ثمن المزاح.. إيقاف جيمي كيميل يثير جدلاً حول حرية التعبير

(MENAFN- Al-Bayan) اتهم النقاد شبكة "إيه بي سي" (ABC) بالخضوع لضغوط الرئيس دونالد ترامب، وذلك بعد قرارها المفاجئ بإيقاف برنامج جيمي كيميل عقب تعليقاته حول المشتبه به في قضية مقتل تشارلي كيرك.

أفادت الممثلة الكوميدية واندا سايكس، عبر حسابها على إنستغرام، أنها كانت تستعد للتوجه إلى استوديو التصوير وهي بكامل زينتها لمحادثة صديقها جيمي كيميل، عندما قامت شبكة "إيه بي سي"، المملوكة لشركة ديزني، بسحب برنامجه من العرض بشكل مفاجئ بعد تلقيها شكاوى من إدارة ترامب.

قالت سايكس في مقطع مصور موجهة حديثها للكاميرا: "لنرى إذاً، الرئيس دونالد ترامب لم ينهِ حرب أوكرانيا ولم يحل أزمة غزة خلال أسبوعه الأول، لكنه نجح في القضاء على حرية التعبير في عامه الأول. لمن يؤمنون بالصلاة، هذا هو الوقت المناسب لها. أحبك يا جيمي".

وأعلنت الشبكة يوم الأربعاء إيقاف برنامج "جيمي كيميل لايف!" "لأجل غير مسمى"، دون تقديم أي تفسير رسمي. جاءت هذه الخطوة عقب رد فعل عنيف من قبل المحافظين على تعليقات أدلى بها كيميل في مونولوج افتتاحي حول ردود فعل مؤيدي حركة "ماغا" على مقتل المؤثر المحافظ تشارلي كيرك.

وقد نددت شركة "نيكسستار" (Nexstar)، أكبر مالك للمحطات التابعة لـ"إيه بي سي"، بتصريحات كيميل وأعلنت أنها ستبث برامج بديلة بدلاً من برنامجه بدءاً من مساء الأربعاء القادم .

وتزامن تعليق البرنامج مع انتقاد رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC)، بريندان كار، لكيميل، وتلميحه إلى أن اللجنة قد تتخذ إجراءات انتقامية ضد الشركات التي عرضت برنامجه.

غضب هوليوود

أثار توقيت الإعلان موجة من الاتهامات من قبل العديد من زملائه الكوميديين وشخصيات هوليوود، الذين رأوا أن "إيه بي سي" رضخت لضغوط إدارة ترامب لفرض رقابة على الآراء حول كيرك التي يعتبرها أنصاره غير مقبولة.

وعلّق الممثل والمخرج بن ستيلر على منصة "إكس" بنشره خبر إيقاف برنامج كيميل قائلاً: "هذا ليس صواباً".

وكتبت النجمة جان سمارت، بطلة مسلسل "Hacks"، على إنستغرام: "أشعر بالرعب من إلغاء برنامج جيمي كيميل لايف.

ما قاله جيمي كان من صميم حرية التعبير، وليس خطاب كراهية. يبدو أن الناس لا يدافعون عن حرية التعبير إلا عندما تتوافق مع أجندتهم.

على الرغم من أنني لم أتفق مع تشارلي كيرك، فإن مقتله بالرصاص أصابني بالاشمئزاز، وكان يجب أن يثير هذا الشعور لدى أي إنسان محترم. ما الذي يحدث لبلدنا؟".

من جانبه، نشر الكوميدي مايك بيربيجليا صورة لمذكرة مكتوبة بخط اليد على إنستغرام، مرفقاً إياها بتعليق: "نداء إلى جميع الكوميديين".

وكتب بيربيجليا في المذكرة: "لقد أمضيت وقتاً طويلاً، علناً وسراً، في الدفاع عن كوميديين لا أتفق معهم. إذا كنت كوميدياً ولم تستنكر هذا الجنون الذي أدى إلى إيقاف كيميل، فلا تتحدث بعد الآن عن حرية التعبير".

وعلق سكايلر هيغلي، وهو كاتب سابق في برنامج "After Midnight with Taylor Tomlinson" على شبكة "سي بي إس" والذي انتهى عرضه مؤخراً، على الأمر قائلاً: "أنت تدرك أن الوضع سيئ حقاً عندما تجد شخصاً أقدم على وضع مكياج أسود مرة واحدة وتقول إنه لم يكن يستحق الطرد".

كان هيغلي يشير إلى المقاطع الكوميدية التي أداها كيميل في برنامج "The Man Show" خلال التسعينيات وبداية الألفينيات، والتي قام فيها بتقليد مشاهير من ذوي البشرة السوداء، وقد اعتذر عنها لاحقاً.

وفي تعليق ساخر، كتب الكاتب الليبرالي آندي بورويتز: "كان ينبغي على جيمي كيميل أن يلتزم بالتعليقات المقبولة، مثل اقتراح إعدام المشردين".

كان بورويتز يشير بذلك إلى مضيف شبكة "فوكس نيوز"، بريان كيلميد، الذي اعتذر بعد موجة غضب عارمة بسبب تعليقه على أن المشردين المصابين بأمراض عقلية يجب أن يُقتلوا بالحقن المميتة.

على النقيض من زملائها في هوليوود، بدت روزان بار مبتهجة بقرار "إيه بي سي"، وهي الشبكة التي ألغت في عام 2018 عودة مسلسلها الكوميدي "Roseanne" بعد تغريدة عنصرية نشرتها حول مستشارة أوباما السابقة فاليري جاريت.

وأشارت بار أيضاً إلى أن كيميل كان قد سخر من إلغاء برنامجها في ذلك الوقت، وكتبت في منشور على "إكس": "اليوم أفضل من عيد ميلادي".

جوهر الخلاف

أصبح كيميل محور الجدل بعد أن قال في مونولوجه الافتتاحي مساء الاثنين إن "عصابة ماغا" كانت "تحاول يائسة تصوير هذا الشاب الذي قتل تشارلي كيرك على أنه أي شيء آخر غير واحد منهم، وتفعل كل ما في وسعها لتسجيل نقاط سياسية من ذلك".

كان يشير بذلك إلى تايلر روبنسون، الشاب البالغ من العمر 22 عاماً من ولاية يوتا والمتهم بإطلاق النار على كيرك.

نشأ روبنسون في عائلة جمهورية لكنه أصبح متعاطفاً على ما يبدو مع قضايا مجتمع الميم. لا يبدو أنه محافظ أيديولوجياً أو من مؤيدي ترامب، لكن السلطات تقول إن الدافع وراء إطلاق النار على كيرك لا يزال غير واضح.

ووفقاً لوثائق الاتهام الصادرة عن المدعين العامين هذا الأسبوع، أرسل روبنسون رسالة إلى زميله في الغرفة مفادها أنه "اكتفى من كراهية كيرك".

وفي مونولوج الأسبوع الماضي، وصف كيميل مقتل كيرك بأنه "لا معنى له" وقال إنه رأى "ردود فعل حقيرة بشكل غير عادي على هذا الأمر من كلا الجانبين من الطيف السياسي"، بما في ذلك أولئك الذين قال إنهم "يهللون" لموت كيرك.

بينما كان الغضب يتصاعد على اليمين بسبب تعليقات كيميل يوم الاثنين، هدد كار، رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية الذي عينه ترامب، باستهداف شبكة "إيه بي سي" إذا لم تعاقب كيميل.

وقال كار لمضيف البودكاست المحافظ بيني جونسون: "يمكننا أن نفعل ذلك بالطريقة السهلة أو الصعبة. يمكن لهذه الشركات أن تجد طرقاً لتغيير سلوكها واتخاذ إجراءات بشأن كيميل، وإلا فسيكون هناك عمل إضافي أمام لجنة الاتصالات الفيدرالية في المستقبل".

وفي غضون ذلك، قال أندرو ألفورد، رئيس قسم البث في "نيكسستار"، في بيان يوم الأربعاء إن تعليقات كيميل كانت "مهينة وغير حساسة في وقت حرج من خطابنا السياسي الوطني، ولا نعتقد أنها تعكس مجموعة الآراء أو وجهات النظر أو القيم للمجتمعات المحلية التي نتواجد فيها".

تسلسل الأحداث

بعد دقائق من انتقاد "نيكسستار" العلني لكيميل، أعلنت شبكة "إيه بي سي" أن البرنامج قد تم سحبه على مستوى البلاد. وفي وقت لاحق من المساء، قالت مجموعة محطات كبيرة أخرى، وهي "سينكلير" (Sinclair)، إنها أبلغت شبكة "إيه بي سي" أيضاً أنها ستوقف عرض برنامج كيميل على محطاتها التابعة لها.

كان من المقرر أن ينتهي عقد كيميل مع شبكة "إيه بي سي" في العام المقبل، وكانت هناك تكهنات حول ما إذا كان سيتم تجديده، خاصة بعد الإعلان في يوليو بأن مالك شبكة "سي بي إس"، باراماونت، سيلغي برنامجه الليلي الأعلى تقييماً، "The Late Show with Stephen Colbert".

ورد ترامب، الذي كان قد علق على إلغاء برنامج كولبيرت بكتابة على "تروث سوشيال": "أسمع أن جيمي كيميل هو التالي"، على خبر كيميل بفرح: "أخبار عظيمة لأمريكا: تم إلغاء برنامج جيمي كيميل الذي يعاني من ضعف في التقييمات.

تهانينا لشبكة 'إيه بي سي' لشجاعتها أخيراً في القيام بما كان يجب فعله"، وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي، داعياً أيضاً إلى إلغاء برنامج "The Tonight Show with Jimmy Fallon" و "Late Night with Seth Meyers" على شبكة "إن بي سي".

أعربت نقابة الموسيقيين الأمريكية، التي تمثل الموسيقيين في برنامج كيميل، ونقابة كتاب أمريكا الغربية والشرقية، التي تمثل كتابها، عن تضامنهم مع كيميل وطاقم البرنامج.

وقالت نقابة الكتاب في بيان: "إذا كانت حرية التعبير تنطبق فقط على الأفكار التي نحبها، لما كان علينا أن نكلف أنفسنا عناء كتابتها في الدستور.

ما وقعنا عليه، رغم أنه قد يكون مؤلماً في بعض الأحيان، هو الاتفاق التحرري على الاختلاف في الرأي". وأضافت: "يا للخزي على أولئك في الحكومة الذين ينسون هذه الحقيقة الأساسية".

MENAFN18092025000110011019ID1110081609

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.