنع نقل الأمراض، وكتب في مذكراته أنه ذهب مدفوعاً بـ"حب الله" ورغبته في إنقاذ الأرواح.

غير أن محاولته الأولى انتهت بإطلاق السهام عليه، لكنه عاد في اليوم التالي رغم الخطر، فقُتل فور وصوله، ودُفن جثمانه على الشاطئ.

استعادة الجثة مستحيلة

بعد الحادث، أكدت السلطات الهندية أن استعادة الجثة مستحيلة احتراماً لعزلة القبيلة. ويُعتبر سكان سنتينل اليوم رمزاً لحق الشعوب الأصلية في العيش بمعزل عن العالم الحديث.

تظل جزيرة نورث سنتينل محظورة على جميع الزوار، ليس فقط لأنها خطيرة، بل لأنها تمثل آخر معقل للبشر الذين اختاروا البقاء خارج دائرة العولمة، متمسكين بأسلوب حياةٍ لم يتغير منذ آلاف السنين.

MENAFN06102025000110011019ID1110154851

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.