
حصيلة 100 يوم من حكم ترمب
خبرني - "سحق الحكومة، وفرض سلطته على الحلفاء، وأشعل حروبا تجارية" الأحكام السابقة هي خلاصة تقرير موسع لوكالة أسوشيتد برس" عنوانه "100 يوم من حكم الرئيس الأميركي دونالد ترمب".
يقع التقرير في نحو 4 آلاف كلمة، وشارك فيه 13 محللا وخبيرا في التعليم والسياسة الداخلية والخارجية والاقتصاد والعسكرية والصحة الهجرة والبيئة والهجرة والسياسة والإعلام وحتى الثقافة والفنون.
وتقدم الوكالة تقريرها بالقول إن ترمب مارس مهام منصبه خلال الـ100 يوم من حكمه على نطاق واسع يصعب مقارنته تاريخيا بمن سبقوه في المنصب.
وتستهدف أفعاله "هيكلة أميركا الجديدة لتصبح عظيمة"، لكنها لا تتوقف عند هذا الحد، كما أنه يعيد صياغة عقيدة الرئيس الجمهوري السابق رونالد ريغان الجمهورية القائمة على التجارة الحرة والتحالفات الدولية القوية.
كل ذلك في خدمة تغيير جذري لدور الحكومة في الحياة الأميركية ومكانة الولايات المتحدة في العالم.
ولتنفيذ أجزاء من رؤيته كلف ترمب أغنى رجل في العالم وهو إيلون ماسك بتفكيك القوى العاملة الفدرالية، ولم يقرر إلا بعد وقوع الحادث ما إذا كانت التخفيضات قد تجاوزت الحد.
كما أعلن ترمب من جانب واحد عزمه إعادة تشكيل تحالف ما بعد الحرب العالمية الثانية مع أوروبا، والذي حافظ إلى حد كبير على السلام لما يقارب 80 عاما، فأصدر الرئيس الجمهوري إعلانات طوارئ استثنائية لإعادة صياغة قواعد التجارة العالمية، مما أثار حالة من الذعر في الأسواق والعواصم حول العالم، وأمر بنقل المهاجرين إلى سجن في السلفادور دون مراجعة قضائية.
وأكثر من ذلك، استهدف الرئيس الجمهوري القانون والإعلام والصحة العامة والثقافة مباشرة، محاولا إخضاع الجميع بعد أن وعد بالعديد من إجراءاته خلال حملته الانتخابية، لكنه نفذها بقوة وحزم.
وفيما يلي نظرة على أهم 100 يوم من الرئاسة الأميركية في عهد ترمب:
الاقتصاد
حاول ترمب إخضاع الاقتصاد الأميركي لإرادته، معتبرا أن نتائج تعريفاته الجمركية ستكون "جميلة" في النهاية، لكن الأشهر الثلاثة الماضية كانت صعبة، حيث تراجعت ثقة المستهلك، وتذبذبت أسواق الأسهم، وفقد المستثمرون ثقتهم في مصداقية سياسات ترمب، ووجدوا أنفسهم يعيشون زمنا يسوده القلق بدلا من عصر ترمب "الذهبي المزدهر الموعود".
تمكن ترمب من إعادة تشكيل الاقتصاد من خلال السلطة التنفيذية متجاوزا إلى حد كبير الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون إلى حد كبير، ففرض رسوما جمركية بمئات المليارات من الدولارات، بما في ذلك على أكبر شريكين تجاريين لأميركا وهما المكسيك وكندا، ناهيك عن فرض ضرائب على السلع الصينية بنسبة 145%.
وأدت العقوبات التجارية إلى تفاقم التوترات مع الاتحاد الأوروبي، ودفعت اليابان وكوريا الجنوبية إلى الإسراع في التفاوض.
وعلى الرغم من الأدلة الواضحة على التفوق الاقتصادي الأميركي فإن ترمب ادعى أن الولايات المتحدة تعرضت للخداع التجاري.
ويقول ترمب إن رسومه الجمركية ستخلق وظائف محلية في المصانع، وتغطي تكلفة خطة خفض ضريبة الدخل التي قد تتجاوز 5 تريليونات دولار على مدى 10 سنوات، وتسدد الدين الوطني البالغ 36 تريليون دولار، كما ستشكل رافعة لإعادة التفاوض على التجارة بشروط تصب في مصلحة الولايات المتحدة.
لكن رسومه الجمركية قد تقلل الدخل المتاح للأسرة المتوسطة بمقدار 4900 دولار، وفقا لـ"مختبر الميزانية" في جامعة ييل الأميركية، واستخدم ترمب منصبه للترويج لإعلانات استثمارية لم تحدث تأثيرا اقتصاديا يذكر بعد.
وأشاد ترمب باستثمار 500 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي، كما دعا مسؤولي هيونداي إلى البيت الأبيض للإعلان عن مصنع صلب جديد في لويزيانا، لكن بناء المصانع تراجع في فبراير/شباط الماضي، وزادت التوقعات الخارجية احتمالية حدوث ركود اقتصادي هذا العام.
كما كافأ ترمب قطاعي الفحم والنفط بمهاجمة الطاقة البديلة، لكن رسومه الجمركية رفعت أسعار الصلب والمواد الأخرى التي يحتاجها قطاع الطاقة لزيادة الإنتاج.
ترمب وماسك والمديح المتبادل
وعد ترمب بمواجهة ما سماه الهدر والاحتيال وسوء الاستخدام في الحكومة، واختار ماسك لقيادة هذه الجهود، وحوّل ماسك خطته لإنشاء وزارة كفاءة الحكومة إلى واحدة من أكثر النقاط استقطابا وتأثيرا في أول 100 يوم من ولاية ترمب.
وتعامل رجل الأعمال الملياردير مع المهمة بروح "قطب التكنولوجيا" منطلقا من شعار "أصلح ما تريد، ثم انظر إلى ما تريد إصلاحه"، فكانت عمليات الفصل من العمل العشوائية واسعة الانتشار ألغيت البرامج بتحليل محدود، وتركت العواقب الإنسانية للآخرين ليحلوها.
اخترق فريق ماسك قواعد بيانات حساسة، وتوغل في إدارات غير معروفة تعنى بإدارة القوى العاملة الحكومية والممتلكات الفدرالية.
ولطالما حلم الجمهوريون بتقليص البيروقراطية، لكن حتى المخضرمين في معارك الميزانية في واشنطن صدموا من سرعة وضراوة عمل ماسك.
وأخطأت وزارة المالية أيضا، ولم تصدق مزاعم الوفورات الضخمة، وبالغ ماسك بشكل كبير في تقديرات حجم أموال دافعي الضرائب المفقودة بسبب الاحتيال، وأثارت انتقاداته اللاذعة للضمان الاجتماعي قلق المتقاعدين.
ومن المستبعد أن يحقق ماسك أهدافه الكبرى، وتم تقليص خططه لخفض تريليون دولار من الميزانية إلى تريليون دولار.
ويغدق ترمب وماسك المديح على بعضهما البعض، لكن فترة ماسك في الإدارة محدودة، وقد بدأ ترمب يتحدث عن عمل ماسك بصيغة الماضي، وقال ترمب خلال اجتماع وزاري عقد مؤخرا "لقد قام هذا الرجل بعمل رائع".
الهجرة
كانت مكافحة الهجرة غير النظامية شعار حملة ترمب الانتخابية، وقد نفذ بعضا من أكثر سياسات الهجرة صرامة في التاريخ الأميركي، فاستخدم ترمب قانون "الأعداء الأجانب" لعام 1798 لترحيل المهاجرين، ثم استخدمه لإرسال مئات من أعضاء العصابات الفنزويلية المزعومين إلى سجن كبير في السلفادور، في تحدٍ لأمر قضائي.
وأرسل ترمب قوات إلى الحدود الأميركية المكسيكية، ورحّل المهاجرين باستخدام رحلات جوية عسكرية، ومنع المهاجرين الواصلين إلى الحدود الجنوبية من طلب اللجوء في الولايات المتحدة.
وقبل السلفادور، أرسلت إدارة ترمب المهاجرين إلى خليج غوانتانامو في كوبا، وألزمت الكنديين أيضا بالتسجيل عند عبورهم إلى الولايات المتحدة، كما ضغط المسؤولون في إدارته على مصلحة الضرائب الأميركية لتسليم بيانات حساسة لمئات الآلاف من الأشخاص الموجودين في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، مما يسهّل العثور عليهم.
انخفضت عمليات عبور الحدود غير القانونية بشكل حاد في مارس/آذار الماضي، وأظهر استطلاع رأي أن 46% من البالغين الأميركيين يوافقون على تعامل ترمب مع قضية الهجرة، في حين يرى نحو النصف أنه "تجاوز الحدود" في ترحيل المهاجرين المقيمين في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني.
وعلى الرغم مع ذلك فإن الإدارة الأميركية تدرس تفعيل قانون التمرد لعام 1807، والذي يسمح للرئيس بنشر الجيش على الأراضي الأميركية للمساعدة في احتجاز المهاجرين.
القصاص
تولى ترمب منصبه متعهدا بـ"القصاص" لمؤيديه، وقد أوفى بوعده في يومه الأول، وفي كل أسبوع تقريبا منذ ذلك الحين يتخذ إجراءات تستهدف المدعين العامين الذين حققوا معه ومكاتب المحاماة التي وظفتهم.
وطارد مسؤولين سابقين انتقدوه أو زعموا عن حق أنه خسر الانتخابات الرئاسية لعام 2020 أمام سلفه الديمقراطي جو بايدن.
وأمر أيضا بتعليق التصاريح الأمنية لأكثر من 40 مسؤولا استخباراتيا سابقا وقّعوا على رسالة خلال حملة 2020 تفيد بأن قصة جهاز الحاسوب المحمول الخاص بهانتر نجل بايدن تحمل بصمات حملة نفوذ روسية.
طردت وزارة العدل التابعة لترمب المدعين العامين الذين حققوا معه كجزء من فريق المستشار الخاص جاك سميث، وطالبت بأسماء عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي الذين شاركوا في التحقيقات في أعمال الشغب التي وقعت في 6 يناير/كانون الثاني 2021 في الكابيتول.
القضاء وسيادة القانون
لطالما صرح ترمب بأنه سيلتزم بأوامر القضاة الفدراليين، لكن ذلك لم يمنع الحديث عن أزمة دستورية محتملة بسبب تحدي المحاكم.
وتواجه أوامره التنفيذية التي تعيد تشكيل الحكومة الفدرالية أكثر من 150 دعوى قضائية تتعلق بقضايا تتراوح بين تسريح الموظفين الفدراليين والهجرة وحقوق المتحولين جنسيا.
وأصدر القضاة أحكاما ضد الإدارة عشرات المرات، مما عرقل أجزاء من جدول أعماله في الوقت الحالي، وجادلت الإدارة بأنه لا ينبغي أن يكون للقضاة الأفراد الحق في إصدار أوامر قضائية على مستوى البلاد.
ودعا ترمب إلى عزل قاض فدرالي حكم ضده في قضية المهاجرين الفنزويليين المتهمين بالانتماء إلى عصابات، وأثار ذلك توبيخا نادرا من رئيس القضاة جون روبرتس الذي لم يذكر الرئيس ترمب بالاسم، لكنه قال إن العزل ليس ردا مناسبا على الخلافات بشأن قرارات المحكمة.
كما ردت الإدارة في المحكمة، واستأنفت بسرعة أوامر متعددة أمام المحكمة العليا ذات الأغلبية المحافظة.
ويتمتع ترمب حتى الآن بسجل متباين في المحكمة العليا في سلسلة من الطعون الطارئة، وأصدر القضاة بعض الأحكام الإجرائية إلى حد كبير منحازة إلى الإدارة.
كما رفضوا حجج ترمب العامة في العديد من القضايا، بما في ذلك القضية المتعلقة بالفنزويليين وأخرى في قضية أبريغو غارسيا.
العلاقات الدولية
رفض ترمب نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية الذي شكّل أساس الاستقرار والأمن العالميين، ورفض التحالفات طويلة الأمد وألمح إلى تقليص وجود القوات الأميركية في أوروبا، مما جعل حلفاء قدامى مثل ألمانيا وفرنسا يرون أنهم لم يعودوا قادرين على الاعتماد على واشنطن.
كما تعهد ترمب بإنهاء سريع للحروب في أوكرانيا وغزة، ولكن دون تأثير يذكر حتى الآن.
كما وضع معيارا جديدا لاستضافة زعيم دولة أخرى عندما وبخ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي علنا، وقد قال ترمب مرارا وتكرارا وبشكل غير دقيق إن أوكرانيا بدأت الحرب.
وأدت أفعاله إلى تشكيك حلفاء في أوروبا إلى جانب كندا واليابان وكوريا الجنوبية في اعتمادهم على الولايات المتحدة، وما إذا كانت الالتزامات التي طال أمدها لا تزال سارية.
ووجّه ترمب وزير خارجيته ماركو روبيو بإجراء تخفيضات كبيرة في أعداد الموظفين والبرامج في وزارة الخارجية، فامتثل روبيو للأمر، وقال إن البعض في الوزارة اتبعوا أيديولوجية "متطرفة".
قلب ترمب موازين القوى في منظمات متعددة الأطراف أخرى رأسا على عقب، فانسحبت الولايات المتحدة فورا من منظمة الصحة العالمية وألغت مشاركتها في اتفاقية باريس للمناخ بشأن الاحتباس الحراري، واتخذت إجراءات ضد المحكمة الجنائية الدولية.
وأغلق ترمب فعليا الوكالة الأميركية للتنمية الدولية التي لطالما اعتُبرت مثالا على أداة فعالة لتقديم المساعدات الإنسانية وبناء النوايا الحسنة على الرغم من أن بعض البرامج كانت غارقة في الفساد.
وفي الوقت نفسه، دعا ترمب مرارا وتكرارا الولايات المتحدة إلى ضم غرينلاند، وهي إقليم دانماركي، واستعادة السيطرة على قناة بنما، وجعل كندا الولاية الأميركية الـ51.
تسلل الاستبداد
يحاول ترمب جاهدا أن يثبت أن الكونغرس لا يضاهي البيت الأبيض، وبالتالي يختبر ترمب الكونغرس ويتحداه، بل ويتنمر عليه بطرق لا مثيل لها من خلال تقليص صلاحيات الوكالات الحكومية وترحيل المهاجرين غير النظاميين، والتحقيق في من ينظر إليهم على أنهم أعداء، وتعطيل الاقتصاد، ويكاد يجرد المشرعين من الاعتراض.
ومع سيطرة الجمهوريين على كل من البيت الأبيض والكونغرس تتاح للحزب الجمهوري فرصة نادرة لفرض أجندة حزبية طموحة، لكن ترمب أظهر أنه لا يريد أو يحتاج بالضرورة إلى الكونغرس لتحقيق أهدافه.
وأصدر ترمب عددا من الأوامر التنفيذية يفوق ما أصدره الرؤساء الخمسة الأوائل مجتمعين بـ10 أضعاف تقريبا، متجاوزا الكونغرس.
وخفّض برامج ووظائف ووكالات بأكملها، بما في ذلك وزارة التعليم التي تتلقى تمويلا بموجب القانون من الكونغرس الذي يملك بموجب الدستور سلطة تخصيص الأموال للوكالات.
ويصور رئيس مجلس النواب مايك جونسون الجمهوري عن ولاية لويزيانا -وهو الثاني في ترتيب خلافة الرئيس- نفسه على أنه "القائد" للمدرب ترمب الذي يدبر الأمور.
وفي مجلس الشيوخ ثبّت ترمب أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون بعضا من مرشحيه الأكثر إثارة للجدل رغم اعتراضات شكلية.
وأمام ذلك يحذر الديمقراطيون من "تسلل الاستبداد" إلى الديمقراطية الأميركية، وقال السيناتور الديمقراطي كريس مورفي عن ولاية كونيتيكت "إن آباءنا المؤسسين كانوا مدركين تماما أن وجود سلطة تنفيذية قوية قد يزاحم الديمقراطية ويصبح مستبدا".
العسكرية
على مدار الأشهر الثلاثة الماضية هزت إقالة كبار القادة العسكريين وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، بمن فيهم الضابطتان الوحيدتان من فئة الـ4 نجوم ورئيس هيئة الأركان المشتركة -وهو جنرال أسود- وكبار المحامين العسكريين.
يتخبط وزير الدفاع بيت هيغسيث في جدل واسع، فقد كان مشاركا رئيسيا في دردشة سيغنال التي أنشأها مستشار الأمن القومي مايك والتز، حيث أرسل تفاصيل عمليات عسكرية حساسة عبر قناة غير آمنة.
كما استخدم هيغسيث دردشة "سيغنال" ثانية لإرسال معلومات مماثلة إلى مجموعة ضمت زوجته وشقيقه، وأعقب ذلك تطهير لكبار موظفيه، فأقال أو نقل 5 منهم على الأقل، من بينهم 3 قال إنهم قيد التحقيق بتهمة التسريبات.
وصرح ترمب بأن الجيش قد "أصبح أكثر وعيا"، وأنه تحرك بسرعة لعكس السياسات المتبعة منذ فترة طويلة، كما أصدر أمرا تنفيذيا بتسريح أفراد الخدمة المتحولين جنسيا، وهو أمر أوقفته المحاكم، وأمر هيغسيث الجيش بإلغاء أي برامج أو كتب أو صور تشيد بالتنوع.
التغيير المقبل
أمر هيغسيث -وهو المعارض منذ فترة طويلة لتولي النساء وظائف القتال في الخطوط الأمامية- بمراجعة واسعة للمعايير العسكرية لضمان تساويها بين النساء والرجال.
ومن المقرر أن يغادر عشرات الآلاف من المدنيين العاملين في مجال الدفاع الوكالة طواعية أو أن يُجبروا على المغادرة من خلال خفض عدد القوات.
وتأتي هذه التغييرات الداخلية في الوقت الذي يعيد فيه الجيش تشكيل نفسه استعدادا لحرب محتملة مع الصين في المستقبل، وفي الوقت الذي يحتمل فيه تلقي دفعة مالية كبيرة، حيث يرصد ترمب ميزانية تقارب تريليون دولار للوزارة.
واختفت منشورات وسائل التواصل الاجتماعي التي احتفت بالنساء العسكريات أو التنوع الثقافي، وبدلا من ذلك تروج القوات علنا لزيادة أعداد المجندين على الرغم من أن أحدث الأرقام تعكس برامج تجنيد جديدة وتحسينات بدأت قبل انتخاب ترمب بوقت طويل.
وخصص الجيش موارد كبيرة لأمر ترمب الأوسع نطاقا لتأمين الحدود الأميركية المكسيكية، ونقل السيطرة على شريط ضيق من الأراضي على طول الحدود إلى وزارة الدفاع حتى تتمكن القوات من اعتقال المهاجرين بتهمة التعدي على الأراضي العسكرية.
الصحة العامة
في وزارة الصحة والخدمات الإنسانية ألغيت 10 آلاف وظيفة، وأوقفت مليارات الدولارات من الأبحاث المرسلة إلى العلماء والجامعات، وألغيت الاجتماعات العامة لمناقشة لقاحات الإنفلونزا واللقاحات الأخرى، وقد يكون الفلورايد في مياه الشرب هو الخيار التالي، وفقا لوزير الصحة روبرت إف. كينيدي الابن.
شن كينيدي حملة "لنجعل أميركا صحية مجددا" في دور الحضانة والمدارس والمراكز الصحية بجميع أنحاء البلاد، حيث وعد بالعمل مع قادة وكالات ترمب الأخرى لحظر المشروبات الغازية من برنامج المساعدة الغذائية التكميلية الفدرالي، والحد من الأصباغ في الإمدادات الغذائية، والدعوة إلى إزالة الفلورايد من مياه الشرب.
وأثارت معارضة كينيدي إطلاق حملة تطعيم في ظل تفاقم تفشي مرض الحصبة -الذي أصاب المئات حتى الآن وأودى بحياة طفلين صغيرين- مخاوف الأطباء وخبراء الصحة العامة والمشرعين.
وازدادت هذه المخاوف بعد أن ألغى آلاف الوظائف في وكالات الصحة العامة في البلاد، بما في ذلك مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وإدارة الغذاء والدواء، والمعاهد الوطنية للصحة، وتوقع مسؤولو الوزارة أن توفر هذه الخطوة على دافعي الضرائب 1.8 مليار دولار.
لكن البعض نجوا من تخفيضات كبيرة، ففي وقت سابق من هذا الشهر أعلنت مراكز الرعاية الطبية والخدمات الطبية عن زيادة كبيرة غير معتادة في أسعار التأمين الصحي لشركات التأمين الصحي الخاصة التي تقدم خططا لكبار السن الأميركيين، وستكلف هذه الزيادة 25 مليار دولار إضافية.
الطاقة والبيئة
عكس ترمب تركيز بايدن على إبطاء تغير المناخ سعيا وراء ما يسميها الجمهوريون "هيمنة الولايات المتحدة على الطاقة" في السوق العالمية.
وأنشأ المجلس الوطني لهيمنة الطاقة بقيادة وزير الداخلية دوغ بورغوم ووزير الطاقة كريس رايت، ووجّههما بالتحرك بسرعة لزيادة إنتاج الطاقة الأميركي الذي وصل بالفعل إلى مستويات قياسية، خاصة الوقود الأحفوري مثل النفط والغاز الطبيعي، وإزالة العوائق التنظيمية التي قد تبطئ ذلك.
انسحب ترمب من اتفاقية باريس للمناخ، لكنه اتخذ خطوات أكثر حزما في ولايته الثانية لإلغاء لوائح بيئية رئيسية، بما في ذلك قواعد التلوث الناجم عن محطات الطاقة التي تعمل بالفحم والسيارات والمصانع.
وأعلن مدير وكالة حماية البيئة لي زيلدين عن سلسلة من الإجراءات لإلغاء لوائح بارزة، بما في ذلك اكتشاف علمي لطالما شكل الأساس المركزي للعمل الأميركي ضد تغير المناخ.
وستعيد خطة زيلدين صياغة استنتاج وكالة حماية البيئة لعام 2009 بأن غازات الدفيئة التي تسبب الاحتباس الحراري تهدد الصحة العامة والرفاهية، وهو الأساس القانوني لمجموعة من لوائح المناخ.
وفي حين حجبت إدارة ترمب مصادر الطاقة المتجددة، مثل طاقة الرياح البحرية، فقد حاول تعزيز ما يسميه الفحم "الجميل" مانحا ما يقارب 70 محطة طاقة تعمل بالفحم إعفاء لمدة عامين من المتطلبات الفدرالية للحد من انبعاثات المواد الكيميائية السامة، مثل الزئبق والزرنيخ والبنزين.
وتقول الجماعات البيئية ودعاة الصحة العامة إن الخطة قد تسمح لمئات الشركات بالتهرب من القوانين التي تهدف إلى حماية البيئة والصحة العامة.
الفنون والثقافة
دأبت دانا جيويا الشاعرة والرئيسة السابقة للصندوق الوطني للفنون على القول إن مفتاح الحفاظ على دعم الصندوق الوطني للفنون والمنظمات الفدرالية الأخرى يكمن في ضمان دعمها مشاريع في أكبر عدد ممكن من الدوائر الانتخابية.
لقد كانت هذه الصيغة ثنائية الحزبية واستمرت لنحو 60 عاما عبر الإدارات الديمقراطية والجمهورية حتى ولاية ترمب الثانية.
ومنذ عودته إلى منصبه أقال ترمب قادة، وأحال الموظفين إلى إجازات إدارية، وقطع مئات الملايين من الدولارات من التمويل الذي طالما اعتمد عليه الفنانون والمكتبات والمتاحف والمسارح وغيرهم في المجتمع الثقافي.
ومن دون تفويض من الكونغرس أعلن ترمب أن مؤسسات من مركز جون إف. كينيدي للفنون الأدائية إلى الصندوق الوطني للعلوم الإنسانية أصبحت واجهات لأجندة "متبصرة" تهدد بتقويض ما يسميها "رؤيتنا لعصر ذهبي للفنون والثقافة".
وتعود معظم المنظمات التي هاجمها إلى منتصف ستينيات القرن الماضي، في ذروة برامج "المجتمع العظيم" المحلية للرئيس ليندون جونسون عندما كان الدعم الشعبي للحكومة مرتفعا، وكان الارتقاء بالفنون أولوية وطنية.
أنشئ مركز كينيدي والجمعية الوطنية للفنون والمؤسسة الوطنية للعلوم الإنسانية ومعهد علوم المتاحف والمكتبات جميعها بدعم واسع من الحزبين.
وينص بيان على موقع المؤسسة الوطنية للعلوم الإنسانية على أن "العلوم الإنسانية هي اللغات والأديان والقوانين والفلسفات والعادات التي تميزنا وأنها تاريخنا وثقافاتنا والأفكار والحركات التي شكلت المجتمعات على مر العصور".
كما تشير المؤسسة الوطنية للعلوم الإنسانية وغيرها إلى فوائد عملية، فالفنون والثقافة مفيدتان للاقتصاد.
وتتضمن الصفحة الرئيسية للمؤسسة الوطنية للعلوم الإنسانية عنوانا رئيسيا ينص على أن هذه الوقفية "تدعم العلوم الإنسانية في جميع الولايات والهيئات القضائية الأميركية".
ويسلط موقع الرابطة الوطنية للفنون الضوء على دراسة حكومية حديثة تظهر أن الفنون أضافت 1.2 تريليون دولار إلى الاقتصاد في عام 2023، وفي الوقت الذي فرض فيه ترمب تعريفات جمركية باهظة على دول العالم يشير الموقع إلى أن "القيمة الإجمالية لصادرات الفنون الوطنية كانت أكبر بنحو 37 مليار دولار من قيمة واردات الفنون من دول أخرى".
وسائل الإعلام
اعتقد العديد من الصحفيين أن ولاية ترمب الثانية ستشكل تحديا لصناعتهم، لكن قليلين منهم أدركوا حجم هذا التحدي.
وشنت الإدارة الجديدة حملة شرسة -بل ومبتكرة- ضد الصحافة منذ توليها السلطة، فحاربت "شبكة سي بي إس نيوز" ووكالة أسوشيتد برس في المحاكم، وسعت إلى تفكيك إذاعة "صوت أميركا" الحكومية، وأحالت لجنة الاتصالات الفدرالية إلى المحاكمة لمنافسيها الإعلاميين.
في المقابل، أنشأ البيت الأبيض قنوات تواصل اجتماعي سريعة الاستجابة تواصل تدفق الردود لـ"محاسبة الأخبار الكاذبة".
ويقول بيل غرويسكين أستاذ الصحافة في جامعة كولومبيا "إن إدارة ترمب تبذل كل ما في وسعها لتقليص وعرقلة الصحافة في الولايات المتحدة".
ويناقش مستقبل إذاعة صوت أميركا وإذاعة أوروبا الحرة إذاعة الحرية، وغيرها من الخدمات الإعلامية المماثلة التي قدمت لأجيال أخبارا محايدة إلى دول تعاني من نقصها في المحاكم.
ورفع ترمب دعوى قضائية ضد شبكة "سي بي إس نيوز" لاعتقاده أن برنامج "60 دقيقة" حرر فقرة خريف العام الماضي لصالح منافسته في الانتخابات كامالا هاريس.
ولا تزال هذه القضية تثقل كاهل الشبكة على الرغم من أن المجلة الإخبارية أنتجت عدة فقرات لاذعة عن الإدارة خلال أول 100 يوم، مما أثار غضب ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي في 13 أبريل/نيسان الجاري.
ويحقق بريندان كار رئيس لجنة الاتصالات الفدرالية (إف سي سي) في عهد ترمب مع "سي بي إس نيوز" أيضا، إلى جانب "إيه بي سي نيوز"، و"إن بي سي نيوز"، وإذاعة "إن بي آر"، و"بي بي إس"، و"كومكاست"، وأخيرا مع شركة "والت ديزني" بتهمة الترويج لسياسات التنوع والمساواة والشمول.
رفعت وكالة "أسوشيتد برس" دعوى قضائية ضد الإدارة الأميركية بعد أن قلصت قدرتها على تغطية الفعاليات الرئاسية لعدم اتباعها نهج ترمب في إعادة تسمية خليج المكسيك، وحصلت على حكم قضائي يقضي بعدم جواز معاقبة الحكومة للوكالة على حرية التعبير.
سعت إدارة ترمب إلى إحداث تغييرات في السلك الصحفي الذي يغطي أخباره، بإدخال وسائل إعلام جديدة يرى البعض أنها غالبا ما تكون كناية عن وسائل الإعلام الصديقة، وتريد مزيدا من السيطرة على من يشكك في ترمب.
وعادت قناة "فوكس نيوز" لتكون المصدر المفضل لمعرفة أفكار ترمب أو أفكار من يحاولون التأثير عليه.
وكان أكبر إحراج للإدارة الأميركية الناشئة عندما دعت عن غير قصد صحفيا إلى دردشة جماعية لمناقشة الخطط العسكرية، والأسوأ من ذلك أنه كان شخصية يقال إن ترمب يكرهها، وهو جيفري غولدبيرغ رئيس تحرير مجلة أتلانتيك.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
توجيه مهم من وزير العمل...
من سيكون خليفة عموتة في الجزيرة الذي ترك الأردن لظروفه الخاصة؟...
غارات أميركية تستهدف صنعاء وصعدة...