عودة هاري.. لقاء سري ينهي سنوات من التوتر مع العائلة المالكة

(MENAFN- Al-Bayan) لم يقتصر خبر وصول الأمير هاري إلى "كلارنس هاوس" على كونه خبراً عابراً، بل تحول إلى حديث الساعة في العاصمة البريطانية.

فقد استحوذت التكهنات والآراء على اهتمام الصحافة والمحللين الملكيين والجمهور على حد سواء، الذين تابعوا الزيارة بترقب وحذر.

يرى العديد من المحللين في لندن أن هذه الخطوة، رغم بساطتها، تحمل دلالات هامة. فقد اعتبرها البعض بمثابة "ذوبان جليد" في العلاقات المتوترة، وبأنها دليل على أن الروابط الأسرية لا تزال أقوى من أي خلافات علنية.

وتوقعت الصحافة البريطانية أن يكون هذا اللقاء محاولة من الملك لإعادة التواصل مع ابنه، خاصة في ظل ظروفه الصحية الصعبة، وهو ما قد يدفع الطرفين إلى تجاوز الخلافات جانباً.

بينما سادت حالة من التفاؤل الحذر بين الخبراء، أشار آخرون إلى أن مجرد لقاء قصير في لندن لا يُنهي سنوات من القطيعة والخلافات العميقة. وشدد هؤلاء على أن المصالحة الحقيقية لن تكتمل إلا بلقاء بين الشقيقين، الأمير هاري والأمير ويليام، وهو ما لم تحدث بشأنه أي تطورات.

من جانبهم، عبر العديد من البريطانيين عن رغبتهم في أن تكون هذه الزيارة بدايةً لحل الأزمة.

ووفقاً لاستطلاعات رأي غير رسمية، ساد شعور عام في لندن يدعو العائلة المالكة إلى "وضع خلافاتها جانباً"، خصوصاً في هذه المرحلة التي تحتاج فيها الملكية إلى أن تُظهر وحدتها وتماسكها أمام الشعب.

شوهد الأمير هاري وهو يدخل "كلارنس هاوس"، مقر إقامة والده الملك تشارلز، في خطوة فاجأت المراقبين وأشعلت التكهنات حول إمكانية إنهاء التوتر الطويل بين الأب والابن.

وبينما لم يصدر أي تأكيد رسمي من قصر باكنغهام، إلا أن مجرد وصول الأمير هاري إلى العاصمة البريطانية وسط رحلة عمل، واجتماعه بوالده، يُمثل لحظة مفصلية في تاريخ الخلافات الملكية الأخيرة.

تكتسب هذه الزيارة أهمية مضاعفة في ظل الحالة الصحية للملك. فبعد إعلانه عن إصابته بالسرطان، حظي الملك بتعاطف شعبي واسع، وأصبحت الدعوات للمصالحة العائلية أكثر إلحاحاً. ووفقاً لتقارير صحفية موثوقة، فإن المخاوف على صحة الملك دفعت الأمير هاري إلى قطع آلاف الأميال، في زيارة خاصة لا علاقة لها بالواجبات الرسمية، ليعبر عن قلقه ويدعم والده في معركته.

وتؤكد المصادر أن اللقاء اتسم بالخصوصية، حيث تم ترتيبه بعيداً عن الأعين في "كلارنس هاوس"، وليس في القصر الرسمي، في إشارة إلى أن الهدف هو لم الشمل العائلي وليس الظهور العلني.

لم يكن طريق المصالحة سهلاً. فهذا اللقاء هو الأول من نوعه منذ فبراير 2024، ويأتي بعد فترة طويلة من القطيعة التي أثرت على علاقة الأب بابنه، وحتى بين الأخوين.

وتتحدث التقارير عن أن العلاقة بين الأمير هاري وشقيقه الأمير ويليام لا تزال متوترة، حيث لم تظهر أي بوادر على لقاء بينهما خلال هذه الزيارة.

ويعمل الأمير ويليام حالياً على مجموعة من الالتزامات الرسمية، بما في ذلك إحياء ذكرى إرث جدته الملكة إليزابيث الثانية، مما يعكس انشغال كل منهما بمساره الخاص في هذه المرحلة الحساسة.

شكل غياب ميغان، دوقة ساسكس، عن هذه الزيارة نقطة محورية في النقاش الدائر، فعلى الرغم من أن بعض التقارير أشارت إلى أن غيابها كان لتجنب المزيد من الاهتمام الإعلامي الذي قد يصرف الانتباه عن لقاء الأب والابن، إلا أن التكهنات حول مصيرها لا تزال قائمة.

يرى المحللون أن غياب ميغان قد يكون إشارة إلى أن المصالحة، إن حدثت، ستكون على المستوى الفردي بين الأمير هاري وعائلته، وليس على مستوى العائلة بأكملها.

ويتساءل البعض عن الدور الذي يمكن أن تلعبه ميغان في المستقبل، فهل ستعود إلى المملكة المتحدة في أي وقت قريب؟ أم أن مستقبلها سيكون في الولايات المتحدة، حيث تُركّز على بناء علامتها التجارية ومشاريعها الخاصة؟

وعلى الرغم من التكهنات المتفائلة بالمصالحة، إلا أن الواقع يُشير إلى أن مسار ميغان ومصيرها لا يزالان محاطين بالضبابية، وأن عودتها المحتملة إلى الحياة الملكية، حتى لو كانت جزئية، ستواجه تحديات كبيرة خاصة في ظل علاقتها المتوترة مع الصحافة البريطانية.

يُنظر إلى هذه الزيارة على أنها بادرة أمل لإصلاح العلاقات المتصدعة، ففي مقابلته مع "بي بي سي" في مايو 2025، أعرب الأمير هاري عن رغبته الصريحة في المصالحة، قائلاً: "لا فائدة من الاستمرار في القتال بعد الآن، فالحياة ثمينة".

وقد عزز هذا التصريح من التوقعات حول إمكانية عودة العلاقات إلى طبيعتها، ومع أن زوجته ميغان وأطفالهما لم يرافقوه في هذه الرحلة، إلا أن مجرد وجود الأمير هاري في لندن، ومسارعة العائلة المالكة لترتيب لقاء خاص، يُعد مؤشراً إيجابياً بأن الباب لم يُغلق تماماً أمام لم الشمل، وأن العلاقة الأبوية قد تكون أقوى من أي خلافات أخرى.

هذه الخطوة، وإن كانت صغيرة، تُشكل بداية حقيقية في رحلة معقدة نحو المصالحة. ويأمل الكثيرون في أن يتبع هذا اللقاء المزيد من اللقاءات التي تُعيد الدفء إلى العلاقات العائلية، وتُعيد إلى الواجهة قصة التضامن التي طالما عُرفت بها العائلة المالكة.

يذكر أن الأمير هاري وميغان ميركل تزوجا في عام 2018، وبعد عامين فقط قرر الزوجان التراجع عن واجباتهما الملكية والانتقال إلى الولايات المتحدة الأميركية للحصول على حياة أكثر استقلالية.

انتقل هاري وميغان إلى كاليفورنيا في يونيو 2020، رغبةً في مساحة كافية لتربية آرتشي. ووُلدت ليليبت هناك عام 2021.

لم يعد للزوجين إقامة رسمية في المملكة المتحدة، بعد أن طُلب منهما إخلاء "كوخ فروغمور"، وهو عقار مدرج من الدرجة الثانية في ملكية وندسور.

وقد أثار قرارهما بترك واجباتهما الملكية جدلاً كبيراً بمحيط العائلة المالكة في المملكة المتحدة والعالم، خصوصا أن هاري وميغان أجريا بعدها مقابلات أثارت ضجة حول علاقتهما المتوترة مع القصر.

كذلك أصدر الأمير البريطاني كتاب سيرته الذاتية الذي كشف فيه عن علاقته السيئة بأفراد عائلته.

MENAFN10092025000110011019ID1110045101

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.