رغم الثغرات.. رد حماس يفتح باباً لإنهاء الحرب ونوبل لترامب

(MENAFN- Al-Bayan) بعد ساعات من إنذار شديد اللهجة وجهه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحركة حماس، وحدد خلاله الساعة 18.00 يوم الأحد بتوقيت واشنطن (22.00 بتوقيت غرينتش) موعدا نهائيا لقبول مقترحه لإنهاء الحرب في قطاع غزة، جاء رد الحركة الذي تباينت بشأنه التفسيرات.

فالرد، الذي سرعان ما حظي بقبول ترامب، وقوبل بترحيب كبير من العديد من دول العالم باعتباره سيفتح الباب أمام إنهاء حرب استمرت عامين وأودت بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص، اكتنفه بعض الغموض، لاسيما في ظل إبداء الحركة استعدادها للمضي قدما في تنفيذ بعض البنود التي ترتكز عليها خطة ترامب، كإطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء والأموات وتسليم إدارة القطاع لهيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط)، في حين لم تأت حماس على ذكر بنود كتسليم سلاحها، واكتفت بالإشارة إلى الاستعداد لمناقشة ما وصفته بـ"قضايا أخرى تتعلق بمستقبل قطاع غزة وحقوق الشعب الفلسطيني الأصيلة".

وتركت الحركة الباب مفتوحا أمام تنفيذ هذه البنود، مشيرة إلى أن "هذا مرتبط بموقف وطني جامع واستنادا إلى القوانين والقرارات الدولية ذات الصلة، ويتم مناقشتها من خلال إطار وطني فلسطيني جامع".

على الرغم من ذلك، أبدت رئاسة الحكومة الإسرائيلية استعدادها للشروع الفوري في تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب الهادفة إلى الإفراج العاجل عن جميع المحتجزين.

وأكدت استمرار العمل بتنسيق كامل مع الرئيس الأمريكي وفريقه "من أجل إنهاء الحرب وفق المبادئ التي حددتها إسرائيل والتي تنسجم مع رؤية الرئيس ترامب".

الموقف الإسرائيلي جاء عقب تعليق ترامب على رد حماس، واعتباره بيان الحركة دليلا على استعدادها لـ"سلام دائم"، داعيا إسرائيل إلى "التوقف عن قصف غزة فورا حتى نتمكن من إخراج الرهائن بأمان وسرعة. في الوقت الحالي من الخطير جدا القيام بذلك. نحن نناقش بالفعل تفاصيل يجب الاتفاق عليها، الأمر لا يتعلق بغزة فحسب، بل يتعلق بالسلام الذي طال انتظاره في الشرق الأوسط".

ولفت موقع أكسيوس إلى أن "هذه هي المرة الأولى منذ عودته إلى منصبه التي يحاول فيها ترامب إجبار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على وقف القتال".

ونقل أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي قوله إن نتنياهو "فوجئ" برد ترامب، حيث كان رئيس الحكومة الإسرائيلية يعتبر في مشاورات أجراها بعد رد حماس وقبل إعلان ترامب، أن الرد يعد رفضا لخطة الرئيس الأمريكي.

كما نقل أكسيوس عن مصادر وصفها بالمطلعة أن حماس أبلغت الوسطاء أنها لا تعرف مكان جثث جميع الرهائن المتوفين، وبالتالي ستحتاج إلى أكثر من 72 ساعة.

وتمنح الخطة الحركة 72 ساعة لإطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء البالغ عددهم 20 رهينة وجثث 28 رهينة متوفية بمجرد التوصل إلى اتفاق.

في الأثناء نقلت شبكة سي بي إس عن مسؤول أمريكي أن ثمة تفاصيل بحاجة إلى تسوية مثل نزع الأسلحة "الذي قد يبدأ الأسبوع المقبل".

كما نقلت شبكة إن بي سي نيوز عن دبلوماسي غربي سابق ذي خبرة في شؤون المنطقة إن "الخطة قد تفشل... قد يكون هذا بداية النهاية، لكن لا يزال هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به. لم تقبل حماس العناصر الرئيسية للخطة ولا الجدول الزمني لإطلاق سراح الرهائن... الأمر الآن متروك لحماس، إما أن نرى الرهائن يخرجون هذا الأسبوع أو أن الحرب ستستأنف".

ومن جهتها، رأت صحيفة بوليتيكو الأمريكية أنه حال إتمام الاتفاق بين حماس وإسرائيل "فسيكون اتفاق السلام أهم إنجاز في ولاية ترامب الثانية".

ووسط ترقب لما ستسفر عنه المشاورات وراء الكواليس بشأن الخطوات الفعلية لتنفيذ بنود الخطة، لم يسارع الرئيس الأمريكي كعادته للتباهي بدوره في الاقتراب من تحقيق اختراق على صعيد صراع أجج التوترات على نحو خطير في الشرق الأوسط وكادت تنزلق معه الأمور نحو حرب إقليمية شاملة.

وربما ستكون الملاحظات التي أبدتها دول كمصر وقطر وباكستان على تفاصيل خطة ترامب محل نقاشات مكثفة خلال الساعات المقبلة لتذليل أي عقبات أمام إنجاز الاتفاق تزامنا مع الذكرى الثانية لهجوم 7 أكتوبر.

ويرى مراقبون أن الخروج بصيغة ترضي كل الأطراف ويخرج معها الجميع فائزا يظل المهمة الصعبة، ما بين رئيس أمريكي يسعى لنيل جائزة نوبل للسلام بإضافة "حرب ثامنة" لسجل الصراعات التي لا يترك مناسبة إلا وتفاخر بدوره في نزع فتيلها، وبين رئيس حكومة إسرائيلية سيعظم من دوره في تحرير باقي الرهائن، مع غض الطرف عن هدف لطالما أكد على تحقيقه، وهو تدمير حماس، التي بدورها ربما ستستدعي سردية حقن دماء الفلسطينيين وإحباط مخطط تهجيرهم من القطاع وضم الضفة الغربية في إطار تسويقها لأسباب قبول التسوية.

MENAFN04102025000110011019ID1110148885

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.