ما زال يتخبط دون "بوصلة"

(MENAFN- Al-Bayan) تُهنا مع التائه، وما عدنا نعرف حقيقة ما يحدث حولنا.

قالوا إن ترامب طرح مشروع تسوية، وترامب لم يقل شيئاً.

يعقد اجتماع ولا يتحدث أحد الحاضرين عن الذي دار في ذلك الاجتماع، كأن الصمت عندهم هو ((سيد الموقف))، ولكن صحف وقنوات أمريكا وإسرائيل ولندن خاضت في ((المياه العكرة)) فخرج كل ما قالته عديم الفائدة.

وترامب ما زال ((يتلون))، له لون إذا اجتمع بالعرب والمسلمين، وله لون آخر إذا قابل الرئيس الفرنسي، ولا لون أو رأي له إذا قابل نتانياهو!

ويظهر لنا من الخلف ((سمسار عقارات)) تحول بين ليلة وضحاها إلى ((سياسي محنك)) بطول فارع، وصوت جهوري، وكلمات مرصوصة وكأنها مبرمجة في رأسه، وفي النهاية لا يعرف معنى ما يقوله، يذكرني بشخص عُيّن لأسباب شخصية في منصب مهني، وهو لا ينتمي إلى تلك المهنة، وبعد أسابيع صرح بأنه أصبح خبيراً في تلك المهنة بعد أن قرأ سبعة كتب ألفها متخصصون!

ذلك هو المبعوث الخاص للرئيس ترامب في لبنان وسوريا، اسمه ((برّاك))، وبعد جولة أو اثنتين في المنطقة، بدأ يتحدث عن التاريخ، وعن التركيبة السكانية وأوضاع البلدين والمنطقة، ويدعي بأن الشرق الأوسط لم يكن موجوداً قبل قرن، بل كانت هذه الأرض مجرد قرى وقبائل متناثرة، وخلط الأمور في بعضها، فأهان التاريخ وكل كتب المستشرقين، وأيضاً كتب أبناء القبائل التي علمتهم في الغرب أصول الحضارة وكيفية الوصول إليها، وتبين أنه لم يقرأ غير تقارير مراكز الدراسات الإسرائيلية!

تزامنت تصريحات ((برّاك)) مع خطة ترامب المعلنة من الإعلام الموالي، والتي ثبت أنها ((غير صحيحة))، فلا هي مكونة من 21 بنداً، ولا هي بعيدة عن أطماع السماسرة، ومع ذلك يدعون بأن نتانياهو أضاف تعديلات عليها، وفي الوقت نفسه برز اسم ((طوني بلير))، وكالعادة، قامت وسائل الإعلام الموجهة من ((اللوبي الإسرائيلي)) والبيت الأبيض بالمهمة، ونثرت ((البهارات)) في وجوهنا، فالواضح أن ((الطبخة)) جاهزة، ومن أعاد بريطانيا إلى الوراء خلال ترؤسه الحكومة في لندن سيكون حاكماً لغزة!

((التائه توهنا))، وزاد ((الطين بلة))، رغم أن الحل أمامه، وكان بإمكانه أن يختصر الطريق، ويحافظ على ما تبقى لديه من ثقة العالم، ولكنه ما زال يتخبط دون ((بوصلة))!

MENAFN28092025000110011019ID1110122085

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.