حين يتحول الدعم إلى فرصة.. قصص نجاح أردنية نحو تمكين اقتصادي

(MENAFN- Jordan News Agency)

عمان 26 أيلول (بترا)- هبة رمضان - في الوقت الذي يشكل فيه الدعم النقدي المقدم من صندوق المعونة الوطنية لشبكة الأمان الاجتماعي، يختار بعض الأفراد والأسر أن يحولوا هذا الدعم إلى قصص نجاح تثبت أن المساعدة قد تكون مجرد بداية لطريق أطول نحو الإنتاجية والاستقلالية.
وكالة الأنباء الأردنية (بترا) بحثت عن نماذج لتسليط الضوء على تجارب بدأت بخطوات صغيرة، مرت بتنمية المهارات والتدريب والتأهيل، وانتهت بفرص عمل حقيقية، ليصبح مفهوم الحماية الاجتماعية أكثر من مجرد دعم مالي مؤقت ويغدو أداة لبناء قدرات مستدامة تسهم في تحسين سبل العيش وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
ومن بين هذه النماذج، قصة الشابة مرام التي تحدثت لـ (بترا) عن انتقالها من متلقية للدعم الشهري إلى موظفة مستقلة ماديا، وما أحدثه هذا التمكين من أثر في حياتها وأسرتها.
مرام، الابنة الكبرى لعائلة منتفعة من صندوق المعونة الوطنية، ذكرت أنها تمكنت بفضل منحة دراسية رشحها لها الصندوق من استكمال دراستها، مؤكدة أنه لولا هذه المنحة لما وصلت إلى هذه المرحلة التعليمية، حيث أنها حصلت بعد ذلك على وظيفة حكومية ضمن الحالات الإنسانية بصفتها معيلة لأسرتها وابنة أحد منتفعي المعونة، وأن هذه الفرصة كانت سببا في تحقيق استقلالها المادي.
وأشارت مرام إلى أنها كانت تطمح منذ البداية أن تبدأ قصة نجاحها رغم ما واجهته من تحديات مالية وظروف صعبة، واستطاعت بدعم الصندوق أن تتحول إلى مستقلة اقتصاديا ومنتجة في المجتمع، مبينة أن هذا التمكين لم يغير حياتها فقط، بل انعكس إيجابا على أسرتها التي باتت أكثر استقرارا بعد تحسن أوضاعها المعيشية.
ووجهت مرام رسالة لجميع القادرين على العمل للاستفادة من برامج التدريب والتأهيل التي يقدمها الصندوق وعدم الاكتفاء بالدعم النقدي، قائلة: "العمل يمنح شعورا بالإنجاز والاستقلالية لا يعادله أي معونة".
ومن بين هذه النماذج أيضا، قصة الشابة أمل التي وجدت في الصندوق نافذة أمل حقيقية لها ولأسرتها المكونة من أربعة أطفال بعد أن أقعد المرض زوجها عن العمل، لتصبح هي المعيلة الوحيدة للأسرة.
تقول أمل، إنها التحقت بدورة تدريبية في مركز تصميم الألبسة وخدمات التدريب بترشيح ودعم من الصندوق، كما حصلت على بدل مواصلات طوال فترة التدريب وتعلمت فنون الخياطة والعمل على "ماكنة" الخياطة حتى نالت شهادة مهنية فتحت أمامها أبواب العمل، موضحة أن المركز بعد تخرجها رشحها للعمل في أحد مصانع الألبسة، وتمكنت من دخول سوق العمل لتتحول من متلقية للدعم إلى امرأة منتجة ومستقلة اقتصاديا.
وأشارت إلى أن الصندوق منحها فترة سماح لعام كامل وهي تعمل وأعاد تقييم وضعها المعيشي قبل تخريجها لتستطيع التكيف والاستمرار بثقة والتسجيل في الضمان الاجتماعي، وأن فرحة العمل والشعور بالاستقلال المادي لا يقارن بأي شيء، داعية كل الشباب والشابات ألا يترددوا في تطوير مهاراتهم.
وعلى خطى هذه النجاحات تسير الشابة إيمان التي وجدت نفسها في مقتبل العمر معيلة وحيدة لأسرتها المكونة من ثلاثة أطفال بعد انفصالها عن زوجها وتعتمد على الدعم الموحد الذي يقدمه صندوق المعونة الوطنية، ورغم شغفها القديم بتعلم التطريز حالت ظروفها الصعبة وارتفاع تكاليف الدورات والمواصلات دون تحقيق هذا الحلم.
وذكرت في حديثها لـ (بترا) أن الفرصة تحققت حين سمعت عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن دورة مدعومة في مركز الألبسة يوفرها الصندوق للمنتفعين مع بدل للمواصلات في المركز ، قائلة: "قمت بالتسجيل والتحقت بالدورة ثم تخرجت وحصلت على شهادة مهنية في التطريز عبر الآلات، مما مهد لي الطريق للحصول على عمل في أحد المصانع بالعاصمة عمان".
ووصفت إيمان شعورها بالسعادة والاستقلالية بعد حصولها على الوظيفة، مؤكدة أن التجربة انعكست إيجابا على نفسيتها، وأصبحت مصدر فخر لعائلتها وأقاربها بعدما انتقلت من دائرة العوز إلى الإنتاج.
وقالت، إنها تسعى إلى تطوير نفسها من خلال الالتحاق بدورات إضافية، مشجعة الفتيات على كسر ثقافة العيب في بعض القرى تجاه العمل في المصانع، معتبرة أن التدريب المهني يرفد سوق العمل بكفاءات مؤهلة تسهم في دعم الاقتصاد الوطني.
من جهته، أكد الناطق الاعلامي باسم صندوق المعونة الوطنية محمود أبو حشيش في تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن الصندوق يحرص على ألا يقتصر دوره على تقديم الدعم النقدي فقط، بل يمتد إلى تمكين الأسر اقتصاديا واجتماعيا من خلال برامج متعددة تشمل التدريب المهني، ويغطي الكلف المالية للدورات وبدل للمواصلات، ويمنح فترة سماح للعاملين لمدة عام، وعامين للمشاريع الإنتاجية.
كما ذكر، أن الصندوق يعمل على تشجيع وإطلاق المشاريع الصغيرة، بالإضافة الى برنامج "كاش بلس" الذي يتيح للأفراد الاعتماد على أنفسهم وبناء رأس المال البشري، بما يسهم في تحسين جودة حياتهم وتحقيق الاستقلالية، موضحا أن الصندوق يعمل بشكل مستمر على تمكين الأسر وتدريبهم على المهارات اللازمة للاندماج في سوق العمل، مع متابعة وضع الأسرة بعد التحاقها بسوق العمل أو المشاريع المدرة للدخل، واستمرار تقديم الدعم في حال لم تتحسن حالتهم الاقتصادية.
قصص النجاح لا تقتصر على هؤلاء الشابات فحسب، بل تمتد لمئات الشابات والشباب الأردنيين الذين تمكنوا عبر برامج الصندوق المختلفة، من الانتقال من الاعتماد على الدعم إلى مسار التمكين الاقتصادي، ليصبحوا أفرادا منتجين ويسهمون في تنمية مجتمعهم، ما يعكس أثر السياسات الاجتماعية الهادفة إلى تحويل الدعم إلى فرصة حقيقية لبناء مستقبل مستدام.
وتؤكد هذه النماذج أن الإرادة، حين تلتقي ببرامج الدعم والتمكين، قادرة على تحويل الاعتماد إلى استقلالية، وتحويل الدعم إلى إنتاج يسهم في بناء مجتمع أقوى وأكثر استقرارا، لتبقى قصص هؤلاء الأفراد شهادة حية على قدرة السياسات الاجتماعية على إحداث تغيير حقيقي في حياة الأسر.
--(بترا)
ه ر/م ق/أس
26/09/2025 13:00:45

MENAFN26092025000117011021ID1110115124

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.