ذهب السودان وقود الحرب وأداة نفوذ إقليمي - جريدة الوطن السعودية

(MENAFN- Al Watan) في الوقت الذي يعمل فيه مليون سوداني في التعدين التقليدي للذهب في 12 ولاية سودانية، تحوّل الذهب السوداني منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 من مورد اقتصادي محلي إلى أداة إستراتيجية تموّل النزاعات وتغذّي مصالح إقليمية معقدةً.
تشير بيانات تقرير حديث صادر عن المعهد الملكي للشؤون الدولية "تشاتام هاوس" إلى أن الصراع على الذهب يربط بين أطراف عسكرية سودانية ودول مجاورة تسعى لتعزيز نفوذها، مما يحوّل المعدن النفيس إلى محور تنافس داخلي وخارجي له انعكاسات اقتصادية وسياسية تتجاوز حدود السودان.
صراع المناجم
تتنازع القوات المسلحة السودانية (SAF) وقوات الدعم السريع (RSF) على مناطق الإنتاج، التي أصبحت شرياناً مالياً رئيساً لتمويل العمليات العسكرية.
في 2024، بلغ الإنتاج الرسمي للذهب نحو 64.36 طنّاً، كان 83% منها من التعدين التقليدي، و9% صناعي، و7% من معالجة المخلفات.
وتمكّنت السلطات من تصدير 27.96 طنّاً رسمياً، بقيمة 1.6 مليار دولار.
ويؤكد تقرير المعهد الملكي للشؤون الدولية أن الأرقام الرسمية تخفي جانباً أكبر: جزء كبير من الذهب يُهرّب من مناطق سيطرة الدعم السريع عبر الحدود مع مصر وليبيا وتشاد. يُقدّر أن نحو 60% من إنتاج ولايات نهر النيل والشمالية والبحر الأحمر يُهرّب يومياً، أي ما يعادل أكثر من 60 طنّاً منذ بداية الحرب.
مسارات التصدير
يوضح التقرير أنه في عام 2024 شكّل الذهب نحو 91% من صادرات السودان بقيمة تجاوزت 1.52 مليار دولار.
تسعى الحكومة السودانية أيضاً إلى توجيه الذهب نحو مصر للاستفادة من فارق الأسعار، إذ بلغ سعر جرام الذهب عيار 21 في مصر نحو 85 دولاراً مقابل 55 – 60 دولاراً في السودان، مما يزيد الأرباح بنسبة تصل إلى 80%.
تهريب الذهب وتهريب البشر
بين التقرير أن تهريب الذهب السوداني امتد إلى جميع دول الجوار مثل ليبيا ومصر وتشاد وجنوب السودان وأوغندا. ففي ليبيا يُستخدم في تمويل شبكات تهريب الوقود والأسلحة، وإلى جنوب السودان ومنها إلى أوغندا لأسواق دولية. كما أصبح الذهب وسيلة دفع ضمن شبكات تهريب البشر، إذ يُطلب من اللاجئين دفع تكاليف عبورهم إلى مصر بالذهب في ظل انهيار النظام المصرفي الرسمي.
جهود سعودية
ذكر التقرير أنه في الوقت الذي تلعب فيه السعودية ومعها عدة دول جهوداً جبارة في إنهاء الصراع في السودان، وبحيادية، وتقوم السعودية بدور الوساطة لضبط استقرار البحر الأحمر. تتنافس دول إقليمية على النفوذ في السودان عبر السيطرة على سلاسل توريد الذهب.
تسوية سياسية
يشدّد التقرير على أن أي تسوية سياسية في السودان يجب أن تشمل تنظيم تجارة الذهب وفق معايير دولية مثل CRAFT وOECD، وتشجيع الدول الإقليمية على تعزيز الشفافية بما يشمل تدقيق المصافي وتقييد التجارة بالذهب المستخرج من مناطق النزاع.
كما يوصي بتشكيل تحالف دولي يضم دولا إقليمية ودولية للضغط على الأطراف الأخرى لوقف دعمها العسكري والاقتصادي للأطراف المتحاربة.
وقود الحرب
من بيانات التقرير نستخلص أن الذهب في السودان لم يعد مجرد سلعة اقتصادية، بل تحوّل إلى وقود حرب وعملة تهريب وأداة نفوذ إقليمي. وإذا لم يُعالج الملف ضمن رؤية شاملة، سيظل الذهب يغذّي صراعاً طويل الأمد، تتجاوز آثاره حدود السودان إلى الإقليم بأكمله.
إنتاج السودان للذهب 2024
الإجمالي: 64.36 طنّاً
تقليدي: 53.71 طنّاً (83٪)
صناعي: 5.70 أطنان (9٪)
مخلفات: 4.95 أطنان (7٪)
تأثير الحرب:
إنتاج الأشهر الأولى:
2 طن
إنتاج نهاية 2023:
23.2 طنا
صادرات رسمية 2024:
27.96 طنّاً (1.6 مليار دولار)
التهريب:
يوميّاً: 100 كجم
إجمالي منذ الحرب:
أكثر من 60 طنّاً
نسبة التهريب من بعض الولايات: 60%
أرباح المهربين:
60–80 %

MENAFN19092025000089011017ID1110083634

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.