من وعد بـ25 تريليون دولار إلى مشاكل تقنية.. ماسك يراهن على الروبوتات لإنقاذ تسلا

(MENAFN- Al-Bayan) روبوتات تطهو، تنظف، تصنع السيارات، وتخدمك في مطاعم مستوحاة من خمسينات القرن الماضي، هذه هي الصورة المستقبلية التي يراها إيلون ماسك، والتي يعتقد أنها سترفع قيمة شركة تسلا إلى 25 تريليون دولار، أي أكثر من خمسة أضعاف الشركة الأغلى في العالم حاليا.

في منشور على منصة X، أكد ماسك أن روبوتات "أوبتيموس" البشرية، التي يجري تطويرها بسرية تامة، ستشكل مستقبلا حوالي 80% من إيرادات تسلا، رغم تباطؤ المبيعات عالميا.

وتوقع ماسك إنتاج ما بين 500 ألف ومليون روبوت بحلول نهاية عام 2027، مع توقع أن يفوق عدد هذه الروبوتات عدد البشر على الأرض بحلول 2040. وقال في اجتماع لموظفي تسلا في أبريل: "أوبتيموس سيكون أكبر منتج على الإطلاق، أكبر بعشر مرات من أي منتج سابق"، وفقا لصحيفة The Independent.

صعوبات تقنية وأرقام صعبة التحقيق

لكن الواقع أقل تفاؤلا، فتسلا تكافح حاليا لتحقيق هدفها بإنتاج 5 آلاف وحدة هذا العام، وغالبية ظهور الروبوتات العامة حتى الآن تم تحت تحكم بشري جزئي عن بعد، وليس بشكل مستقل تماما.

خبراء الروبوتات متشككون في قدرة ماسك على تحقيق أهدافه الطموحة، خاصة مع تاريخه الطويل في وعود لم تتحقق.

يقول بريسكوت واتسون، مستثمر في شركات السيارات والطائرات المسيرة: "هل نتوقع حقا بيع 100 مليار دولار من الروبوتات البشرية خلال سنوات قليلة؟ يبدو هذا أقل واقعية من إعلان رودستر الجديد في 2017".

وغاري ماركوس، عالم الذكاء الاصطناعي، وصف وعود ماسك بأنها "ليست مستحيلة لكنها مشكوك فيها".

حتى بعض المقربين من المشروع لديهم شكوك. دينيس هونغ، أستاذ الروبوتات في UCLA، قال: "تسلا تستعد للإنتاج الضخم وقد تحسنت قدرات الروبوت بشكل كبير، لكن جدول ماسك الزمني متفائل للغاية".

رؤية يوتوبية وواقع صعب

رهان ماسك كبير، خاصة مع المنافسة المتزايدة من السيارات الكهربائية الصينية الأرخص، وتأثير تحالفه المثير للجدل مع دونالد ترامب، ما أدى إلى تراجع مبيعات تسلا عالميا.

ماسك يتحدث عن عالم من "الوفرة المستدامة"، حيث يمتلك كل عميل روبوتا شخصيا يساعده في المهام المنزلية مثل رعاية الأطفال والبستنة.

لكن المؤشرات الأولية متباينة. في يونيو، استقال رئيس قسم هندسة أوبتيموس ميلان كوفاك بعد تسع سنوات، وبعض النماذج شبه المكتملة لا تحتوي على أيدٍ، بينما تحاول تسلا تحسين مهارات الروبوت اليدوية.

خبراء الروبوتات يحذرون من أن تصميم روبوت يشبه الإنسان قد يجعله "جيدا في كل شيء لكنه لا يتقن أي شيء"، ما يقلل من كفاءته مقارنة بالروبوتات الصناعية المتخصصة. أندرا كاي، مديرة Silicon Valley Robotics، ترى أن استراتيجية تسلا تعيد اختراع التكنولوجيا من الصفر، مما يضيف تعقيدات غير ضرورية.

تحديات الذكاء الاصطناعي والتكلفة

الذكاء الاصطناعي المطلوب لإنجاز مهام متنوعة معقد للغاية، ونموذج الروبوت البشري قد يكون خطيرا إذا سقط أو اصطدم بالأشياء. إضافة لذلك، يجب على تسلا منافسة الروبوتات الصينية منخفضة السعر، التي تُباع أحيانا بأقل من 6 آلاف دولار، مقابل 20–25 ألف دولار الموعودة من ماسك.

كل هذه التحديات تجعل من أوبتيموس احتمالا حقيقيا لأن يكون فشلا كبيرا لتسلا بدلا من إنقاذها، لكن ربما يرى ماسك هذا مجرد تأخير مؤقت. كما يقول واتسون مازحا: "فرق بين ثلاث سنوات وعشر سنوات على المدى بين الكواكب؟ لا فرق!"

MENAFN04092025000110011019ID1110016732

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.