
من 12 دولاراً في الشهر إلى 32 ملياراً... رحلة المدرّس الفقير إلى عرش المليارات
منذ صغره، أظهر جاك ما فضولا تجاه العالم الخارجي، فاستغل انفتاح الصين على السياحة في السبعينات وبدأ يقدم جولات مجانية للأجانب مقابل محادثتهم باللغة الإنجليزية. لم يكن ذلك نشاطا تجاريا، بل وسيلته الوحيدة لتعلّم اللغة والانفتاح على ثقافات أخرى. خلال تلك الفترة، أطلق عليه أحد السياح اسم "جاك"، وهو الاسم الذي سيصبح علامة تجارية عالمية لاحقا.
لكن الطريق لم يكن مفروشا بالورود. واجه جاك صعوبات كبيرة في مسيرته التعليمية، إذ فشل مرتين في امتحان القبول الجامعي بسبب ضعف مستواه في الرياضيات، قبل أن ينجح في المحاولة الثالثة ويدرس اللغة الإنجليزية في معهد هانغتشو للمعلمين. بعد تخرجه عام 1988، عمل مدرسا في جامعة محلية براتب زهيد لم يتجاوز 12 دولارا شهريا، وهو ما يعكس بساطة حياته آنذاك.
لم تكن مسيرته المهنية أكثر نجاحا من الأكاديمية، فقد قوبل بالرفض في أكثر من 30 وظيفة تقدّم إليها، بينها وظائف في الشرطة وسلسلة مطاعم ((كنتاكي)) التي قبلت 23 متقدماً ورفضته وحده، إلا أن تلك الانتكاسات لم تضعف عزيمته، بل زادت من إصراره على شق طريقه نحو النجاح.
التحوّل الكبير في حياة جاك ما جاء عام 1995 خلال زيارة إلى الولايات المتحدة، حيث تعرّف للمرة الأولى على الإنترنت. وخلال بحث بسيط عن إحدى الكلمات لاحظ أن نتائج البحث اقتصرت على الشركات الغربية دون أي ذكر للصين. هذا الاكتشاف دفعه إلى التفكير في إنشاء منصة إلكترونية تعرّف العالم بالشركات الصينية ومنتجاتها.
رغم قلة خبرته التقنية وضعف التمويل، أطلق مشروعه الأول ((China Pages)) لكنه فشل في تحقيق النجاح. غير أن هذه التجربة الفاشلة كانت نقطة انطلاقه الحقيقية نحو مشروعه الأهم: علي بابا.
في عام 1999، جمع جاك ما 17 صديقا في شقته الصغيرة في هانغتشو، وطرح عليهم فكرة إنشاء منصة تربط الشركات الصغيرة والمصنعين الصينيين بالمشترين حول العالم. لم يكن لديه رأسمال كبير أو شبكة علاقات قوية، لكنه امتلك ما هو أهم: الرؤية والإصرار.
واجه في البداية صعوبات في إقناع المستثمرين بجدوى فكرته، لكن الشركة اليابانية ((سوفت بنك)) آمنت برؤيته واستثمرت 25 مليون دولار عام 2000، مما فتح الباب أمام توسع سريع.
مع مرور الوقت، تحوّلت ((علي بابا)) إلى عملاق عالمي في التجارة الإلكترونية، خصوصا بعد إطلاق منصات Taobao وAlipay اللتين غيّرتا مشهد التسوق والدفع الرقمي في الصين. وفي عام 2014، طرحت الشركة أسهمها في بورصة نيويورك في أكبر اكتتاب أولي بتاريخها، وجمعت 25 مليار دولار، لترتفع ثروة جاك ما إلى مليارات الدولارات.
رغم تنحيه عن رئاسة ((علي بابا)) عام 2019، بقي جاك ما رمزا عالميا لريادة الأعمال والابتكار، إذ تجاوزت ثروته في بعض الفترات 60 مليار دولار، بينما تُقدّر حاليا بنحو 32 مليار دولار. كما ركّز في السنوات الأخيرة على العمل الخيري والتعليم والتنمية الريفية من خلال مؤسسته الخاصة.
رحلة جاك ما هي قصة صمود في وجه الفقر والإخفاقات والرفض المتكرر، تؤكد أن النجاح لا يتوقف على البدايات بل على الإصرار والمثابرة. فمن مدرس يتقاضى 12 دولارا شهريا إلى أحد أغنى رجال العالم، أثبت مؤسس ((علي بابا)) أن أعظم النجاحات قد تولد من أقسى التحديات.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
ترمب : على حماس التحرك بسرعة وإلا ستصبح كل الاحتمالات واردة...
مهنة غير متوقعة.. سام ألتمان يكشف عن وظيفته بعد الذكاء الاصطناعي...
سفير الإمارات يقدم نسخة من أوراق اعتماده إلى وزير الخارجية المصري...
الذهب على وشك الاختفاء.. أرقام خطيرة تكشف مستقبل المعدن النفيس...
سير طبيعي على طريق جرش عمان بعد حادث صباحي...
أتلتيك بلباو يتضامن مع غزة...