
علي أبوالريش: زايد قارَّة شعرية ومحيط من الخيال الإبداعي
يضع علي أبوالريش قارئه أمام لحظة اكتشاف متعددة المستويات، تتعلق بعلاقة الإنسان بمحيطه البيئي (النخلة والصحراء)، والقيم الأصيلة التي ظللت تراثه بالحب.
((البيان)) حاورت علي أبوالريش، إذ أكد أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قارَّة شعرية ومحيط من الخيال الإبداعي.
لماذا اخترت الحب والنخلة والصحراء في كتابك، علماً أن قصائد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، شاملة جامعة للعديد من الأفكار والمواضيع والقضايا؟
الحب ليس موضوعاً نتطرق إليه لنلامس شغاف القلب، بل محيط يطوق أعناقنا كما تطوق السماء النجوم للتواصل مع العالم من حولها، والحب هو منبع ما يصدر عن الإنسان من أسئلة حول مواضيع مختلفة في عالمنا المادي، وكذلك الروحي.
أما النخلة فهي أوسع مكانة، فهي المحيط في حياة الإنسان البدوي، وهي الجدول الذي يمر عبر حقول الحياة الأخرى، فلا يمكن لي أو لغيري أن يختصر النخلة في كلمة عابرة. أما الصحراء، هذه الثيمة الروائية العتيدة، وهذه البسيطة الشاسعة في وجدان كل من خرج من أتونها، ولامس وجدانها، ليست أرضاً، ولا هي حبات رمل، بل هي روح وريحان، وقطرات الدم الذي يسري في عروق البدوي.
ولذلك من الصعب أن نطلق عليها موضوعاً، كسائر مواضيع الحياة، لأن من الصحراء بزغت المواضيع وبرزت الأسئلة الوجودية الكبرى. لهذا فإن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الشاعر الفذ دائماً ما يتأمل هذا المدى، المتناغم مع القصيد.
والحب في الحياة هو الكون الفسيح الذي تخرج منه خلايا النحل، لتصنع للعالم لذة المشهد، وعبق الرائحة، أما النخلة فهي القصيدة العظيمة في حياتنا، ونحن الأبيات، ومشاعرنا وزن القصيدة وقافيتها.
ما الذي يميز هذه الثلاثية عن غيرها من الكتب؟
من يقرأ الثلاثية ومن يتأمل شكل السرد ويمسك بتلابيب الجملة، وما تتبعه من غوص في شعر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يجد نفسه في علاقة وطيدة مع السؤال الوجودي القديم الجديد: ((لماذا الشعر في الأساس؟)).
في هذه الثلاثية لم أحاول الاقتراب من الوصف كما هو متبع في الدراسات الشعرية وفي غالبها، إذ بمجرد أن فكرت بشعر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فكرت في المعنى العميق وما قبل الوصف، وهو كيف بنى الشاعر قصيدته؟ علمت على يقين، حين شرعت في الكتابة حول شعر المغفور له الشيخ زايد، بأن أول سؤال سيخطر على بال كل قارئ ودارس هو: ((لماذا الكتابة الآن عن شعر الشيخ زايد، رحمه الله، وهو المبدع الذي تطرق إليه الكثير من النقاد والمحللين والدارسين؟)) لذلك أقول إن هذه الدراسة لم تتكئ على وصف القصيدة، بل خاضت حواراً داخلياً معها.
ووجدت نفسي في خضم رحب وأنا أجول في هذا المحيط الشعري، الذي فتح مضائقه وممراته شاعر اقتبس الشعر من الصحراء قبل كل شيء.
كيف يمكن للكاتب أن يثير اهتمام وانتباه القارئ لموضوع تم التطرق إليه وربما لشخصية يعرفها الجميع؟
أعتقد أننا عندما نتناول شخصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فإننا نبحر في المحيط، وبأننا أمام قارة شعرية، لها من الخيال الشعري ما يغري، وما يدفع بالكاتب بأن يقرأ ما بين السطور فهنا نجد ما يثري، وما يبعث على الاهتمام والتعمق، فالمسألة لا تتعلق بكثير الدراسات التي تناولت شعر الشيخ زايد بن سلطان، بل هي كيف يتم التناول، ومدى القدرة على تقصي الحيثيات والتفاصيل، فالقصيدة الواحدة تحتمل معاني جزلة وأفكاراً، والمفردات التي في القصيدة الواحدة جديرة بأن تحث الكاتب وتدفع نحو معانٍ عميقة لم تكتشف بعد.
ما هي المراجع والشخصيات التي أثرت بشكل كبير في هذه الثلاثية؟
يبدو للوهلة الأولى وكأنما الكتابة جاءت فجأة، ولكنها في الحقيقة وليدة أزمنة متباعدة، ومراحل من التأمل، وأنا هنا أركز على التأمل لأنه الباب المفتوح دائماً، والذي تأتي منه الأفكار وكذلك الأسئلة، والحقيقة أن الكتابة عن الشعر تحتاج إلى روح عالية.
وكيف والأمر يمس شعر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان؟ فهنا يحضر الاستثناء بقوة، وتحضر الفرادة، لأن في شعره، رحمه الله، الكثير من التأمل، فهو عندما يذهب إلى الصحراء، ويجلس صامتاً، ومن حوله تحوم أبيات قصيدته الآنية، هنا نقول التأمل سيد الموقف، ولا توجد قصيدة حقيقية دون تأمل، وفي حضرة قصيدة زايد لم أجد مرجعاً أهم من الصحراء.
إلى أي مدى يمكن الاعتماد على الشعر لتوثيق وتدوين حقب زمنية وأحداث مهمة خصوصاً في عصر التقنيات؟
العرب في عصر جاهليتهم المستنيرة استندوا على الشعر ككاتب أمين يعبر عن بصمة القلب وليس العقل، وكما أعتقد أن مأساة البشرية في عقلها، وبدأت المأساة منذ أطلق الفيلسوف الإنجليزي فرانسيس بيكون مقولته الشهيرة ((المعرفة قوة))، منذ هذه اللحظة بدأ العقل يرسم صورة الواقع البشري البشعة، وسبق وأن قال الفيلسوف مارتن هايدجر: (إن الإنسان أصبح ترساً في الآلة) بمعنى أن الآلة هي المحرك للعقل، ولكن عندما نقرأ في الشعر، وعلى الرغم من كل شيء، نجد الشعر الحقيقي لا يزال يمسك بزمام الأمور، ويخلق واقعه المزدهر، ويمضي بالشعراء إلى الريادة، فاليوم رغم كل الأحداث، لمست في شعر الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، ما يجعلني أتأكد من ذاكرتي التي تحفظ جميل الشعر، ونبيل الشعراء.
إن شعر الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، سبق عصره، إذ نثر معه جواهر الحكم والجماليات والخير، وحفز شعبه على العمل بجد ونشاط وحب وتفانٍ، فاتحاً معه نوافذ الحب للناس أجمعين، كونه باب التطور وبناء الحضارة الزاهية.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
باش هاوس تعالج واحدة من أندر المشكلات التقنية على منصات ميتا لشركة بلاك أند الكويتية
واشنطن تكتفي بالتعازي... ولا قرار حول المساعدات بعد زلزال أفغانستان
القنوات الناقلة لمباراة الأردن وتايبيه في تصفيات كأس آسيا تحت 23 عاما
وزارة الصحة: تراجع متوسط انتظار الحضانات من 20 ساعة إلى 7 ساعات
تزامنًا مع عمرة المولد النبوى الشريف.. ملايين المعتمرين فى صحن الطواف.. تسهيلات لمؤدى المناسك عبر نسك عمرة.. إمكانية تصميم الباقات وفق رغبات المعتمر.. والسعودية: أكثر من 15 مليون معتمر خلال الربع الأول 2025
شاهد.. وفاة حارس مرمى بعد تصديه لركلة جزاء