الذهب على وشك الاختفاء.. أرقام خطيرة تكشف مستقبل المعدن النفيس

(MENAFN- Al-Bayan) مع تجاوز سعر الأونصة حاجز 3,800 دولار، وسط تقلبات اقتصادية وتصاعد التوترات الجيوسياسية، باتت الأسئلة حول محدودية الذهب أكثر إلحاحا من أي وقت مضى.

وقدم تقرير صادر عن أحدث بيانات مجلس الذهب العالمي (WGC) والمسح الجيولوجي الأمريكي (USGS) المتعلقة بالإنتاج التاريخي، والمخزونات الموجودة فوق الأرض، والاحتياطيات غير المستغلة، قدم صورة دقيقة عن وضع الذهب العالمي والتحديات التي قد تواجهه في المستقبل.

يُقدر المخزون العالمي من الذهب بما بين 280,000 و290,000 طن، وهو رقم هائل، لكنه يظل هشا في ظل وتيرة الاستخراج المتسارعة. فقد استخرج البشر الذهب منذ أكثر من 5000 عام، لكن الإنتاج الصناعي ارتفع بشكل كبير في القرن التاسع عشر مع اكتشاف رواسب في كاليفورنيا وكولومبيا البريطانية وأستراليا وكلوندايك.

وبحلول نهاية 2024، بلغ إجمالي الذهب المستخرج 216,265 طنا، مع إضافة نحو 1,765 طنا في النصف الأول من 2025، ليصل المخزون فوق الأرض إلى حوالي 218,000 طن، أي بزيادة سنوية تقارب 3,500–3,600 طن.

وإذا تم صهر كل الذهب المستخرج في مكعب واحد، فسيبلغ طول ضلعه 22.3 مترا، حجم يمكن وضعه داخل مستودع كبير، فيما يوضح توزيعه دوره المزدوج كزينة وكمخزون مالي. فالذهب معدن مقاوم للتآكل والانحلال، ما يجعل خسائر الاستخدام أو التبخر الصناعي ضئيلة، ويضمن استمرار معظم الذهب في شكل ما، وفقا لـ coinweek.

بحسب تقديرات منتصف 2025، تستحوذ المجوهرات على الحصة الأكبر من المخزون، لكن الطلب الاستثماري المتزايد، مدفوعا بالحماية من التضخم وتدفقات صناديق الاستثمار المتداولة، عزز حصة الاستثمار. وأضافت البنوك المركزية أكثر من 500 طن في النصف الأول من 2025، بينما بلغ الطلب الإجمالي في الربع الثاني 1249 طنا، مع مساهمة إعادة التدوير بواقع 339 طنا فقط.

على صعيد الاحتياطيات تحت الأرض، تشير الاحتياطيات المؤكدة إلى نحو 64,000 طن، فيما تقدّر الموارد المحتملة بنحو 132,000 طن إضافية، مع تركيز الموارد في أستراليا وروسيا وإندونيسيا. ومع انخفاض جودة الخامات وارتفاع التكاليف البيئية (إنتاج الأونصة الواحدة يطلق نحو 500 كجم من CO2)، تبقى بعض الموارد صعبة الوصول.

على الرغم من تحديات "الذهب الأقصى"، سجل إنتاج النصف الأول من 2025 رقما قياسيا عند 1765 طنا، فيما يُتوقع أن يصل الإنتاج السنوي إلى نحو 3,600 طن، بزيادة 9٪ عن العام السابق، مدفوعا بمشاريع في المكسيك وغانا وكندا، مع استمرار الصين في صدارة الإنتاج العالمي.

وتشير التوقعات إلى نمو محدود للعرض بنسبة 1–2٪ سنويا، مقابل طلب مستمر من البنوك المركزية وقطاعات التكنولوجيا مثل السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة، ما قد يدفع الأسعار إلى متوسط 3675 دولارا للأونصة بحلول نهاية 2025، مع احتمال بلوغ 4,000 دولار منتصف 2026.

في خضم هذه المعادلة المعقدة، يبقى الذهب ليس مجرد سلعة، بل مؤشرا على الاستقرار العالمي. ومع المخزونات الكبيرة فوق الأرض، تبدو ندرة الذهب المفاجئة غير محتملة، إلا أن تباطؤ الاكتشافات وارتفاع التكاليف البيئية يضع تحذيرات واضحة أمام مستقبل الذهب.

MENAFN05102025000110011019ID1110151576

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.