تحوّل في موقف شركات الإعلان الكبرى من الالتزام بقضايا المناخ

(MENAFN- Al-Bayan) كينزا برايان

يشهد خطاب أكبر وكالات الإعلان في العالم بشأن قضايا المناخ تغيرات واضحة في ظل صراع الصناعة مع الذكاء الاصطناعي، وتزايد حاجتها إلى الحفاظ على عقود مربحة حتى مع أكثر العملاء تسبباً في التلوث.

ويعد قطاع الإعلان أحدث القطاعات التي باتت تحذو حذو البنوك ومديري الأصول ومجموعة من الشركات الأمريكية في إعادة الترحيب بعملاء الوقود الأحفوري، وذلك في انعكاس مباشر للتحول السياسي الذي أخذ يسود بقوة عقب انتخاب الرئيس دونالد ترامب.

ويعتبر القطاع ((الشركات القابضة الست الكبرى))، وهي أومنيكوم، وإنتربابليك، وببليسيز، ودنتسو، ودبليو بي بي، وهافاس، هي العقول المبدعة وراء الطريقة التي ينظر بها المستهلكون وصانعو السياسات إلى كبار الملوثين. وقد أعادت إنتربابليك صياغة سياساتها وعملت على حملات تسويقية مع عملاء مثل أرامكو السعودية، أكبر شركة نفط في العالم، بالإضافة إلى إكسون موبيل وقطر للطاقة العام الماضي، وفقاً لما ذكرته صحيفة فاينانشال تايمز.

وحذفت مجموعة ((آد نت زيرو))، المجموعة الرائدة في قطاع الطاقة، أخيراً من موقعها الإلكتروني دعوة لمعالجة ((حالة الطوارئ المناخية)) و((بناء مستقبل أكثر استدامة)). وفي مايو، حذفت أيضاً الإشارة إلى ((نمو أفضل للناس والكوكب والربح)). وأفادت ((آد نت زيرو)) أن ((لغتها قد تطورت لتعكس الفرصة لمشاركة أوسع من أكبر عدد ممكن من المؤسسات)).

كذلك، فقد ارتفع عدد العقود بين شركات الوقود الأحفوري ووكالات الإعلان أو العلاقات العامة التابعة لها في العام الماضي، وذلك استناداً إلى التقديرات الأولية لمجموعة ((كلين كرييتفز))، وهي مجموعة متخصصة في حملات المناخ، وتقول إن لديها أكثر من 1000 عضو من القطاع.

وركزت حملات تسويق الطاقة أخيراً على أمن الطاقة الذي يوفره النفط والغاز، جنباً إلى جنب مع خطط التحول الأخضر. وباتت المواد الترويجية لشركة إكسون تقول الآن إن منتجاتها ((تساهم في تمكين الحياة العصرية)).

وتضع إعلانات شركة شيفرون صوراً لمنصات النفط مع عبارة ((مميزات الطاقة الأمريكية)). كما تركز حملة الشركة على أنها توفر طاقة ((حيوية)) على شكل غاز طبيعي للمملكة المتحدة. وقال دنكان مايزل، المدير التنفيذي لشركة ((كلين كرييتفز)): ((إن شركات الطاقة الكبرى وشركائها الإبداعيين عادوا يتبنون الوقود الأحفوري بوضوح أكبر، في إطار استراتيجية استغلالية)). وأضاف: ((يتجه الإنفاق التسويقي نحو جعل الوقود الأحفوري يبدو ضرورياً وحتمياً)).

وبعد انتخاب الرئيس ترامب بفترة وجيزة، صرح روري ساذرلاند، نائب رئيس شركة أوجيلفي المملكة المتحدة التابعة لشركة ((دبليو بي بي))، في بودكاست عن الطاقة النظيفة، أن المحاولات العالمية لخفض الانبعاثات قد تكون ((مضللة))، وأن الغاز ((ربما يكون ضرورياً)) لأسباب تتعلق بأمن الطاقة.

ومن الواضح أن مثل هذه الرسالة تعكس تصريحات وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت، الذي ضغط على الاتحاد الأوروبي خلال مفاوضات التجارة لشراء المزيد من الغاز الأمريكي. ويقوم نهج صناعة الإعلانات تجاه تغير المناخ الآن على ((أن العالم يحترق من حولنا بينما نشرب كوباً من العصير لمجرد أن ((منزلنا لم يحترق بعد))))، وفقاً لما نشره أحد كتاب الإعلانات في شركة ((إنتربابليك)) على ((لينكدإن)).

ويقول عاملون في القطاع إنه في حين لا تزال الوكالات تدرك الحاجة إلى جذب المواهب الإبداعية الشابة، فإن تخفيضات الوظائف على مستوى الصناعة تقلص كثيراً من قدرة الموظفين الحاليين على التفاوض لإنهاء العلاقات مع العملاء الأكثر تسبباً في التلوث. وقال أحد الموظفين بشركة ((أومنيكوم)): إن مجموعة عمل داخلية معنية بالاستدامة باتت تلتزم الصمت أخيراً. وقال: ((يعاني قطاع الإعلان الآن بشدة، لذا لا بد من النظر في جميع الأعمال التجارية المتاحة)).

وتشير تقارير إلى أن ((أومنيكوم)) بصدد الاستحواذ على شركة ((إنتربابليك)) التي أشار أحد الموظفين فيها إلى أن بعض ((موظفي الاستدامة بالشركة إما فصلوا عن العمل أو تركوا العمل دون أن يحل محلهم آخرون)). وغادر عدد من مسؤولي الاستدامة من الدرجات المتوسطة من مختلف شركات ((إنتربابليك)) العمل، وفقاً لملفاتهم الشخصية على ((لينكدإن)). وأضاف الموظف: ((لا أحد يراقب الآن العمل الذي يتم إنجازه)).

ومن الواضح أن تكاليف السمعة المترتبة على العمل مع شركات الوقود الأحفوري أصبحت منخفضة نسبياً في الوقت الحالي. بل، فقد تم منح شركة ((ايدلمان))، التي تتولى نشاط العلاقات العامة لشركة شل، عقداً لتمثيل الجهة التي تقف وراء تنظيم مؤتمر الأطراف ((كوب 30))، الذي يعد المحفل الرئيسي لمفاوضات المناخ في العالم.

وتحاول جماعات الضغط إقناع وكالات الإعلان بأن المخاطر على صورتها العامة قد تزداد في المستقبل، حيث تدرس دول، بما في ذلك إسبانيا، فرض حظر على إعلانات الوقود الأحفوري، ليضاف إلى الحظر الذي يشمل بالفعل أشكالاً معينة من الإعلانات في المدن الأوروبية، بما في ذلك لاهاي وإدنبرة.

وأشارت شركة هافاس في نشرة طرحها العام الأولي أواخر العام الماضي إلى أن أي دعاية سلبية بشأن تغير المناخ ((قد تضر بسمعة المجموعة وقدرتها على الاحتفاظ بالمواهب وجذبها)). وفقد عدد من الوكالات التابعة لمجموعة هافاس العام الماضي تصنيف ((بي))– والذي يشير إلى معايير عالية للأداء الاجتماعي والبيئي والشفافية والمساءلة - بعد أن صرحت هيئة الاعتماد ((بي لاب)) بأن المجموعة انتهكت ((القيم الأساسية للشهادة من خلال العمل مع شركة شل)).

MENAFN21092025000110011019ID1110091203

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.