
اللهم أبعد عنا أمثال كسليف
فيما يتعلق بتربية عيالي، كنت احرص كثيرا على أن لا تكون يدي مغلولة إلى عنقي أو مبسوطة كل البسط، في مجال تلبية أو رفض ما يطلبون شراءه، كما احرص على أن لا أكون لينا فأُعصر أو يابسا فأُكسر، فلا أنا – ولله الحمد – فظ غليظ القلب مع عيالي أو عامة الناس، ولا أنا ممن يسكت على الخطأ والعيب. حاولت ولا أزال أحاول قدر المستطاع إسعاد أفراد أسرتي، والعناية بهم، ومع هذا فكثيرا ما أتوقف لأتساءل: هل طريقتي في التربية صحيحة؟ هل علاقة عيالي بي تقوم على الثقة، أم على الاحترام «التقليدي» بمعنى انهم يحترمونني لأنهم يعتبرون ان ذلك واجب «ثقيل» عليهم؟ هل أضايقهم بنصائحي وإرشاداتي، رغم حرصي على عدم الإكثار منها؟ هل يعتبروني نقناقا وكثير الشكاة لأنني أعاتبهم وأحاسبهم بين الحين والآخر على ما اعتبره تجاوزات؟ هل يتمنى أحدهم ان يأتي اليوم الذي ينفك فيه من بيت العائلة لأنه يحس بانه مخنوق فيه؟ هل سيكونون بررة بي وبأمهم أم سيتنكرون لنا في مقبل الأيام؟ هل هم يفرحون لوجودي بينهم أم يتمنون أن «أحِل عن سَماهم» لبعض الوقت؟ صحيح أنهم كانوا يتهمونني بالبخل عندما أرفض لهم طلبا اعتقد انه عبثي، وأنهم اتهموني بالديكتاتورية لأنني فرضت عليهم العودة إلى البيت في ساعة مبكرة من المساء، وفرضت حظر التجوال ومن ثم النوم الإجباري عليهم في وقت يعتبرونه مبكرا مقارنة بالأوقات التي يهجع فيها نظراؤهم، ولكنني أعرف أن تلك الاتهامات من قبيل لي (لوي) الذراع، أي انها ضرب من الابتزاز، ولكن تلك أسئلة تدور في أذهان الكثير من الآباء والامهات، واخترقت الأسئلة تلافيف دماغي بعنف بعد ان قرأت حكاية الصبي الروسي يارسولاف كسليف البالغ من العمر 12 سنة والتي هزت روسيا من أقصاها إلى أقصاها.
فقد كسليف أمه وعمره ثلاثة أشهر، ثم مات أبوه قبل 8 سنوات فتم نقله إلى ملجأ للأيتام، وما أن سمعت بذلك خالته إلا وأقنعت زوجها بضرورة تبني الولد اليتيم، وقد كان.. أتوا بكسليف ونظفوه وهذبوه وأدخلوه المدرسة، ولم يميزوا بينه وبقية عيالهم، ولكن الولد كان يتضايق من انه مطالب بترتيب غرفته واداء الواجبات المدرسية والاهتمام بنظافة جسمه وثوبه، ففكر وقدر وقرر أن الوسيلة الوحيدة للتخلص من تلك الأعباء هي قتل خالته وزوجها اللذين تبنياه!! طيب، كيف يفعل ذلك وهو هزيل البنية؟ هنا قرر الولد أن يستأجر مجرمين للقيام بالمهمة نظير أن يسرقا مدخرات الضحيتين البالغة نحو ثلاثة آلاف دولار، وخطط كسليف للجريمة بدقة شديدة وجاء القاتلان المأجوران، وأطلقا النار على الزوجين الطيبين وقتلاهما، وتصادف ان بنتا لهما كانت في البيت فقتلاها، وبعد سويعات كان كسليف عند الشرطة ليبلغ عن الحادث، زاعما أن المجرمين قاموا بتكتيفه إلى كرسي ولكن الشرطة أدركت أن المسألة فيها «إن» لأنه ليس من عادة القتلة الإبقاء على شهود أحياء، ولأنه قاصر فقد قضت المحكمة بسجنه لثلاث سنوات فقط!
هل أخاف أن يعاملني عيالي كما عامل كسليف أبويه بالتبني؟ كلا، كلا، كلا، ولكنني اعرف أن الكون مليء بالأبناء «الطبيعيين» - وليس المتبنين - العاقين الجاحدين، وفي ظل تفشي النزعات الفردية والهوس المادي فلا عاصم من جنوح العيال إلا حسن التربية، ولكن في ظل اختلال المقاييس والقيم والتدخلات والتداخلات من أجهزة الإعلام والمجتمع من يضمن لنا أن القيم التي نغرسها في عيالنا ستصمد أمام الطوفان؟ أعتقد أن الإجابة تكمن في الحب. أعط عيالك بل أهلك وأصدقاءك كل الحب فهو خير عربون للود الذي يدوم ويدوم.

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
تزامنًا مع عمرة المولد النبوى الشريف.. ملايين المعتمرين فى صحن الطواف.. تسهيلات لمؤدى المناسك عبر نسك عمرة.. إمكانية تصميم الباقات وفق رغبات المعتمر.. والسعودية: أكثر من 15 مليون معتمر خلال الربع الأول 2025
شاهد.. وفاة حارس مرمى بعد تصديه لركلة جزاء
وزارة الصحة: تراجع متوسط انتظار الحضانات من 20 ساعة إلى 7 ساعات
واشنطن تكتفي بالتعازي... ولا قرار حول المساعدات بعد زلزال أفغانستان
باش هاوس تعالج واحدة من أندر المشكلات التقنية على منصات ميتا لشركة بلاك أند الكويتية
القنوات الناقلة لمباراة الأردن وتايبيه في تصفيات كأس آسيا تحت 23 عاما