
محمد بن راشد.. إرث الحكمة
هذا الكتاب، الذي لم أقتنه بعد! أعاد إلي ذلك الحنين الذي افتقدته طويلاً، ذلك الشعور الذي ينتابك عندما تعلم أن ما ستقرأه لن يمرّ مرور الكرام، بل سيترك في روحك أثراً عميقاً، وربما يغيّر فيك شيئاً كبيراً.
وبينما أعيش هذه الحالة العاطفية الممزوجة بانتظار صدور الكتاب في المكتبات، وجدت ذاكرتي تستحضر ماركوس أوريليوس، الإمبراطور الروماني، الذي كتب مذكراته ((تأملات))، لتتحول بعد قرون مرجعاً في الحكمة والقيادة.
واليوم، أمامنا تجربة مشابهة، لكن بروح عربية أصيلة ومعاصرة: قائد يضع حصيلة 60 عاماً من الحكم والعمل العام، ليحوّلها إلى مدرسة عالمية مفتوحة أمام الجميع.
وفي زمن يعاني فيه العالم بأسره من أزمة قيادة، وسط صراعات لا تنتهي، وانقسامات مؤلمة، وغياب للرؤى بعيدة المدى. وككاتب صحافي مهموم بواقعنا العربي.. كثيراً ما أشعر أن عالمنا يفتقد أحياناً إلى القدوات الملهمة، ويفرغ شيئاً فشيئاً من القيادات والنخب السياسية والفكرية والثقافية. وأمام هذا الواقع، يطلّ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بكتابه، ليضع أمام القادة وصنّاع القرار ــ هنا وفي كل مكان من العالم ــ دليلاً عملياً في سياسة الناس، وسياسة الحكم، وسياسة الحياة.
إنها خلاصة ستة عقود مليئة بالتجربة والاختبار والنجاح والتحديات، تجربة قائد حوّل مدينة صحراوية إلى عاصمة عالمية، ودولة صغيرة، إلى نموذج يحتذى به في التنمية والابتكار. لم يكن ذلك بالصدفة ولا بالثروة، بل بفكر متجدد، وعمل متواصل، وإيمان راسخ بأن العدل والحكمة والمعرفة والإرادة، أعظم إرث يمكن أن يُترك للأوطان والشعوب.
وهنا، أستحضر وصية الفاروق عمر بن الخطاب لولاته: ((أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة هو العدل)). والعدل هنا لم يكن مجرد قيمة أخلاقية، بل أساس الحكم الرشيد، ومفتاح نهضة الأمم. واليوم، نجد في كتاب صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إرثاً مشابهاً للأجيال، لكنه بصياغة معاصرة، وروح تناسب زمننا، إرث الحكمة والمعرفة والرحمة، لا المال ولا العمران.
ومن هذا المنطلق، يتجاوز كتاب ((علمتني الحياة))، حدود كونه سيرة شخصية أو تأملات فردية، ليصبح في جوهره ((مدرسة قيادية عالمية))، تتخطى الزمان والمكان، وتفتح أبوابها لكل من يريد أن يتعلم: كيف تُبنى الأمم؟ وكيف تتحول الأحلام إلى واقع ملموس؟.
لقد كتب صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تجربته، لا لنفسه وحده، بل لأبنائه، ولشعبه، وللعالم بأسره. ووضع بين أيدينا تجربة استثنائية، مليئة بالدروس والعبر، تستحق أن تُقرأ، وأن تُدرس، وأن تُستلهم في كل مكان.
واليوم، كل قارئ، وكل قائد، وكل شاب طامح، أمام فرصة نادرة، أن يتتلمذ على يد مدرسة حيّة في القيادة، اسمها محمد بن راشد.. فالكتاب ليس مجرد خلاصة فكر ورؤية لدولة الإمارات وحدها، بل هدية للإنسانية جمعاء، ودعوة مفتوحة لأن نصبح جميعاً جزءاً من هذه المدرسة، مؤمنين أن الحكمة والمعرفة هما الطريق الأصدق لبناء مستقبل يليق بأحلام الشعوب.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
الأردن يرحب باعتراف البرتغال بدولة فلسطينية...
2.58 مليون اشتراك كهرباء في الأردن...
نحل السيلوفان يقاوم البرد القارس...
تحوّل في موقف شركات الإعلان الكبرى من الالتزام بقضايا المناخ...
مقتل 3 شرطيين وإصابة اثنين خلال إطلاق نار في ولاية بنسلفانيا الأمير...
2 مليون عامل مطلوبين فى اليونان...