
مختصون: الاهتمام بـتكنولوجيا المستقبل يدعم النهضة الإقتصادية والاجتماعية في الأردن
عمان 20 أيلول (بترا)-غادة حماد- أكد مختصون في تكنولوجيا المعلومات، أن الاهتمام الاستراتيجي بقطاع تكنولوجيا المستقبل يعكس أن هذا القطاع يعد محركا أساسيا للنهضة الإقتصادية والاجتماعية في الأردن.
وقالوا في حديث لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن العالم يعيش اليوم ثورة تكنولوجية غير مسبوقة، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وإنترنت الأشياء والطاقة الذكية عناوين بارزة لصناعة المستقبل.
ولفتوا الى ان اهتمام سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، بتكنولوجيا المستقبل يعد محفزا أستراتيجيا وداعما مباشرا لتسريع عملية التحول بما يمنحها زخما رفيع المستوى.
وكان سموه قد أشار خلال لقاءات مع أعضاء في الكونغرس الأميركي بواشنطن أخيرا، إلى مشاريع المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل التي تتمثل في استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم والصحة الرقمية وتطوير البنية التحتية الرقمية.
وقال الرئيس التنفيذي لجمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات "إنتاج"، المهندس نضال البيطار، إن تشكيل المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل بتكليف ملكي يعد خطوة نوعية لتنفيذ مشاريع استراتيجية تخدم الاقتصاد الوطني، حيث يضم خبراء من القطاعين العام والخاص ويضع خططا قابلة للقياس والتنفيذ.
وأضاف، إن سموه يتابع بشكل مباشر تقدم المشاريع التي يعمل عليها المجلس، مثل مشروع التوقيع الرقمي وتوسيع الخدمات الحكومية الإلكترونية عبر تطبيق "سند"، إضافة إلى البحث في استخدام التكنولوجيا لحلول عملية كمعالجة الازدحام المروري.
وأكد البيطار أن الأردن يمتلك مقومات تؤهله للاستفادة من تكنولوجيا المستقبل، إذ يعد قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأسرع نموا في الاقتصاد الأردني، حيث يمكن للتكنولوجيا أن تدعم الشركات الناشئة وتستقطب الاستثمارات الأجنبية وتطور البنية التحتية الرقمية مثل مراكز البيانات الضخمة.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة لتطوير التعليم من خلال تخصيص تجربة التعلم لكل طالب وتحليل أدائه، وهو ما بدأت بعض الجامعات الأردنية بتبنيه عبر تعليمات تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم والبحث العلمي.
وأشار إلى أن قطاع الصحة يشهد بدوره مشاريع واعدة، منها التحول الرقمي في المستشفيات وإنشاء مستشفى افتراضي، إلى جانب تطوير البنية الرقمية الوطنية التي تشمل الهوية الرقمية والأمن السيبراني وأنظمة الدفع الإلكتروني لتقديم خدمات حكومية أكثر ذكاء وأمانا.
واعتبر أن قطاعات حيوية أخرى مثل الزراعة والطاقة والمياه ستستفيد بدورها من الذكاء الاصطناعي لتعزيز الإنتاج وترشيد الاستهلاك.
من جهته، قال المختص في علوم الحاسوب وأمن الشبكات في جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، الدكتور محمد الكساسبة، إن الاهتمام بتكنولوجيا المستقبل يعد مشروعا وطنيا متكاملا يهدف إلى جعل الأردن لاعبا رئيسيا في المشهد التكنولوجي على الصعيدين الإقليمي والدولي، فالتقنيات الحديثة لا تقتصر على كونها أدوات لتحسين الخدمات أو تسهيل الحياة اليومية بل تمثل رافعة أساسية لخلق فرص عمل نوعية وتعزز الاقتصاد وتساعد على بناء بيئة تعليمية وصناعية أكثر تطورا.
وبين أن الاستثمار في التكنولوجيا يفتح آفاقا واسعة أمام الأردن للدخول في مجالات جديدة مثل المدن الذكية والطب الرقمي والزراعة الذكية، ما يجعل المواطن الأردني المستفيد الأول من هذا التحول، كما أن التكنولوجيا أصبحت اليوم جزءا لا يتجزأ من منظومة الأمن الشامل.
وأكد الكساسبة أن مسؤولية الجامعات ومراكز البحث العلمي، بالإضافة إلى الشباب الأردني، تتضاعف في ظل هذا الدعم والرؤية الملكية، فالتحدي لم يعد في إدراك أهمية التكنولوجيا، بل في كيفية توظيفها وتحويلها إلى ابتكارات وحلول عملية تخدم المجتمع والدولة، لافتا الى دور الكفاءات الوطنية في استثمار الفرص المتاحة وإنتاج معرفة أصيلة وإطلاق المشاريع الريادية القادرة على المنافسة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
بدوره، قال المستشار في قضايا حوكمة وتنظيم التحول الرقمي وقوانين المنافسة والتجارة الإلكترونية، الدكتور حمزة العكاليك، إن اهتمام سمو ولي العهد يتجسد في توجيهات عملية محددة مثل إيجاد حلول تكنولوجية لأزمة الازدحام المروري وتسريع إنجاز التوقيع الرقمي، حيث تعكس هذه التوجيهات فهما عميقا للتحديات اليومية التي يواجها المواطن، وتؤكد أن الرؤية تشمل حلولا تطبيقية مباشرة للخطط العامة.
وأوضح أن الجوانب التي تميز اهتمام سموه تكمن في تركيزه على النتائج الملموسة، وإدراكه لأهمية التنسيق الفعال بين القطاعين العام والخاص، إضافة إلى الاستعانة بالخبرات الأردنية في الداخل والخارج، كما أن حضور سموه القمة الأولى للأمن السيبراني يؤكد أن الرؤية تمتد إلى حماية الفضاء الرقمي وهو شرط أساسي لا غنى عنه لجذب الاستثمارات.
وقال العكاليك، إن الأردن حقق إنجازات مهمة في مسيرته الرقمية، ما يوفر أساسا متينا يمكن البناء عليه، مثل الاستراتيجية الأردنية للذكاء الاصطناعي 2023-2027، والاهتمام المتزايد بالقطاع الصحي من خلال إطلاق استراتيجية وطنية للصحة الرقمية للفترة 2024-2030، التي تستفيد من نظم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين جودة الرعاية الصحية.
وتابع، تعد البنية التحتية الرقمية الأساس المتين لأي تحول شامل، حيث تؤكد استراتيجية التحول الرقمي 2026-2028 هذا الجانب من خلال هدفها في تطوير بنية تحتية متقدمة ومرنة، ويعتبر الإطار القانوني بمثابة سكة الحديد التي يسير عليها قطار التنمية والاستثمار، وقد خطا الأردن خطوات مهمة في هذا الاتجاه بإقرار قانون حماية البيانات الشخصية لعام 2021، الذي أنشأ مجلسا ووحدة تنظيمية مختصة بحماية البيانات.
وأشار إلى أن "السكة الحديد التشريعية" التي تحدث عنها سمو ولي العهد تمثل الشرط الأساسي لضمان سير قطار التنمية دون عوائق، بينما يشكل الأمن السيبراني الحصن الذي يحمي هذا القطار من التهديدات المتزايدة.
وقال العكاليك، إن الالتزام بالرؤية الملكية، وتفعيل الشراكات الفاعلة بين القطاعين العام والخاص وتطوير أطر تشريعية وسياسات محفزة، يمكن الأردن من ترجمة هذه الطموحات إلى واقع ملموس، ليصبح منصة انطلاق عالمي لتكنولوجيا المستقبل.
--(بترا)
غ ح/ أ أ
20/09/2025 10:10:01

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
كسوف الشمس.. كيف تعرف ناسا الزمان والمكان بدقة مذهلة؟...
غوتيريش: على العالم ألا يخشى ردود فعل إسرائيل على الاعتراف بالدولة ...
غداً.. كسوف جزئي للشمس يشاهده 17 مليون شخص...
ترامب: مؤتمر الجمهوريين قبل التجديد النصفي سيكون ممتعاً ومثمراً للغاي...
بعد اجتياح غزة.. حماس تنشر (صورة وداعية) للرهائن الإسرائيليين - صور...
"استراحة معرفة" تواصل إثراء المشهد الفكري المحلي والعربي...