سيول تتضامن مع فلسطين: عامان من الصمود، الحكايات الإنسانية، والتضامن العالمي

(MENAFN- Palestine News Network ) سيول / كوريا الجنوبية / PNN/ في يوم السبت 27 سبتمبر، امتلأت القاعة الكبرى في YWCA بالعاصمة سيول بالحضور من جميع الأعمار، لتستضيف فعاليات منتدى "عامان من النضال والتضامن مع فلسطين". المنتدى الذي جمع فلسطينيين وكوريين، صحفيين، محامين، ناشطين وطلاب، كان أكثر من مجرد تجمع سياسي أو ثقافي؛ كان منصة لنقل الحقيقة الفلسطينية، وتوثيق صمود الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، بعد عامين من الحصار والحروب المستمرة.

كان الهدف من المنتدى هو أن يسمع العالم صوت الفلسطينيين، ويشعر بمعاناتهم اليومية، مع إظهار التضامن الشعبي العالمي الذي يمثل عامل قوة أساسي في استمرارهم في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

افتتاح المنتدى وكلمة الكاتب الكوري كيم نام إيل

افتتح المنتدى الكاتب الكوري كيم نام إيل، الأمين العام السابق لجمعية الكُتّاب في كوريا، بكلمة مؤثرة تحدث فيها عن تجربته الطويلة مع القضية الفلسطينية منذ السبعينات، وزياراته لفلسطين، وجهوده في استضافة كتّاب فلسطينيين لتقديم أعمالهم والتحدث عن واقعهم، مؤكداً أن نقل صوت الفلسطينيين ليس مجرد فعل ثقافي، بل واجب إنساني.

شدد كيم على أن المنتدى يمثل جسراً للتضامن بين الشعوب، وأن الأدب والثقافة وسيلة لإبقاء الذاكرة الفلسطينية حية، لكنها ليست محور الحدث فقط؛ الحدث كله يركز على الصمود، المعاناة، والرسالة الإنسانية. وأكد أن الكلمات التي سيتلقاها الحضور اليوم هي بمثابة صوت الأطفال والنساء والرجال الذين يعيشون الحصار والمعاناة بشكل يومي.

شهادات حية من غزة: الواقع الإنساني والصمود

تحدث المخرج الصحفي محمد صواف عبر كلمة مسجلة من غزة، معبراً عن الواقع المرير الذي يعيشه الفلسطينيون تحت الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من عامين. وصف صواف كيف قطعت إسرائيل الإنترنت عن غزة، ما يجعل نقل الحقيقة تحدياً يومياً، وتحدث عن نقص المياه والغذاء والوقود، وعن ضرورة الاعتماد على الأخشاب للطهي والتدفئة نتيجة حرمان السكان من المواد الأساسية.



أوضح صواف حجم المعاناة اليومية، وذكر أن القصف الإسرائيلي أجبر آلاف العائلات على النزوح نحو الجنوب تحت ضغط القنابل والدبابات، وأن أكثر من 65 من أقاربه فقدوا حياتهم، بينهم صحفيون وصانعو أفلام. قال صواف إن كل يوم في غزة هو صراع للبقاء، وأنه من الواجب توثيق كل لحظة، لتصل القصة الفلسطينية للعالم، وأن الجمهور الكوري المستمع أعطاهم شعوراً بالقوة والدعم، كما لو كانوا يقفون معهم جسدياً وروحياً، ما جعلهم يواصلون نقل الحقيقة بلا توقف.

الصحفي محمد الخطيب، المصور المستقل، أضاف بعد ذلك شهادته عن استهداف الصحفيين في غزة، مؤكداً أن أكثر من 250 صحفيًا وصانع أفلام فقدوا حياتهم أثناء تغطيتهم الحرب الأخيرة. وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لإسكات كل من ينقل الحقيقة، لكن الصحفيين الفلسطينيين يواصلون العمل تحت القصف، بين الأنقاض والجرحى، لتأكيد أن صوت الفلسطينيين لن يُسكت. شدد الخطيب على مشاعر الغضب والحزن واليأس التي يعيشها الفلسطينيون، لكنه أكد أن تصفيق الحضور ودعمهم أعطى الصحفيين شعوراً بأنهم ليسوا وحدهم وأن رسالتهم تصل للعالم، مؤكداً أن التضامن الشعبي العالمي يمثل وقوداً معنويًا لبقاء الرواية الفلسطينية حية.

مداخلة المحامية فدوى البرغوثي

قدمت المحامية فدوى البرغوثي مداخلة مؤثرة سلطت الضوء خلالها على واقع الأسرى الفلسطينيين، مؤكدة وجود أكثر من 400 طفل محتجز في السجون الإسرائيلية، وأن آلاف الأطفال قُتلوا منذ اندلاع الحرب. شددت البرغوثي على أن الاعتراف الدولي بفلسطين وحده لا يكفي، وأن المجتمع الدولي يجب أن يتحمل مسؤولياته تجاه حماية حقوق الأسرى، وخصوصاً الأسرى في غزة الذين يحرمون من زيارة المحامين. أكدت أن التضامن الشعبي يمثل جزءاً أساسياً في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، وأن الصمود الفلسطيني مستمر رغم كافة الصعوبات.

ومن جهتها رحبت الكاتبة غادة كرمي بالمشتركين في المنتدى، مشددة على أن المرحلة الحالية تُعد مرحلة شديدة الحساسية بسبب أفعال الاحتلال الإسرائيلي المستمرة. وأكدت أن إسرائيل لن تتمكن من تحقيق أهدافها دون الدعم الخارجي، وأن اهتمام المجتمع الدولي واحتياجات شعوب العالم كان له دور كبير في دفع بعض الدول للاعتراف بفلسطين.

وأوضحت كرمي أن الدولة الفلسطينية المستقبلية يجب أن تقوم على أساس العدالة والمساواة، وأنها ينبغي أن تحل محل الهيكل الحالي الذي تسيطر عليه إسرائيل، والتي تمثل دولة فصل عنصري. وأضافت أن استمرار التضامن الشعبي والمبادرات الشعبية العالمية هو الركيزة الأساسية لضمان قيام دولة فلسطينية حقيقية، مؤكدة أن السياسيين الكبار يظنون أنهم قادرون على تنفيذ ما يريدون دون انتظار الدعم الشعبي، ولهذا يصبح صوت الجماهير والتضامن الشعبي أمراً جوهرياً وضرورياً.




الكلمة الختامية لطالبة فلسطينية في كوريا

اختتمت المنتدى الطالبة الفلسطينية المقيمة في كوريا، بكلمة عاطفية أضاءت القاعة بمشاعر التضامن والدعم، مؤكدة أن حضور الجمهور الكوري يمثل دعمًا معنويًا كبيرًا للفلسطينيين في الداخل، وأن كل تصفيق وكل ابتسامة من الحضور هو بمثابة رسالة أمل وقوة للبقاء على قيد الحياة ونقل الحقيقة.

قالت الطالبة:
"نجتمع اليوم لنقف معًا، متضامنين، متذكرين، ومعترفين بحق الفلسطينيين في العيش بكرامة. كل تصفيق، كل ابتسامة، وكل كلمة دعم منكم، هي رسالة أننا لسنا وحدنا، وأن صوتنا يصل ويؤثر. نحن نرفع شعلة التضامن، ليست لليوم فقط، بل لكل الفلسطينيين في غزة والضفة، لكل طفل ينتظر الحماية، ولكل أسير يحلم بالحرية."

الركن الثقافي وتفاعل الجمهور

على هامش المنتدى، أقيم ركن ثقافي شمل لوحات فنية لفنانة فلسطينية مقيمة في كوريا، ركن للتطريز الفلسطيني، عروض دبكة شعبية، وخريطة توضح التغيرات الجغرافية بفعل الاحتلال الإسرائيلي. كما أتاح رمز QR للحاضرين للاطلاع على مقالات وكتابات فلسطينية تعكس روح هشه المشاركات. كان التفاعل من الجمهور استثنائيًا أعطت المشاركين شعوراً بالقوة والأمل في مواصلة نقل الحقيقة.

ختام المنتدى وهتافات التضامن

اختتم المنتدى بهتافات جماعية صاخبة:
"تحيا فلسطين... تحيا فلسطين"، لتأكيد وحدة المشاركين ودعمهم المستمر للقضية الفلسطينية. هذه اللحظة كانت انعكاساً حياً لوحدة المجتمع، ولإيمانه بأن التضامن الشعبي هو الركيزة الأساسية لمواجهة الاحتلال ومحاولات الطمس.

لقد جسّد المنتدى في كل لحظة أن الصمود الفلسطيني ليس شعارًا، بل حياة يومية، نضالاً مستمراً، ورسالة للعالم بأسره بأن الفلسطينيين لن يُسكتوا صوتهم مهما كانت الظروف.

MENAFN27092025000205011050ID1110118536

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.