قصة الموسيقار حلمي أمين وتلحين أغنية "عنابي"

(MENAFN- Al-Bayan) يعد الموسيقار حلمي أمين (1933 ــ 2010)، أحد ملحني الأغنية المصرية الكبار، على الرغم من أنه لم يشتهر كثيراً كمجايليه، من أمثال ابن عمه وزوج شقيقته الموسيقار محمد الموجي. ولد أمين بمحافظة كفر الشيخ سنة 1933، ونال شهادة الزراعة من المنصورة سنة 1948، ثم انتقل إلى الإسكندرية، حيث مارس نشاطه الفني وموهبته الموسيقية، وتعلم العزف، وتخرج عام 1951 في معهد الموسيقى، ليتقدم إلى لجنة الاستماع بإذاعة الإسكندرية، المكونة من العمالقة حافظ عبد الوهاب ومحمد عبد الوهاب ومحمد حسن الشجاعي، التي أجازته كملحن أول، وأسندت إليه تلحين بعض الأعمال.

لحن موسيقارنا، الذي رحل عن دنيانا في 16 مايو 2010 بمكة المكرمة، ودفن فيها، بعد أن أدى مناسك العمرة في تلك السنة، أعمالاً غنائية وسينمائية وتلفزيونية ومسرحية كثيرة ورائعة. فقد شارك في وضع موسيقى أفلام مثل: ((الوفاء العظيم))، ((بدور))، ((شياطين إلى الأبد))، ((أجمل أيام حياتي))، ((مدرسة المراهقين))، ((حب على شاطئ ميامي))، وغيرها، وموسيقى مسرحيات مثل: ((على الممر))، ((البريمة))، ((سمسم وحمادة ونانا))، و((زهرة العاشقين)).

إلى ذلك، لحن لشادية (شهر الهنا)، وفايزة أحمد (يابوعيالي) و(مستحيل)، ووردة (أهي جات كده)، وهدى سلطان (يابو عيون مليانة)، وشهرزاد (مسيك بالخير)، ومحمد قنديل (قمر 14 يشبه لك)، وعادل مأمون (عاشت الأسامي)، وعبد اللطيف التلباني (إيه الحلاوة دي)، ومحمود شكوكو (حبيبي شغل كايرو)، وسميرة السعيد (سلام لكل البشر)، وغيرهم. لكن تبقى أغنية ((عنابي))، التي لحنها من كلمات كامل الإسناوي، هي العمل الأبرز والأشهر لموسيقارنا.

ولهذا اللحن الرائع، وكيفية ذهابه إلى الفنان ذي الصوت الذهبي كارم محمود قصة، ملخصها أن حلمي أمين أعده في مطلع الخمسينيات حينما كان شاباً، وكان يطمح أن يؤديه محمد قنديل، لكن قنديل قابل العرض بعنجهية واستصغره، قائلاً إنه لا يغني إلا من ألحان الموسيقيين الكبار، وهو ما أصاب أمين بالإحباط، وجعله يفتش عن مطرب آخر ذي صوت متميز وجميل، كي يؤدي اللحن الذي اجتهد في إعداده، وكان فرحاً به.

وتشاء الصدف أن يتقابل صاحبنا مع كارم محمود عند إشارة مرور على كورنيش الإسكندرية، ويتفقا على التواصل من أجل التعاون الفني. وحينما عاد كارم محمود إلى القاهرة، اتصل بأمين يدعوه للقاء هناك، فاستجاب الأخير وسافر فوراً بالقطار لملاقاته. استمع كارم محمود للحن أغنية ((عنابي)) وكلماتها، فأعجبته، وقرر على الفور تسجيلها بصوته في أحد الاستوديوهات.

وما إن انطلقت الأغنية من الإذاعات، إلا وانتشرت، وحققت نجاحاً مدوياً، وراح الناس يرددونها في حفلاتهم وجلساتهم الخاصة، خصوصاً بعدما أكد كارم محمود نجاحها الجماهيري، بتقديمها في حفلات أضواء المدينة سنة 1972، إلى درجة أن الفنان محمد قنديل ندم على رفضه تأدية الأغنية بصوته، وهو ما صرح به قنديل لحلمي أمين، حينما تقابلا في كواليس حفلات أضواء المدينة.

حيث تصارحا وتصالحا. وكان من نتائج الصلح، أن اعترف قنديل بموهبة أمين الفذة في التلحين والاختيار، بدليل أنه غنى في ما بعد من ألحان أمين أغنية ((قمر 14 يشبه لك))، من أشعار عبد السلام أمين، وأغنية ((حلوة بشكل)) من كلمات صلاح جاهين، ثم غنى من ألحانه أيضاً أغنية للرئيس أنور السادات، بعنوان ((عشت لمصر يا أبو الأنوار)).

ولعل ما يبرهن على نقاء قلب موسيقارنا وتسامحه، أنه نسي تماماً تجاهل واحتقار محمد قنديل له حينما عرض عليه غناء ((عنابي))، بدليل أنه (أي حلمي أمين)، كان بجانبه في المستشفى، حينما حانت منيته، بصفته صديقاً له، قبل أن يكون نقيباً عاماً للمهن الموسيقية.

بل إن أمين سعى جاهداً، من خلال النقابة، لإرسال قنديل إلى الخارج للعلاج، قائلاً: ((محمد قنديل قامة فنية كبيرة، ولا تحتمل انتظار قرار من الدولة أو وزارة الصحة))، لكن مشيئة الله كانت أسبق، فتوفي قنديل في التاسع من يونيو سنة 2004 م.

MENAFN10092025000110011019ID1110046155

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.