32 عاماً على "أوسلو".. كيف انطلت حيل إسرائيل على الفلسطينيين؟

(MENAFN- Al-Bayan) في 13 سبتمبر 1993، وقّع الفلسطينيون وإسرائيل اتفاق أوسلو ، بعد سلسلة من المحادثات، قيل إنها سرية، وجاءت نتاجاً لمفاوضات مدريد، التي كانت سبقت الاتفاقية بعامين.

مر 32 عاماً على الاتفاق، ولا تزال الوقائع على الأرض، تؤشر إلى انسداد في الأفق السياسي، إذ استمرت جولات المفاوضات دون جدوى، كما دارت جولات من المواجهة، أكانت شعبية أو مسلحة، بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، وتكبد خلالها الفلسطينيون خسائر كثيرة، نتيجة لانعدام تكافؤ القوة، لاسيما في المواجهة المسلحة، التي كانت كلفتها باهظة الثمن.

من وجهة نظر مراقبين، ثمة تناقضات غريبة لهذا الاتفاق، إذ حفته السلبيات من كل الجوانب، غير أن أبرزها تأجيل غالبية القضايا المركزية والمفصلية، كالقدس، وحق العودة للاجئين، والحدود، وغيرها، إلى ما بعد 5 سنوات، فيما عرف في حينه، بقضايا الحل النهائي.

ولعل أبرز ما نص عليه الاتفاق، إقامة دولة فلسطينية مستقلة، يتم الإعلان عنها بعد اكتمال انسحاب إسرائيل من المدن الفلسطينية، التي بدأت بغزة وأريحا أولاً.

وأعطى اتفاق أوسلو، جرعة أمل للرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، الذي ضاقت به السبل، بعد خروجه من بيروت، وإبحاره إلى تونس، وقد تنامى لديه شعور البعد عن الوطن، سياسياً وجغرافياً.

فكان أن آمن بالحل السلمي مع إسرائيل، على طريق تحقيق حلمه بالعودة إلى أرض الوطن، وإقامة الدولة الفلسطينية على التراب الوطني، لكن إسرائيل نقض كل المواثيق والعهود والاتفاقيات.

كانت الوعود كثيرة، والأحلام أشبه بالوردية، بتحرير كافة المدن والأراضي الفلسطينية تباعاً، ولتحقيق ذلك، وافقت القيادة الفلسطينية آنذاك، على تأجيل القضايا المفصلية، واحتفل الفلسطينيون برحيل الجيش الإسرائيلي عن مدنهم، على وقع اتساع رقعة السيطرة الفلسطينية رويداً رويداً عليها.

لكن أحلامهم تحولت إلى كوابيس وبدأت تتلاشى، عندما اصطدمت التنازلات الفلسطينية، بتعنت إسرائيلي حيال القضايا الجوهرية، ليدركوا أن حلم إقامة الدولة لم يكن سوى حبر على روق، فداست الدبابات الإسرائيلية، التي أعادت احتلال المدن الفلسطينية عام 2002 اتفاق أوسلو، وحاصر الإسرائيليون من أبرم 32 عاماً على ((أوسلو)).. كيف انطلت حيل إسرائيل على الفلسطينيين؟

الاتفاق معهم، الرئيس عرفات بين كومة من الحجارة في مقر المقاطعة برام الله، إلى أن رحل مسموماً.

لقد مزق اتفاق أوسلو الأراضي الفلسطينية إلى تجمعات وتصنيفات أسماها الإسرائيليون (أ، ب، ج) وكعادتها في القضاء على كل احتمال، وأية فرصة للتسوية، قتلت إسرائيل الاتفاق، ودفنته إلى الأبد، غير أن آثاره وسلبياته ظلت قائمة.

ترويض

واعتبر أستاذ العلاقات الدولية، والمحلل السياسي عبدالمجيد سويلم، أن إسرائيل نجحت في ترويض منظمة التحرير الفلسطينية، التي كانت تعمل ليل نهار للقضاء عليها، لافتاً إلى أن إسرائيل أظهرت قبولها لاتفاق أوسلو، وهي ليست بحاجته، بهدف إفراغ المنظمة من محتواها، وما تمثله من عمل يستهدف وجودها.

وأوضح أن الفلسطينيين وقعوا في فخ أوسلو، فهم اعترفوا بدولة إسرائيل، وفي المقابل هي لم تعترف بهم، وانطلت عليهم الحيلة الإسرائيلية، بضرورة إنهاء الصراع حتى لو كانت في مركز القوة والتفوق، فدفعوا ثمن هذه المغامرة، التي ما كان ينبغي أن يقعوا في براثنها.

ولفت إلى أن إسرائيل أفشلت اتفاق أوسلو سريعاً، من خلال التنكر لمبادئه، وأهم بنوده، لا سيما قضايا القدس واللاجئين والحدود والمياه، وغير ذلك.

تنكر للحقوق

ويرى الكاتب والمحلل السياسي أشرف العجرمي، أن القيادة الفلسطينية بنت استراتيجيتها طبقاً للتسوية الدائمة، التي كانت مقررة بعد 5 سنوات فقط من توقيع اتفاق أوسلو، لكن إسرائيل انقلبت على كل الاتفاقيات، وتنكرت لكل المبادئ والحقوق.

لافتاً إلى أن الفلسطينيين لم يكونوا على درجة الفهم الكافي للعقلية الإسرائيلية، ولم يدققوا في كافة البنود التي تضمنها اتفاق أوسلو، ما أوقعهم في أخطاء كارثية.

وغداة الذكرى الـ32 لاتفاق أوسلو الذي لم يبقَ منه سوى التوسع الاستيطاني والتهويد، واستباحة كافة المناطق الفلسطينية بشتى تصنيفاتها، لا يزال الطرف الإسرائيلي غير مؤهل للسلام، إذ داسه بدباباته، ليتوارى الاتفاق دون تحقيق الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية.

ووفق قراءات المراقبين، فقد انتهى أوسلو، دون أن يأسف عليه الفلسطينيون، بل إن من وقعوه، وقادوا المفاوضات لأجله، هم أنفسهم الذين أصدروا شهادة وفاته، كما قال المستشار السياسي السابق للرئيس عباس، وأحد كبار المفاوضين الفلسطينيين، نبيل شعث.

MENAFN12092025000110011019ID1110055713

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.