الأسطورة جاسم الظاهري.. 19 عاماً من الصمت في حضرة "الزعيم والأبيض"

(MENAFN- Al-Bayan) في صمت جاسم علي جاسم الظاهري، حارس مرمى المنتخب الوطني الأول، ونادي العين كلام من ذهب، فمنذ أكثر من 50 عاماً عندما قرر تحدي الإعاقة، إذ ولد ((أصم)) لا يستطيع السمع ولا الكلام غير أنه قفز حاجز المستحيل، مستعيناً بموهبته وحبه لكرة القدم، ليتجاوز كل العقبات التي وقفت في طريق تحقيق حلمه بممارسة اللعبة الشعبية المحبوبة، ويصبح فيما بعد نجماً متوهجاً في الميادين، وأسطورة من أساطير ((الزعيم)) و((الأبيض))، وحجز مقعده كونه واحداً من أبرز وأفضل حراس المرمى في تاريخ كرة القدم الإماراتية طوال 19 عاماً، ظل خلالها مرتدياً القفاز كونه حارس مرمى الفريق البنفسجي، والذي كان جواز مروره للمنتخب الأول كغيره من نجوم جيله في الزمن الزمن الجميل.

وبعد اعتزاله أصبح مدرباً لحراس مرمى فريق نادي العين، فتخرج من بين يديه عدد من حراس المرمى، الذين تألقوا بين الخشبات الثلاث فيما بعد، ومنهم محمود موسى، وزكريا أحمد، سعيد جمعة، واكتشف عدداً من نجوم حراسة المرمى مثل وليد سالم، وعلي راشد، وعبدالله سلطان، ولمعرفة تفاصيل قصته منذ البداية انتقلت ((البيان)) إلى منزله بالطوية في مدينة العين، حيث استقبلنا ((هاشا باشا)) رفقة أبنائه أحمد، وخليفة، وسعيد، وعدد من أحفاده.
لم نجد صعوبة تذكر في الحديث إليه بمساعدة ابنه أحمد، الذي تولى ترجمة لغة الإشارة.

سألناه في البداية عن عمره، فذكر أنه ولد في عام 1956 بمدينة العين، وقال إنه عشق كرة القدم منذ نعومة أظفاره، وحباه الله بالذكاء الحاد تعويضاً عن إعاقته، التي حرمته من السمع والكلام منذ ولادته، وأوضح أنه كان يشاهد المباريات في مختلف ملاعب الدولة بإرادة من فولاذ، فقرر خوض التحدي ولعب الكرة، وذلك في العام 1968.


يقول الظاهري إنه بدأ اللعب كونه مدافعاً غير أن إعاقته كانت سبباً في تغيير مركزه، بعد أن أدرك أنه لا يستطيع الانسجام والتفاهم والتركيز مع زملائه في هذا المركز، وذلك بعد أن لعب مباراتين، فاتجه لحراسة المرمى.
يقول الظاهري: ((إن نقطة التحول في مشواره كانت عندما شاهده الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، في إحدى المباريات التي أبدع وتألق خلالها في حراسة المرمى فأعجب به، وأشاد بقدراته كونه حارس مرمى، ودهش عندما علم أنه لا يسمع ولا يتكلم، وطلب منه أن يذهب إلى نادي العين، وعلى عكس توقعات الكثيرين الذين اعتقدوا أنه من المستحيل نجاحه في حراسة عرين الفريق البنفسجي بسبب إعاقته، فقد أبهر الظاهري الجميع، ونجح في نيل ثقة الإداريين والجهاز الفني في أول حصة تدريبية له مع الفريق)).


عن الفترة التي قضاها حارساً لمرمى العين أكد الظاهري أنها استمرت طوال 19 عاماً، حيث بدأ حراسة مرمى الفريق البنفسجي رسمياً في عام 1973، وأعلن اعتزاله في العام 1992، وكان عمره وقتها 37 عاماً، كما حرس مرمى المنتخب الإماراتي الأول لكرة القدم لمدة خمس سنوات بداية من عام 1974 وحتى 1979. وذكر جاسم الظاهري أنه توج مع العين 5 مرات، منها 3 ألقاب دوري، من ضمنها أول دوري إماراتي موسم 1977/1976، وكذلك موسم 1981/1980 و1984/1983، كما توج معه بالدوري المشترك موسم 1982 /1983، وكأس الاتحاد موسم 1989/1988.


عن المعوقات والعقبات التي واجهته في مشواره مع العين أكد الظاهري أنه طوال مسيرته لم يشعر أحد من زملائه ولاعبي الفرق المنافسة بأنه يعاني الإعاقة، كونه لم يتأثر بظروفه، وكان ملتزماً وجاداً في التدريبات والمباريات، ويستوعب بسرعة كل التعليمات والتوجيهات، وينفذها دون تردد، وساعدته بنيته الجسمانية القوية وحماسته في التألق وهو يذود عن مرمى الزعيم، ولكن بالمقابل تعرض بسبب مرونته الجسدية والالتحامات القوية للإصابة، وخضع لأكثر من عملية لتركيب المسامير، والتي ظلت موجودة لفترة طويلة في الركبة والكتف.


بسؤاله عن المبلغ الذي تقاضاه نظير انضمامه للعين أكد أنه لم يتقاضَ أجراً، وكان حبه لفريق المدينة، الذي تميز بروح العائلة الواحدة هو دافعه للانضمام إلى صفوفه، وظل به حتى اعتزاله دون التفكير في الانتقال لنادٍ آخر، حيث انتقل بعد اعتزاله إلى ميدان التدريب، فدرب حراس فريق العين للناشئين، وأكاديمية الكرة العيناوية، والفريق الأول. وعن أبرز المدربين الذين تولوا تدريبه ذكر الظاهري كلاً من البرازيلي نيلسون باعتباره أول مدرب عمل على تدريبه، والسوري أحمد حجير، والمغربي أحمد نجاح، وقال إنه يدين لهم بالفضل بعد الله لدعمهم ومساعدتهم له في مشواره الكروي.


عبّر جاسم الظاهري عن تمنياته بالتوفيق للكرة الإماراتية في المحافل الخارجية ممثلة في المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، الذي يخوض في أكتوبر المقبل ملحق التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026، وكذلك الأندية المشاركة في البطولات الآسيوية ((النخبة وآسيا 2)) والعين، الذي يعود للمشاركة في بطولة الأندية الخليجية، وأوضح أنه ظل يتابع كرة القدم مع أبنائه وأحفاده، ويحضر جميع المباريات المحلية والخارجية، لأن كرة القدم عشقه منذ الصغر عندما كان لاعباً، وبعد الاعتزال.


رشح الظاهري أكثر من نادٍ للمنافسة على لقب دوري المحترفين هذا الموسم، وفي مقدمتها العين، وشباب الأهلي، والجزيرة، والوصل، والوحدة، والنصر، وأوضح أنه تابع مباريات الجولتين الأولى والثانية، وكذلك جولتي الذهاب والإياب بكأس مصرف أبوظبي الإسلامي، ويرى أن البداية تبشر بموسم مشوق ومثير قياساً على المردود القوي، الذي قدمته جميع الأندية في هذه المباريات.

MENAFN12092025000110011019ID1110054938

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.