
الشيخ د. عبداللطيف المحمود.. سلامات
ما زلت أذكر خطبه في صلاة يوم الجمعة.. لم يكن يتحدث في الشأن الفقهي البحت، كما يفعل غيره.. ولكنه كان يركز على تناول القضايا والمستجدات وفق رؤية فقهية معاصرة، ومنهجية وطنية رفيعة.
ما زلت أذكر ويذكر شعب البحرين، الموقف الوطني الثابت، حينما مر الوطن بتلك الأيام العصيبة، فيما يسمى بالربيع العربي، وكيف وقف الشيخ د. عبداللطيف المحمود كالجبل الشامخ والطود المتين، يقود الجماهير في تجمع الفاتح من أجل الدفاع عن الوطن، والتمسك بالوحدة الوطنية، وبمشاركة كافة مكونات المجتمع البحريني.
وكان دائما ما يشرفني باتصاله الكريم، لنقل ملاحظة ما، أو كتابة موضوع عن قضية مجتمعية في مقالاتي، وأنه يحرص يوميا على قراءة جريدة «أخبار الخليج»، وخاصة قراءة مقالات الرأي للأستاذ «أنور عبدالرحمن» رئيس التحرير، والأستاذ «سيد زهرة» مدير التحرير.. ولطالما حرص على كتابة مقالاته وتعليقه على قضية معينة في «أخبار الخليج» تحديدا، لثقته بها، وإعجابه بخطها المهني، ونهجها الصحفي الوطني.
ذات يوم من أيام شهر رمضان الكريم.. ذهبت إليه بمكتبه بالمنامة، لأعرض عليه مساعدة إحدى الأسر البحرينية، التي تمر بظروف إنسانية.. ووعدني خيرا.. ومضى شهر رمضان وأوشك العيد أن يطل.. فاعتقدت أنه نسى أو انشغل.. ولكن في ليلة العيد تلقيت منه اتصالا هاتفيا منه، يعتذر عن التأخير، ويطمئن على حال وأوضاع تلك الأسرة وظروفها، وقدم المساعدة الكريمة التي أوصلتها الى الأسرة البحرينية، وكانت فرحتها لا توصف ودعاؤها له لا ينقطع.
وبالأمس تلقيت اتصالا من تلك الأسرة البحرينية، تسألني عن الحالة الصحية للشيخ، بعدما تواردت الأنباء عن خضوعه لعملية جراحية، فأبلغتهم أنه بحالة صحية جيدة، ويخضع للإشراف الطبي، ويتماثل بالشفاء، وقد اقتصرت الزيارة له على أسرته.. فأوصتني تلك الأسرة البحرينية بأن أنقل الى الشيخ تحياتهم وتمنياتهم بالشفاء والدعاء له.
للشيخ الدكتور عبداللطيف المحمود مكانة كبيرة في نفوس أهل البحرين، قيادة وشعبا.. ويحظى باحترام وتقدير الجميع.. وله مكانة مرموقة محليا وخارجيا.. إنه يوصف من كبار العلماء في عالمنا المعاصر.. وصاحب إسهامات عظيمة في مجال الفقه الإسلامي، خاصة المجال المالي والمصرفي، ونشاطه بارز في العمل الخيري والدعوي والإنساني.
نعلم أن الشيخ د. عبداللطيف المحمود يجد راحته في خدمة الوطن والناس.. لا يكل ولا يمل.. هو نموذج لرجل الدين المنفتح.. وتحمل الكثير من الأمور.. والظروف الصحية التي ألمت به، بينت حب الجميع له.. لقد زرع الحب فحصد الحب.. وتلك نعمة كبيرة لا ينالها إلا ذو حظ عظيم.
خالص الدعاء بالشفاء العاجل، وموفور الصحة والسلامة، للشيخ الدكتور عبداللطيف المحمود، ليعود إلى أسرته ومنبره وعمله.. فالوطن بحاجة إليه وأمثاله.

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
شباب الأهلي يهزم النصر في الوقت القاتل.. والعين يتصدر بالثلاثة وكلباء...
الأسواق السعودية والعالمية بين ضغوط الفائدة والنمو...
رويترز: اليابان لن تعترف بدولة فلسطينية في الوقت الراهن...
ترامب: روسيا وأوكرانيا غير مستعدتين بعد للسلام...