
لماذا تدفع شركات التكنولوجيا رواتب خيالية لمهندسي الذكاء الاصطناعي؟
في السنوات الأخيرة، تحولت المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي إلى أغلى عملة في وادي السيليكون، حيث تتسابق عمالقة التكنولوجيا مثل ميتا وجوجل ومايكروسوفت لاستقطاب أفضل المهندسين والباحثين بعروض مالية تصل إلى مئات الملايين من الدولارات.
هذا الارتفاع غير المسبوق في الرواتب يثير تساؤلات لماذا تُنفق هذه الشركات مبالغ خيالية على شخص واحد؟ الجواب يكمن في المعادلة البسيطة التي تحكم سباق التسلح بالذكاء الاصطناعي وهي إذا كانت تكلفة بناء نموذج متطور تصل إلى المليارات، فإن استثمار عشرات الملايين في عقل عبقري قادر على تطويره يُعتبر ثمناً زهيداً. وهكذا نشهد اليوم ما يُعرف بـ "حرب المواهب" التي لا تهدد فقط بتغيير قواعد اللعبة في التكنولوجيا، بل تعيد رسم خريطة الابتكار عالمياً.
هذا التصاعد في سباق الهيمنة في الذكاء الاصطناعي أخذ شكل حرب مواهب شرسة بين عمالقة التكنولوجيا ميتا وجوجل ومايكروسوفت. هذه الشركات تعرض رواتب وحزم تعويضات بملايين الدولارات لاستقطاب نخبة محدودة من الباحثين والمهندسين المتخصصين، الذين باتوا عملة نادرة في سوق عالمي يزداد عطشا للخبرة.
أطلق مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، حملة توظيف واسعة لتعزيز مختبراته الجديدة للذكاء الاصطناعي الفائق، شملت استقطاب شخصيات بارزة مثل ألكسندر وانغ، مؤسس Scale AI، ضمن استثمار ضخم قيمته 14 مليار دولار. وفي المقابل، اتهم سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، زوكربيرغ بمحاولة إغراء أفضل موظفيه بحزم تعويض قد تصل إلى 100 مليون دولار.
لكن خلف هذه الأرقام الفلكية ، تكمن معادلة بسيطة هي بناء نموذج ذكاء اصطناعي واحد قد يتطلب استثماراً بمليارات الدولارات. فإذا كان تدريب نموذج متقدم مثل Gemini 1.0 Ultra من Google قد كلّف 192 مليون دولار، أو GPT-4 من OpenAI نحو 79 مليون دولار، فإن دفع 10 ملايين لمهندس عبقري يُعد "مبلغاً ضئيلاً نسبيًا"، كما يصفه خبراء الصناعة.
الطلب المتزايد يقابله عرض محدود للغاية. فعدد المتخصصين القادرين على تصميم وبناء النماذج العملاقة ضئيل، ما أدى إلى تضخم غير مسبوق في الرواتب. وبات من المعتاد أن يحصل مهندسو التعلم الآلي في الولايات المتحدة على متوسط راتب يبلغ 175 ألف دولار سنويًا، بينما تتجاوز العروض الخاصة لكبار المواهب حاجز 250 مليون دولار كما حدث مع باحث شاب عرضت عليه Meta هذا المبلغ، وفقا لشبكة"CNBC".
في المقابل، تجد الشركات الناشئة والصناعات التقليدية مثل الرعاية الصحية والتأمين نفسها عاجزة عن المنافسة. فبينما تغري الشركات العملاقة العقول النادرة برواتب ضخمة، تضطر تلك القطاعات إلى القبول بالحلول الجاهزة أو الاكتفاء بالمواهب الثانوية، ما يوسع "فجوة الفرص" ويهدد بتأخير الابتكار في مجالات حيوية.
ويعتقد محللون أن هذا الوضع سيستمر طالما بقيت تكلفة تطوير النماذج في حدود المليارات. فإذا انخفضت فجأة بمقدار عشرة أضعاف، فمن المرجح أن تتراجع الرواتب الفلكية أيضًا. وحتى ذلك الحين، تبقى حرب المواهب في الذكاء الاصطناعي أشبه بسباق تسلح، حيث يُنظر إلى المهندس الاستثنائي باعتباره "استثمارًا استراتيجيًا" لا يقل قيمة عن مراكز البيانات العملاقة أو شرائح الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
القنوات الناقلة لمباراة الأردن وتايبيه في تصفيات كأس آسيا تحت 23 عاما
واشنطن تكتفي بالتعازي... ولا قرار حول المساعدات بعد زلزال أفغانستان
وزارة الصحة: تراجع متوسط انتظار الحضانات من 20 ساعة إلى 7 ساعات
تزامنًا مع عمرة المولد النبوى الشريف.. ملايين المعتمرين فى صحن الطواف.. تسهيلات لمؤدى المناسك عبر نسك عمرة.. إمكانية تصميم الباقات وفق رغبات المعتمر.. والسعودية: أكثر من 15 مليون معتمر خلال الربع الأول 2025
شاهد.. وفاة حارس مرمى بعد تصديه لركلة جزاء
مشاركة واسعة لدور النشر والأديرة والإيبارشيات فى معرض الكتاب القبطى